تواصل إيران وفنزويلا، الخاضعتان لعقوبات أميركية صارمة، تعزيز تعاونهما التجاري على أكثر من صعيد. فبعدما قايضت طهران نفطها بذهب كراكاس في مايو (أيار) الماضي، بدأ الجيش الإيراني تأسيس "موطئ قدم تجاري" في فنزويلا، وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين وسجلّات تفصّل هذا المشروع.
وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة أن تكتّل "إيكتا" (Ekta) الإيراني، التابع لوزارة الدفاع المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية لمساهمتها في تطوير الصواريخ الباليستية وفق واشنطن، يؤسّس متجراً للبيع بالتجزئة في فنزويلا، وذلك بالتعاون مع "برنامج الغذاء الطارئ" (CLAP) الذي تديره حكومة الرئيس نيكولاس مادورو والخاضع لإجراءات إنفاذ أميركية، إذ تُعدّه الولايات المتحدة وسيلةً لتغطية غسل الأموال.
فقد تحوّل موقع رئيس للبرنامج الحكومي المُدار من قبل الجيش الفنزويلي في العاصمة كراكاس، إلى متجر لبيع منتجات شركتين تابعتين لشركة "إيكتا" (Ekta)، وبات يعرض بشكل حصري علامات تجارية غذائية مملوكة للجيش الإيراني، تحت اسم "Delnoosh"، وفق "وول ستريت جورنال".
"أوّل سوبرماركت" إيراني في فنزويلا
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء تأسيس المتجر كـ"أوّل سوبرماركت" إيراني في فنزويلا، بعدما أفرغت سفينة إيرانية في 21 يونيو (حزيران) الماضي، شحنة من المواد الغذائية في ميناء فنزويلي، في خطوة أشادت بها السفارة الإيرانية في كراكاس. ويرأس "إيكتا" عيسى رضائي، وهو مسؤول تنفيذي في شركات مملوكة للحرس الثوري.
وتتّهم واشنطن فنزويلا باستخدام "برنامج الغذاء الطارئ" لإدارة عمليات غسل أموال عبر فواتير كاذبة ومضخّمة لواردات غذائية تُستورد عن طريق شركات يملكها أو يسيطر عليها رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب، الذي اعتُقل قبل أسبوع من افتتاح المتجر في جزيرة غرب أفريقيا، أثناء عودته من إيران.
عقوبات أميركية في المرصاد
ويأتي المشروع الجديد في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الذي شمل بيع النفط الإيراني إلى فنزويلا مقابل سبائك الذهب، إضافةً إلى تقديم طهران الدعم الفني لكراكاس لإحياء مصافي البنزين المعطّلة لديها.
وسعياً لتشديد الضغوط على مادورو، فرضت واشنطن في 24 يونيو عقوبات على قادة خمس ناقلات نفط إيرانية نقلت الإمدادات إلى فنزويلا، التي تسعى واشنطن إلى إطاحة رئيسها الاشتراكي. واستتبعت الولايات المتحدة عملية الضغط على البلدين، بعدما استجابت محكمة فيدرالية في واشنطن، في الثاني من يوليو (تموز)، إلى دعوى وزارة العدل التي تطلب مصادرة حمولات أربع سفن إيرانية تنقل النفط إلى فنزويلا. ولم يحدّد القضاء الأميركي الآلية التي تنوي من خلالها البلاد مصادرة الشحنات على السفن الأربع "بيلا" و"بيرنغ" و"باندي" و"لونا".