حذّرت الحكومة البريطانية من أن يشكّل مشروع تخفيف الضوابط على زجاجات أو عبوات البيرة المحمولة بعد شرائها من البارات والحانات "وصفة للفوضى والعنف". وكانت الحكومة عملت على تحرير مؤسسات قطاع الضيافة البريطاني من ضوابط قانونية تمنعها من تقديم خدمات المشروبات المحمولة في "الهواء الطلق" (أي خارج حدود بناء المقهى أو الحانة)، وذلك في محاولة لإعادة ضخّ الحياة في شرايين هذا القطاع أمام التحديات التي طرحتها جائحة كوفيد 19. إلّا أن أعضاء في مجلس اللوردات البريطاني حذروا من أن يؤدّي استمرار تحرير تلك الضوابط، أو القوانين، إلى فوضى عامة، حيث سيمكّن الناس من شراء عبوات أو زجاجات المشروبات الكحولية وحملها معهم وشربها في الشوارع ترافقاً مع إقفال المرافق.
وتُطرح هذه المسألة تزامناً مع المرحلة الأخيرة من مراحل تخفيف الإغلاق، والتي أفصحت عن قيام البعض بتجاهل إرشادات الحكومة إلى تطبيق المباعدة الاجتماعية، حيث بدأ يحتشد رواد الحانات في أوقات متأخرة من الليل، في الشوارع الضيقة بمنطقة سوهو اللندنية في أمسيات السبت.
وفي شهادة أمام مجلس اللوردات قال لورد باديك، الذي كان سابقاً نائب مفوض في شرطة العاصمة، إنه "لو سُمح للساهرين في تلك الأماكن بشراء عبوات وقناني كحول لأخذها معهم عندما يقترب موعد إقفال المقاصف والبارات والحانات في وقت متأخر من الليل، فإننا سنكون أمام خطر داهم يتمثّل في زيادة الفوضى التي شهدناها في الآونة الأخيرة نتيجة مظاهر الحفلات غير القانونية في الشوارع والأحياء". وتابع باديك قائلاً "إن سمح لأولئك الساهرين بأخذ الكحول معهم عندما يغادرون، متى يحين موعد إقفال المرافق التي تملك رخص إقامة حفلات ليلية داخلية، فإنهم على الأرجح سوف يكملون سهرهم واحتفالهم في الشوارع وفي الهواء الطلق". واعتبر باديك أن "تجوال الناس في الشوارع وهم يحملون زجاجات وكؤوساً مليئة بالكحول يمثّل وصفة للفوضى ولعنف مرتقب. فصورة ذاك الشخص الذي تلقّى ضربة على وجهه بزجاجة بيرة محطّمة تبقى ماثلة في ذاكرتي ولا أستطيع نسيانها" بحسب ما قال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان المرسوم القانوني الذي يسمح للحانات والبارات ببيع عبوات وزجاجات الكحول كي تُحتسى في الهواء الطلق قد سنّ لمساعدة مؤسسات قطاع الضيافة في بريطانيا على العمل في ظلّ تدابير المباعدة الاجتماعية، كما سهّل المرسوم في بعض فقراته عملية حصول الحانات والمطاعم على إجازات تسمح لهم بتقديم خدمات سريعة في الشارع.
وفي إفادته أمام مجلس اللوردات ضد هذا المرسوم، ومستشهداً بما تشهده منطقة سوهو اللندنية، تابع لورد راندال قائلاً: "الصور الملتقطة خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، حيث ظهر تجاوز المباعدة الاجتماعية مترافقاً مع ازدياد استهلاك الكحول، تمثّل لي مخاوف حقيقية. إذ إن مظاهر السكر والعداء للمجتمع تشيع للأسف في بعض المراكز المدينية".
واستطراداً في السياق نفسه عبّر وزير الداخلية السابق والعضو في حزب العمال، لورد بلانكيت، عن "دهشته" تجاه المرسوم. وقال بلانكيت إنّه وعلى الرغم من تأييده الكامل "عناصر إنعاش القطاعات الاقتصادية التي تضرّرت بشدّة بسبب الإغلاق، فإنه يبقى عاجزاً عن فهم قيام المرافق التي تحمل إجازات بيع الكحول في داخلها، ببيع الكحول كي تستهلك في الخارج". فالأمر بحسبه له عواقب كثيرة، وهو يسعّر المخاوف تجاه الأنشطة القائمة في الشوارع بأوقات متأخّرة من الليل، خصوصاً في المدن الرئيسة".
© The Independent