أُدينت شركة "نايكي" بأنها نشرت صوراً لعالمة رياضيّات مشهورة وهي مرتدية حجاباً، على الرغم من خيارها عدم وضع ذلك الغطاء عندما كانت على قيد الحياة. وتوفيّت مريم ميرزاخاني بسرطان الثدي عام 2017، التي كانت (ولا تزال) المرأة الوحيدة التي فازت بميدالية "فيلدز"، إحدى أرفع جوائز الرياضيّات عالميّاً.
وغادرت مريم ميرزاخاني إيران بعد تخرّجها من الجامعة في العام 1999 وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة، حيث اختارت ألاّ تغطي شعرها.
لكنّ عدداً من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي تبادلوا مؤخراً لقطات أُخذت عن شاشات الكومبيوتر، لنشرة إخباريّة داخليّة عُمّمت على موظفي "نايكي" عبر شبكة "اسيند" Ascend الخاصة بالعاملين في الشركة.
وفي تلك اللقطات، رسمٌ لعالمة الرياضيّات وهي ترتدي حجاباً أبيض اللون. وبرأي بعض المغرّدين على موقع "تويتر"، يستند ذلك الرسم إلى صورة زُيّفت للمرّة الأولى من قِبَل مسؤولين إيرانيين لأغراضٍ دعائية.
وبوجهٍ عام، ترتدي النساء المسلمات الحجاب لكنّ العديد منهنّ يخترن عدم ارتدائه.
"مرحباً بكم في الشهر المخصّص لتاريخ النساء!"، بتلك الكلمات عنونت "نايكي" تلك الرسالة الإلكترونيّة قبل أن تغوص في تفاصيل الحوادث والعروض القادمة.
"مريم ميرزاخاني، أول امرأة تفوز بميدالية "فيلدز" العريقة، قد تصف الأمر على الشكل التالي: Y + Z = Σ"، أضافت الرسالة.
وتحت النص المكتوب يظهر رسم ميرزخاني، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة النطاق.
"هكذا أرادت النشرة الإلكترونيّة لـ"نايكي" أن تُصوّر مريم ميرزاخاني التي كانت أول امرأة تفوز بميدالية "فيلدز". لم ترتدِ الحجاب منذ مغادرتها بلدها الأم الذي يفرضها على النساء فيه. يجب أن تخجلوا من أنفسكم!" كتب أمير ساريسلان، أحد الأشخاص الذين تشاركوا تلك الصور عبر الإنترنت.
ومن دون التقدم باعتذار، صرّح متحدث باسم "نايكي" لصحيفة "اندبندنت" أنّ "الشركة تحترم الأشخاص والأديان والثقافات على اختلافها وتأخذ مثل هذه المخاوف على مجمل الجد. كان من المفترض بتلك النشرة الداخلية الخاصة بالموظفين أن تحتفل بحياة مريم ميرزاخاني وإنجازاتها. ولم يكن القصد منها أبداً إهانة أحد. ونحن نعمل في الوقت الحالي على إعادة النظر في إجراءاتنا الداخلية".
وتجدر الإشارة إلى أنّ القانون في إيران يفرض على النساء ارتداء الحجاب تحت طائلة العقاب بحجة التمرّد على القواعد المتّبَعَة.
وعندما فازت ميرزخاني بميدالية "فيلدز" عام 2014، أقدمت بعض صحف إيران على التلاعب بصورها رقمياً، وأضافت الحجاب إليها، فيما عمد بعضها الآخر إلى نشر رسوماتٍ لها وهي ترتدي غطاءً للشعر، أو صور قديمة تعود إلى وقت كانت فيه تعيش في إيران وتضع الحجاب.
ولكنّ عدداً من الصحف الايرانيّة كسر المحظور عند وفاة عالمة الرياضيّات عام 2017، ونشر صوراً لها بشعرٍ مكشوف.
© The Independent