اكتشف عدد من العلماء سلالة من إنفلونزا الخنازير لديها القدرة على الانتقال إلى البشر، والتسبّب بجائحة عالمية أخرى.
رُصد الفيروس، الذي يسميه الباحثون "جي 4 إي أي إتش 1 إن 1" (G4 EA H1N1)، عن طريق تحليل 30 ألف مسحة أنف أُخذت من خنازير موجودة في مسالخ في الصين.
ووُصف الفيروس بأنّه مزيج من إنفلونزا موجودة لدى الطيور الأوروبية والآسيوية وفيروس "إتش 1 إن 1"، الذي يُعتقد أنّه أودى بحياة ما يصل إلى نصف مليون شخص في شتى أنحاء العالم، في عام 2009.
ويشير وجود جينات "إتش 1 إن 1" في الفيروس إلى أنّ في مقدوره أن يتكيّف لينتقل من إنسان إلى آخر، وذلك وفقاً لدراسة نُشرت في المجلة العلمية المحكمة "بروسيدينغ أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" Proceedings of the National Academy of Science (PNAS)، يوم الاثنين الماضي.
وكتب باحثون من "جامعة الصين للزراعة" China Agricultural University إن "لدى فيروسات "جي 4" كل السمات الأساسية التي يحملها فيروس مرشح لأن يصبح جائحة".
ويضيفون أنّه بعد زيادة حادة في معدل انتشارها منذ عام 2016، أصبحت السلالة الجديدة الآن "النوع الجينيّ المهيمن المنتشر بين الخنازير الذي رُصد في 10 مقاطعات (صينية)، على أقل تقدير".
كذلك جاءت النتيجة موجبة لأكثر من 10 في المئة من اختبارات تتقصّى وجود أجسام مناعية مضادة لـ"جي 4" خضع لها عمّال يهتمون بالخنازير (ما يعني أنهم قد أصيبوا بالفيروس في أوقات سابقة). وتضيف المجلة "تعزِّز هذه العدوى إلى حدّ كبير احتمال تكيّف الفيروس مع البشر، وتثير مخاوف بشأن النشوء المحتمل لفيروسات جائحية".
لذا، "من الضروري مكافحة فيروسات ‘جي 4 إي أي إتش 1 إن 1‘ لدى الخنازير وإجراء مراقبة دقيقة بين المجموعات البشرية، خصوصاً العاملين في قطاع تربية الخنازير، وذلك على نحو عاجل"، بحسب ما جاء في المجلة.
وقال الخبراء إنّ احتمال أن تسبِّب السلالة جائحة أخرى يبقى منخفضاً، بيد أنّهم نبّهوا في المقابل إلى أنّ الحاجة إلى توخي اليقظة ما زالت مطلوبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في تطور متصل، نقلت مجلة "ساينس" Science عن مارثا نيلسون العالمة في الأحياء التطورية قولها، إنّ "الإنفلونزا يمكنها أن تباغتنا. ثمة خطر ينطوي عليه إهمال الإنفلونزا، وغيرها من تهديدات، في الوقت الراهن".
وفي تصريح أدلى به لـ"هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، قال البروفيسور كين - تشو تشانغ من جامعة نوتنغهام البريطانية Nottingham University، الذي درس الفيروس، إنّ "جي 4" لا يمثِّل مشكلة حتى الآن. غير أنه أضاف "ينبغي ألا نغضّ الطرف عن فيروسات جديدة يُحتمل أن تكون خطرة".
© The Independent