أثارت ظاهرة غامضة تمثلت في ظهور ثلج جليدي زهري اللون على جبال الألب الإيطالية، قلق العلماء بشأن تسارع الذوبان في سلسلة الجبال الأوروبية.
ويحقّق العلماء في الظاهرة التي نجمت على الأرجح عن نوع من الطحالب تُرصد عادةً في "غرينلاند" بعد أن ظهر الثلج الذي تبدّل لونه في منطقة "بريسينا غلاسيا" Presena Glacia التي تبعد نحو 30 ميلاً عن مدينة "ترينتو".
وفي هذا السياق، أشار بياجو دي ماورو، الباحث في "المجلس الوطني للبحوث" في إيطاليا، إلى أن تلك الطحالب المسماة علمياً "أنسيلونيما نوردنسكيويلدي" Ancylonema nordenskioeldii هي على الأرجح التي تسببت في هذه الظاهرة. وقد سبق لـ دي ماورو أن جرى دراسات عن الطحالب في كتل جليدية في سويسرا. وفي حديث إلى شبكة "ساينس أكس" الإخبارية، لفت ماورو أيضاً إلى أن "الطحالب ليست خطرة، بل ظاهرة طبيعية تحصل خلال فصلي الربيع والصيف على خطوط العرض الوسطى (في الكرة الأرضية)، وتشهدها المناطق القطبية أيضاً".
وفي العادة، يكتسي الثلج بلون أبيض يعكس نسبةً كبيرة من أشعة الشمس (إلى الأعلى، وتحمل معها كمية من الحرارة، ما يخفف الاحتباس الحراري). في المقابل، يؤدي ظهور الطحالب ذات اللون الداكن إلى زيادة امتصاص الجليد للحرارة (بسبب عدم انعكاس أشعة الشمس)، وبالتالي يتسبّب ذلك في تسريع وتيرة ذوبان الثلج واحترار المناخ.
وعلى نحوٍ مماثل، يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلج إلى تحسين ظروف ظهور هذه الطحالب التي تصبح إمكانية حصولها على الماء والأوكسجين أكثر سهولة. وفي ذلك الصدد، أشار دي ماورو إلى أن "كل ما يسبب اللون الداكن للثلج أنه يؤدي إلى ذوبانه لأنه يسرع امتصاص الأشعة". وأضاف، "نحاول تحديد الأثر الكمّي للظواهر الأخرى إلى جانب التأثير البشري، على الارتفاع المفرط لحرارة الأرض".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتذكيراً، يُشار إلى أن القطب الجنوبي ("أنتاركتيكا") شهد ظواهر مماثلة خلال 2020 تمثّلت في ظهور ثلوج "حمراء قانية" وأخرى "خضراء". وقد نتج عن تكاثر الطحالب في تلك المناطق الواقعة في أقصى جنوب الكرة الأرضية. ففي فبراير (شباط) الماضي، نشر العلماء صوراً لثلج أحمر في "محطة فيرنادسكي للأبحاث" Vernadsky Research Base . وكذلك كشف علماء من جامعة كامبريدج في مايو (أيار) عن مساحاتٍ شاسعة مغطاة بثلج أخضر بالقرب من منطقة تعيش فيها مجموعات من البطاريق.
في سياق متصل، وجد تقرير صادر عن الأمم المتحدة في 2018، أن حرارة كوكب الأرض سترتفع 1.5 درجة مئوية بين عامي 2030 و2052 في حال استمرت درجات الحرارة في الارتفاع بوتيرتها الحالية، وتسجيلها ارتفاعاً سيبلغ 3 درجات مع حلول نهاية القرن.
وإذا بلغت (درجات الحرارة تلك النسبة)، سيؤدي الاحتباس الحراري في كوكبنا إلى ارتفاع بمقدار درجتين مئويتين في حرارته، وسيصبح العالم مكاناً مختلفاً للغاية. آنذاك، ستختفي الشعاب المرجانية بشكل شبه تام، وسيخلو القطب الشمالي كلياً من الثلج خلال فصل الصيف أقله مرة في كل عقد، إضافة إلى انقراض أعداد هائلة من الحيوانات والنباتات لأن مساكنها الطبيعية ستتضاءل وتصبح أصغر فأصغر.
© The Independent