قالت الشرطة الأسترالية إنها نفذت عمليتي تفتيش في بلدتين في ولاية نيو ساوث ويلز في ما يتعلق بالتحقيقات في الهجوم الذي وقع الجمعة على مسجدين في مدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا.
وذكرت الشرطة أنه في حوالي الساعة الثامنة والنصف، صباح الاثنين، قامت فرقة نيو ساوث ويلز المشتركة لمكافحة الإرهاب بعملية تفتيش لمنزل في بلدة ساندي بيتش قرب كوف هاربور، وبعد قليل جرت عملية أخرى بمنزل في لورنس قرب ماكلين.
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن هوية أصحاب المنزلين.
وقالت الشرطة الاتحادية وشرطة نيو ساوث ويلز في بيان مشترك إن "الهدف الأساس للعمليات هو الحصول بشكل رسمي على مواد ربما تساعد شرطة نيوزيلندا في تحقيقها الجاري".
وأضافتا أن أسرة الرجل الأسترالي الذي تم القبض عليه في كرايستشيرش تساعد الشرطة.
وذكرت وسائل إعلام أسترالية أن أحد المنزلين يخص شقيقة برينتون تارنت المشتبه بكونه من المتطرفين الذين يعتقدون بتميز العرق الأبيض، الذي وجهت نيوزيلندا إليه اتهاماً بالقتل، السبت.
وقال مايك بومش، قائد الشرطة في نيوزيلندا، الاثنين، إن السلطات متأكدة من أن مهاجماً واحداً فقط نفذ الهجوم على المسجدين.
وأضاف "هذا لا يعني استبعاد إمكانية أن يكون هناك أناس آخرون قدموا الدعم له، وهذا لا يزال جزءاً مهماً للغاية من تحقيقنا".
وأمرت السلطات بحبس تارنت على ذمة القضية. ومن المقرر أن يمثل مرة أخرى أمام المحكمة في 5 أبريل (نيسان)، وقالت الشرطة إن من المرجح أن يواجه اتهامات أخرى.
وتعيش نيوزيلندا حالة تأهب أمني قصوى منذ الهجوم على المسجدين، الذي قتل فيه 50 شخصاً وأصيب العشرات.
وتعهدت الشرطة النيوزيلندية بالانتشار بكثافة مع إعادة فتح المدارس والشركات في كرايستشيرش أبوابها، الاثنين.
وما تزال أسر الضحايا في انتظار الإفراج عن جثامين القتلى بعد انتهاء عمليات الفحص، على أن يُنقبل بعضهم إلى الخارج للدفن.
إصلاح قوانين الأسلحة
قالت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزيلندا، الاثنين، إن حكومتها اتفقت على قرارات مبدئية بشأن إصلاح قوانين الأسلحة.
وأضافت، في مؤتمر صحافي، "أعتزم إطلاع وسائل الإعلام والناس على مزيد من التفاصيل بشأن تلك القرارات قبل الاجتماع التالي لمجلس الوزراء الاثنين المقبل".
وقالت إن "هذا يعني في نهاية المطاف أنه في غضون عشرة أيام من هذا العمل الإرهابي المروع سنكون قد أعلنا إصلاحات أعتقد أنها ستجعل مجتمعنا أكثر أمناً".
وأضافت أن تحقيقاً سيبحث في الفترة التي سبقت الهجوم، وما الذي كان يمكن فعله لتجنبه.
تارنت سيدافع عن نفسه
قال ريتشارد بيترز، محامي تارنت، لوكالة "فرانس برس"، إن الأخير بدا "عاقلاً" وقرر الدفاع عن نفسه.
وأشار بيترز، الذي عينته المحكمة لتمثيل تارنت أثناء جلسة استماع أولية في المحكمة، إلى إنّ تارنت "أشار إلى أنه لا يريد محامياً".
وأضاف "يريد أن يمثل نفسه في القضية"، مقللاً من مزاعم أن تارنت ربما لا يكون لائقاً عقلياً للمثول أمام المحكمة. وأكّد أن "الطريقة التي قدمها كانت عقلانية و(تنبيء عن) شخص لا يعاني أي إعاقة عقلية. هكذا ظهر. بدا أنه يفهم ما الذي يحدث حوله".
وكان مدرّب اللياقة البدنيّة السّابق والناشط اليميني مثل أمام المحكمة، السبت، وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون أمام المحكمة. وهو لم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة، بل سيظلّ في السجن حتى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل.
توقيف مراهق
مثل مراهق يبلغ من العمر 18 عاماً، الاثنين، أمام محكمة في نيوزيلندا بتهم توزيع البث المباشر في فيسبوك لإطلاق النار في المسجدين، على ما قال مسؤولون.
كما وجهت إلى المراهق، الذي قرر القاضي حجب اسمه، اتهامات بنشر صورة للمسجد تحمل عنوان "تم تحقيق الهدف" والتحريض على العنف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المدعون إنّه يواجه عقوبة السجن لمدة أقصاها 14 سنة لكل تهمة. وسيظلّ في السجن حتّى مثوله مجدّداً أمام المحكمة في 5 أبريل، بعدما قرر القاضي عدم الإفراج عنه بكفالة.
وأضاف قاضي المحكمة ستيفن أودريسكول أنّ التفاصيل المتعلقة بالتهم سيتم حجبها أيضاً.
وكان تارنت نقل مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء الذي نفذه، وظهر يتنقّل داخل المسجد ويُطلق النار عشوائيّاً على المصلّين.
تهديد اليمين المتطرف
قال مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إن أستراليا تعكف حالياً على تقييم الخطر الذي يمثله تطرف اليمينيين، وإن رئيس الوزراء سكوت موريسون سيرأس الاثنين اجتماعاً للجنة الأمن القومي.
وذكر المصدر أن مدير منظمة المخابرات الأمنية الأسترالية دانكان لويس ومفوض الشرطة الاتحادية أندرو كولفين سيُطلعان رئيس الوزراء على الإجراءات التي أتخذت رداً على الهجوم على المسجدين.