لم يخطر على بال أحدٍ ما حدث خلال الأشهر الأربعة الماضية، بعدما توقف النشاط الرياضي عالميّاً. خسائر قُدِّرت بمليارات الدولارات ضربت اقتصاد الرياضة العالمي. ونستعرض في التقرير التالي، تداعيات فيروس كورونا على الرياضة، والخسائر التي مُني بها المستثمرون، فمنهم من استطاع أن يُكمل، ومنهم من انسحب من المشهد الضبابي.
في الوطن العربي قالت الأندية إن عدم استكمال الدوريات والمسابقات الرياضية المحلية والخارجية ربما يعرّضها لخسائر مادية فادحة، إذا ما انتهى الموسم الحالي على ما هو عليه، واعتُمد ترتيب الفرق.
والمعروف أن ميزانية كل نادٍ تتحدد حسب ترتيبه في الجدول بعد نهاية الدوري، وتشمل مكافآت الفوز بالبطولات، وإيرادات التسويق، والنقل التلفزيوني، وكذلك الأجور والرواتب والتكاليف التسويقية والمالية وتذاكر المباريات، لذلك أعاد بعض البلدان دورياتها في ظل استمرار كورونا.
خسائر الأندية
طالت الخسائر المتلاحقة جراء انتشار الفيروس الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى، التي قدّرتها تقارير اقتصادية عالمية بأربعة مليارات يورو، نتيجة خسائر في حقوق البث التلفزيوني والعائدات التجارية والتسويقية.
وأشارت دراسات مالية إلى أن أبرز المتضررين اقتصاديّاً على مستوى كرة القدم الدوري الإنجليزي، بخسائر قاربت 1.4 مليار يورو. أمّا الأندية الإنجليزية فوصلت إلى 750 مليون إسترليني، والإسبانية والإيطالية كل منهما 700 مليون يورو.
وذكرت دراسة حديثة، أعدّتها مؤسسة KPMG الدولية للخدمات المالية والاستشارية، أن الأندية الألمانية الـ18 في البوندسليغا قدّرت خسائرها بين 650 و750 مليون يورو، منها 140 مليون يورو للتذاكر، و240 مليوناً من عائدات الإعلانات، أمّا الباقي، أي 370 مليون يورو، فهو من عائدات البث الفضائي.
وكشفت تقارير عن حجم الخسائر الاقتصادية المتوقع أن يتكبّدها فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، بسبب تعليق النشاط الرياضي، مشيرة إلى أنها تقدّر بـ215 مليون يورو. ولفتت إلى أن ريال مدريد الإسباني سيفقد نحو 350 مليون يورو، نتيجة تدني قيمته 31.8 في المئة، بينما ستبلغ خسائر غريمه التقليدي برشلونة نحو 366 مليوناً.
وفي اسكتلندا، حيث تعتمد الأندية بشكل كبير على عائدات بيع التذاكر، فالوضع سيء جدّاً، ويتوقع رئيس نادي أبردين دايف كورماك أن يضطر فريقه إلى إنفاق نحو خمسة ملايين جنيه إسترليني في الأشهر القليلة المقبلة، من دون تحقيق أي إيرادات.
البطالة الجزئية
وفي خطوة لتخطي الأزمة الاقتصادية، وضعت عدة أندية لاعبيها في حالة البطالة الجزئية لتوفير الأموال، إذ تدفع الأندية 70 في المئة من الراتب الإجمالي (ما يوازي 84 في المئة تقريباً من الراتب الصافي)، على أن تتكفل الدولة بدفع الجزء المتبقي، بحد أقصى هو 4850 يورو لكل موظف، وهو مبلغ يشكّل نقطة في بحر رواتب معظم اللاعبين المحترفين، وحدث هذا في فرنسا.
وفي ألمانيا كان لاعبو بوروسيا مونشنغلادباخ أوّل من اقترح تخفيض الرواتب في البوندسليغا، تبعهم لاعبو فيردر بريمن وشالكه وبوروسيا دورتموند. وانضم أتليتكو إلى منافسه برشلونة الذي فرض تخفيضاً إجباريّاً على أجور لاعبيه خلال فترة الطوارئ في البلاد، بعدما أصبحت إسبانيا ثاني أكثر دول أوروبا تضرراً من الفيروس بعد إيطاليا وقت ذروة الأزمة.
وأشارت الدراسة التي أعدّها مرصد كرة القدم التابع للمركز الدولي للدراسات الرياضية في نيوشاتيل السويسرية، إلى أنّ إجمالي قيمة انتقال اللاعبين على مستوى البطولات الخمس الكبرى (إنجلترا، وإسبانيا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا) سينخفض 28 في المئة، أي من 32.7 مليار يورو إلى 23.4 مليار، في حالة عدم لعب أي مباريات، وعدم تمديد أي عقود للاعبين.
أوليمبياد طوكيو
من ناحيتهم، اعترف منظمو أوليمبياد طوكيو، التي كان من المقرر إقامتها صيف 2020، بأن قرار تأجيلها إلى عام 2021، سيؤدي إلى تكاليف "باهظة جدّاً"، ولفتوا إلى "تشكيل مجموعة عمل للبدء بهذه المهمة المعقدة وغير المسبوقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت اللجنة الأوليمبية الدولية تأجيل طوكيو 2020، وهو ما كبَّد اليابان عديداً من الخسائر، على رأسها المالية التي تقدر بـ16 مليار يورو، إذ تبلغ خسائر البث الفضائي ما يقرب من مليار إسترليني، إلى جانب ملياري يورو صُرِفت على إجراءات التأمين الخاصة بالحدث العالمي، ومليار ونصف المليار يورو تكلفة بناء الملعب الأوليمبي، وملياران ونصف المليار من حقوق الرعاية، وعشرة مليارات تكلفة الاستعداد للأوليمبياد، إلى جانب خسائر فادحة للقطاع الخاص.
وأضاف المنظمون، "نعتقدُ أن التكاليف الإضافية الناتجة عن التأجيل ستكون باهظة جدّاً"، من دون أن يقدّموا أي تقديرات، مبينين أن التأجيل "قد تكون تكلفته 2.7 مليار دولار، بما في ذلك رسوم تأجير المواقع، والتغييرات في حجوزات الفنادق والأجور الإضافية للموظفين وأفراد الأمن، إضافة إلى أمور أخرى".