كُشف عن مجموعة صور مؤثرة للعاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة وباء فيروس كورونا في هيئة "الخدمات الصحيّة الوطنية" ("أن آتش أس") NHS بمناسبة العيد الثاني والسبعين لتلك المنظومة الصحية.
وقد التقطت الصور بواسطة المُصوّر الشهير رانكين الذي التقط في السابق صوراً لفريق "رولينغ ستونز" لموسيقى الروك، والعارضة كيت موس، وملكة بريطانيا.
وتضم المجموعة صوراً لإثني عشر شخصاً يؤدون دوراً حيوياً في استجابة هيئة "أن آتش أس" NHS لفيروس كورونا، بمن فيهم عاملة تنظيف، وحمّال، وصيدلاني، وممرضة، وقابلة قانونية، وعامل في مركز اتصالات الخدمات الصحيّة غير الطارئة (111)، إضافة إلى طبيب استشاري في وحدة الرعاية المركزة، ومُسعف وعامل في القسم التقني.
واستطراداً، ستعرض كل واحدة من تلك الصور عِبْرَ أرجاء البلاد هذا الأسبوع في مواقف الحافلات، ولوحات الطرق والمناطق المميزة المخصصة للمشاة، بما في ذلك شاشات "بيكاديللي لايتس" Piccadilly Lights الشهيرة عالميّاً في قلب لندن.
في ذلك الصدد، ذكر المُصوّر رانكين الذي عمل حمّالاً في غرف العمليات في "الخدمات الصحيّة الوطنية"NHS حين كان في عقده الثاني، إنه أراد عرض خدماته خلال الوباء لالتقاط صور للفرق المذهلة التي تعمل من أجل المساعدة في الحفاظ على سلامة الناس.
وفي حديث إلى وكالة "بريس أسوسييشن" (الوطنية البريطانية) للأنباء، أعرب رانكين عن قناعته بأن "الوضع بدا مخيفاً للغاية عندما دخلنا حالة الإغلاق. ولقد أصيب الجميع بالذعر والهلع خلال الأسبوعين الأولين. ثم بعدهما، أدركت أنني أريد المساعدة، أردت فعل شيء يكون جزءاً من الحل... لقد أنجزت عملاً لمصلحة هيئة "الصحة العامة في إنجلترا" السنة الفائتة، يتعلق بحملة عن الصحة العقلية. لذا، عملت على التواصل مع "أن آتش أس" NHS وأخبرتهم "أنا مصوّر شخصي. إنها لحظة مذهلة. إذ يواجه عاملوكم في أرجاء الهيئة كافة أمراً لم يواجهه أحد من قبل، ويتوجب علينا كأمة أن ندعمكم. وما أستطيع فعله هو عرض خدماتي بالمجان لالتقاط صور لفرقكم العاملة المذهلة، بدءاً من الحمّال ووصولاً إلى الجراح".
وأضاف المُصوّر أنه أراد التقاط صور لأكبر عدد ممكن من الأشخاص العاملين في مهن مختلفة عبر هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS لأنهم جميعاً كانوا يواجهون ذلك الشيء الخطير والمُهدِّد للحياة، بمفردهم على الخطوط الأمامية... ينهض عمّال التنظيفات بعملهم محاطين بالفيروس، إنه عمل عظيم. ولم أرد أن يقتصر الأمر على الجراحين أو العاملين في وحدات العناية المركزة، مع أننا التقطنا صوراً لهم أيضاً. لقد كانت تجربة رائعة في غاية التنوع".
ولالتقاط الصور بطريقة آمنة، عمد رانكين إلى تصوير شخصياته من وراء غطاء وجه بلاستيكي، إضافة إلى اتّباع إجراءات التباعد الاجتماعي والنظافة. وفي ذلك الشأن، ذكر المصور إن موقع التصوير "بدا مجنوناً" لكنه أراد لموظفي هيئة "أن آتش أس" NHS أن يشعروا بالراحة والأمان لكونه يتعامل مع الحالة بجدية تامة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكذلك تحدث رانكين عن الطريقة التي تدبّر فيها التواصل مع الشخصيات كلها، مضيفاً أن العاملين كلهم أظهروا "تواضعاً مذهلاً" ورفضوا مناداتهم بـ"الأبطال".
وبحسب كلماته، "أخبرني كل منهم بعض القصص، وإحدى القصص المفضلة لدي هي تلك التي روتها إيما، وهي ممرضة في وحدة العناية المركزة كانت تتعامل مع الموت بشكل يومي. وقد تمثّل الأمر المحزن بالنسبة إليها في إحساسها بأنها أكثر سعادة خلال وجودها في المستشفى في الواقع لشعورها أنها جزء من الحالة، لكنها كانت مضطرة للتعامل مع الأمر بمفردها عندما تعود إلى المنزل... لا يخطر هذا على بالك. لا تعتقد أنهم مضطرون إلى العودة إلى المنزل والتعامل مع الصدمة بمفردهم. ثمة قصة مختلفة لدى كل شخص وكانوا جميعاً متفائلين جداً. كانوا كلهم إيجابيين للغاية، والعامل المشترك بين الجميع بالفعل قولهم "أنا لست بطلاً". لم يقل أحد منهم "أنا بطل". إن مقدار التواضع الذي تشاركوه كان مذهلاً".
ولدى حديث رانكين عن مدى التأثير العاطفي للتجربة، تذكّر إنه كاد يبكي مرات عدة إذ اكتشف صعوبة الحديث مع الناس بعد الخروج من العزل.
وأضاف، "التباعد الاجتماعي غريب جداً من حيث المبدأ. أنا متأكد من أن الجميع اختبروا ذلك الشعور الغريب. إذ يبدو من غير اللائق تماماً أن تقف بعيداً من الناس في حين أنه من المفترض أن تكون في تناغم معهم... لقد كانت تجربة ملهمة حقاً، لكن عينيّ اغرورقتا بالدموع نوعاً ما خلال بضعة لقاءات".
في منحى متصل، تحدث السير سيمون ستيفنز، الرئيس التنفيذي لهيئة "أن آتش أس" عن مجموعة الصور معتبراً إياها تحية إجلال لكل العالمين في الهيئة و"تفانيهم الاستثنائي".
أضاف، "هذه السنة كانت الأكثر تحدياً في تاريخ "الخدمات الصحية الوطنية". إذ قدّمت كوادرنا المدهشة الرعاية لحوالى 100 ألف مريض مصابين بفيروس كورونا مقيمين في المستشفيات، وأكثر من ذلك الرقم بكثير في المجتمع... جرى تصوير المشاركين من دون الاحتماء وراء معدات الحماية الشخصية، من أجل كشف هوية الأشخاص الموجودين خلف الكمامات والاحتفاء بفرديتهم... إلى جانب كل صورة شخصية، تشارك موظفو الهيئة قصص تجاربهم الخاصة في الخط الأمامي، مقدمين نظرة فريدة ومؤثرة في حياة الناس الذين يقاتلون هذا الوباء وينقذون الأرواح".
بالنتيجة، تبرع رانكين بكل الصور لمصلحة "أن آتش أس" NHS. ويمكنكم الاطلاع على المجموعة الكاملة للصور والقصص المرفقة بها هنا.
© The Independent