يتعرّض المرضى في مستشفيات المملكة المتحدة إلى خطر العدوى بـ"كوفيد-19" بسبب أطباء وممرضين يستخدمون الملابس الطبية الواقية بطرق خاطئة، حسبما قالت البروفيسورة جيني ويلسون، رئيسة "جمعية الوقاية من العدوى" Infection Prevention Society.
كذلك انتقدت ويلسون ما وصفته بورود إرشادات "غير متماسكة" للأطباء، والممرضين من هيئة "خدمة الصحة الوطنية لإنجلترا"، و"الصحة العامة في إنجلترا"، باعتبار هذه الإرشادات مسؤولة عن ذلك جزئياً.
في الحقيقة، أصبح انتشار "كوفيد-19" داخل المستشفيات مصدراً رئيساً للقلق بالنسبة إلى رؤساء الخدمات الصحية في بريطانيا، وأعضاء مجموعة "سَايج" "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ"SAGE التابعة للحكومة، بعدما بيّنت دراسات أنّ المستشفيات باتت بؤر انتشار خلال الوباء.
في هذا الصدد، ذكرت "خدمة الصحة الوطنية لإنجلترا" أنّها تعتقد أن ما يصل إلى خُمس المرضى ربما أصيبوا بالمرض في المستشفيات.
وقالت جيني ويلسون، البروفيسورة في علم الأوبئة في جامعة "ويست لندن" University of West London، في لقاء أجرته معها "مجلة الخدمات الصحية" Health Service Journal، إنّ الأمثلة على الممارسة السيئة في العناية المركزة تشتمل على أطباء يرتدون أزواجاً عدة من القفازات في وقت واحد، أو ينظّفون القفازات نفسها باستخدام "الجيل" المعقِّم ما بين معاينة مريض وآخر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت "تُستخدم معدات الوقاية الشخصية (بي بي إي) لحماية الطاقم الطبي، غير أنّ الطريقة التي تُستعمل بها، زادت خطر انتقال العدوى بين المرضى. أدى الاستخدام الواسع النطاق لأدوات الوقاية الشخصية خصوصاً في بيئات الرعاية الحرجة إلى تفاقم المشكلة. وما لم نجد حلاً للنهج المتبع حيال معدات الوقاية الشخصية، سنظلّ نشهد هذا الخطر الرئيس المتمثِّل في انتقال العدوى بين المرضى".
وقالت إنّ الإرشادات التي قُدِمت إلى الأطباء، والممرضين كانت غير متناغمة. فقد ذكر توجيه أنّ القفازات والمآزر الطبية نفسها تستخدم مرة واحدة فقط، فيما لم تحدّد قواعد أخرى المدة التي يجب أن تستخدم فيها معدات الوقاية الشخصية. كذلك لم ترد نصائح واضحة بشأن كيفية ارتداء الملابس الواقية وخلعها.
نتيجة لذلك الخلط، فسّر بعض الموظفين، وفقاً للبروفيسورة ويلسون، التوجيه بأنّه لا يجب خلع القفازات، والمآزر أبداً بمجرد التواجد في وحدات العناية المركزة، ما يؤدي إلى ممارسات "خطرة" أثناء تنقلهم بين مريض وآخر، حسبما قالت البروفيسورة.
من جهة أخرى، أضافت ويلسون أنّ ثمة قلقاً خاصاً من ارتفاع مستوى مقاومة مضادات الميكروبات في وحدات العناية المركزة، نتيجة استخدام المضادات الحيوية في بداية الجائحة.
استخدمت المضادات الحيوية لحماية المرضى من حالات العدوى الثانوية، لكن البروفيسورة ويلسون أضافت "لطالما مثّل اللجوء إلى المضادات الحيوية واسعة النطاق مشكلة. يمكن توليد (سلالات مقاومة للمضادات الحيوية) في مريض واحد باستخدام مضادات حيوية واسعة النطاق، لكن تكمن المشكلة الأكبر في نقل ذلك إلى 10 مرضى آخرين في وحدات العناية المركزة... قد يفضي التعامل مع مريض واحد إلى إلحاق الضرر بكثير من المرضى الآخرين، إذا لم تكن مكافحة العدوى صحيحة".
وفي سياق متصل، وجدت دراسة أُجريت في "مؤسسة تشيلسي آند وستمنستر ترست" التابعة لـ"خدمة الصحة الوطنية" NHS، أنّ كثيراً من مرضى "كوفيد-19" تلقوا مضادات حيوية سواء أكّدت الفحوص إصابتهم بالعدوى الثانوية أم لا.
وأكّدت الفحوص الطبية إصابة 6 في المئة فقط بعدوى ثانوية من بين 836 مريضاً، في مستشفيي "ويست ميدلسيكس" و"تشيلسي آند وستمنستر"، في الفترة ما بين 20 فبراير (شباط)، و20 أبريل (نيسان) الماضيين، بيد أن 80 في المئة من المرضى أعطوا مضادات حيوية.
ونقلت "مجلة الخدمة الصحية" عن فانيا غانت، وهي مستشارة في علم الأحياء الدقيقة والعدوى في كلية لندن الجامعية UCL قولها "بُذل قدر كبير من الجهد والعمل الذي أخذ فعلاً في عكس مسار نشوء مقاومة مضادات الميكروبات... أشعر بقلق بالغ إزاء إمكانية أن يسهم "كوفيد" في إبطال بعض الجهد، أو معظمه. قد يعيدنا إلى الوراء، إلى حيث كنا قبل بضع سنوات".
© The Independent