بحزن بالغ تلقى الوسط الفني خبر وفاة الفنانة المصرية رجاء الجداوي بعد معاناة طويلة مع فيروس كورونا استمرت لمدة 43 يوماً، تدهورت خلالها حالتها الصحية، ومرت بأكثر من منعطف صحي، وتم حقنها مرتين ببلازما المتعافين كوسيلة للعلاج لم تفلح معها، كما أكد أطباء مستشفى العزل بالإسماعيلية، شرق العاصمة، بسبب كبر سنها وحالتها النفسية السيئة.
وتسلمت ابنتها أميرة مختار جثمان الراحلة من مستشفى العزل. وكانت قد قررت أن تدفن بالقاهرة وليس بمدافن العائلة في بورسعيد، وسيتم إجراء الدفن بمعرفة الطب الوقائي بحضور الابنة الوحيدة للفنانة.
وفي اتصال هاتفي نعى أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين الفنانة، بقوله، "إن رحيلها ألمٌ كبيرٌ في قلوب محبيها، وكل من يعرفونها. فقد كانت مثالاً للإنسانة وللفنانة العظيمة، بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وقد تمنى الجميع الشفاء لها، ورحيلها يعني خسارة فادحة للفن وكل المعاني الجميلة".
وتم تغسيل الجثمان بمستشفى العزل بالإسماعيلية، وأدى الحضور عليها صلاة الجنازة، كما سيتم نقلها إلى القاهرة لدفنها بمقابر البساتين، وتُؤدى صلاة الجنازة عليها مرة أخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الفنانة رجاء الجداوي قد تعرضت للإصابة بفيروس كورونا أول أيام عيد الفطر الموافق 24 مايو (أيار) الماضي، ونقلت لمستشفى العزل الصحي بمحافظة الإسماعيلية وبالتحديد بمدينة أبو خليفة، ورغم محاولات العلاج المختلفة لم تستجب حالتها، وأظهرت المسحات واحدة تلو الأخرى استمرار إصابتها بالفيروس، ما انعكس على حالتها الصحية وأدى إلى تدهور مبالغ فيه أكثر من مرة، فوضعت بغرفة العناية المركزة، ثمّ على جهاز تنفس صناعي بعد انخفاض نسبة الأوكسجين بالدم. ومع استمرار التدهور الصحي وضعت أيضاً على جهاز تنفسي حنجري اختراقي، وهي آخر مرحلة يتم إنقاذ مريض كورونا بها، حيث تتوقف الرئة عن العمل ولا يتنفس المصاب إلا بهذه الطريقة.
ومنذ الساعات الأولى من صباح اليوم تدهورت حالتها على نحو حاد، وانخفضت نسبة الأوكسجين لدرجة مخيفة، ما أدى إلى توقف عضلة القلب وحدثت الوفاة.
ونعى نجوم الفن الجداوي بحزن بالغ، وتحول صباح الأحد إلى صباح حزين، فنعتها النجمة سميرة سعيد وليلى علوي وأحمد السقا ودينا الشربيني وياسمين عبد العزيز وكندة علوش وأحمد العوضي وسوسن بدر وغيرهم من النجوم.
ولدت رجاء الجداوي بمحافظة الإسماعيلية يوم 6 سبتمبر (أيلول) من عام 1938، ولعائلتها أصول سعودية، وبالتحديد في جدة، ولهذا سميت عائلتها بالجداوي حسب تصريحاتها لـ"اندبندنت عربية" قبيل أشهر من وفاتها.
واحترفت رجاء الفن عن طريق الصدفة، حيث حصلت على لقب ملكة جمال القطن المصري، ومنها انطلقت إلى التمثيل، وحصلت على أدوار مهمة منها فيلم "دعاء الكروان" و"إشاعة حب". وانطلقت نحو السينما بقوة واحترفت دور الفتاة الأرستقراطية لإجادتها اللغة الفرنسية، وكونها عارضة أزياء. ثم انطلقت إلى التلفزيون والمسرح، ومن أهم أعمالها مسرحياتها مع الزعيم عادل إمام، التي استمرت بالعمل معه ما يزيد على 20 عاماً.
وكان آخر أعمالها الفنية مسلسل "لعبة النسيان" التي ظهرت خلاله في شهر رمضان الماضي مع دينا الشربيني وأحمد داوود ومحمود قابيل، كما ظهرت قبل إصابتها بيومين في كواليس المسلسل مع الأبطال، مما دعا الجميع لعمل مسحة للكشف عن الإصابة وتبين لهم سلبية مسحة كل منهم.
تزوجت رجاء الجداوي في بداية السبعينيات من حسن مختار، مدرب حراس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة أميرة، ورحل مختار في 5 مارس (آذار) 2016، الأمر الذي أدخلها في نوبة اكتئاب حاد.