تحت شعار "مصر وليبيا... شعب واحد... مصير واحد" وبحضور عدد كبير من مشايخ وأعيان القبائل الليبية عقد الخميس بالعاصمة المصرية القاهرة لقاء بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع ممثلي أطياف الشعب الليبي بكافة ربوع البلاد".
وأكد الرئيس المصري في كلمته أن الخطوط الحمراء التي أعلنها من قبل في "سيدي براني" هي بالأساس دعوة للسلام وإنهاء الصراع في ليبيا، إلا أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة أية تحركات تشكل تهديداً مباشراً قوياً للأمن القومي ليس المصري والليبي فحسب وإنما العربي والإقليمي والدولي.
وذكر المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي أن اللقاء أكد أن الهدف الأساسي للجهود المصرية على كافة المستويات تجاه ليبيا هو تفعيل الإرادة الحرة للشعب الليبي من أجل مستقبل أفضل لبلاده وللأجيال القادمة من أبنائه.
من جانبهم، أعرب مشايخ وأعيان القبائل الليبية عن كامل تفويضهم للرئيس المصري والقوات المسلحة المصرية للتدخل لحماية السيادة الليبية واتخاذ كافة الإجراءات لتأمين مصالح الأمن القومي لليبيا ومصر ومواجهة التحديات المشتركة، وذلك ترسيخاً لدعوة مجلس النواب الليبي لمصر للتدخل لحماية الشعب الليبي والحفاظ على وحدة أراضي بلاده وسلامتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد الرئيس المصري في كلمة له أمام وفود القبائل الليبية أن حضور القبائل الليبية إلى بلدهم مصر في هذا التوقيت يبعث رسالة للعالم مفادها وحدة مصير البلدين، مشدداً على أن العلاقات بين الشعبين المصري والليبي تمتد على مر التاريخ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال المساس بها، وأن دفاع مصر عن ليبيا، والعكس صحيح، لهو التزام ناتج من حالة التكاتف الوطني بين البلدين.
وكشف الشيخ منصور أبسيس، أحد المشاركين في لقاء اليوم لـ"اندبندنت عربية"، أن اللقاء مع الرئيس المصري كان مثمراً وهو تأكيد على ما جاء في اللقاء الذي عقد في سيدى براني يوم 20 الشهر الماضي، الذي أكدنا فيه ضرورة وقوف جمهورية مصر العربية مع ليبيا ومجابهة الاستعمار التركي وطرد الغزاة ومساندة القوات المسلحة.
وأضاف "حضر اليوم أكثر من 180 شخصاً من عدة قبائل، وكل القبائل تحدثت وطالبت بإمكانية تدخل مصر لصد الاستعمار عن ليبيا، لأن مصر بلد عربي وإسلامي وهى الأم لكل الدول العربية، والجميع كان مثمناً لوقوف مصر مع ليبيا".
المستشار مفتاح أحمد القيلوشي عضو المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا وأحد المشاركين في الوفد أكد لـ"اندبندنت عربية"، أن الوفد يشمل المجلس الأعلى لمشايخ وأعيان ليبيا رئيساً ونواباً وأعضاء من كافة مناطق ليبيا، المنطقة الغربية والجنوبية والوسطى والشرقية من كافة القبائل والمدن.
وتابع "نحن سائرون في طريق تحرير ترابنا الوطني الليبي والعربي ضد التدخل التركي العثماني الإخواني الذي أراد أن يعود مرة أخرى ويحتل الدول العربية ويعيد كما سماه أردوغان أمجاد أبيه وأجداده، وللأسف هذا شيء مضحك، فلا توجد لهم أمجاد".
وأكد أنهم يؤيدون البرلمان الشرعي الذي طلب رسمياً من رئاسة مصر والجيش المصري التدخل إذا لزمت الضرورة، وقال "أعتقد أن الوقت حان وندعو مصر للتدخل لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، نحن أمة واحدة وشعب واحد يعيش في بلدين، أمننا القومي واحد وتاريخنا واحد، وهناك روابط تاريخية قديمة بين مصر وليبيا، ملايين الليبيين يعيشون في القاهرة والإسكندرية ومطروح وعلى حدود السلوم، كل هؤلاء أصولهم ليبية ونحن أيضاً يوجد بيننا أخوة مصريون، فلقد كان يعمل في ليبيا حوالى 7 ملايين مصري،عندما كان هناك أمن وأمان، ونحن اقتصادنا واحد وثروتنا واحدة ومصيرنا واحد وديننا واحد، ولدينا اتفاقية دفاع مشترك".
أضاف "أن مصر في القرن الماضي قادت تأسيس الجيش الليبي في الأربعينيات والخمسينيات، وشاركت القوات المسلحة العربية الليبية في حرب السادس من أكتوبر، وشاء القدر أن يكون المشير خليفة حفتر الموجود حالياً قائداً عاماً للقوات المسلحة من ضمن الضباط الليبيين الذين عبروا في حرب أكتوبر المجيدة، فالتاريخ يعيد نفسه".
كما وجه القيلوشي التحية للدول العربية قادة وشعوباً وحكومات، التى ناصرت ووقفت مع مصر وليبيا وأيدوا مبادرة الرئيس المصري، وأيضاً الدول الإقليمية والدولية التى تكافح الإرهاب وتستنكر دور تركيا الغازي للأراضي الليبية.
وغداة لقاء السيسي مشايخ وأعيان القبائل الليبية، ندّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة بموقف مصر والإمارات لدعمهما الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. ورداً على سؤال عن إمكانية تدخّل مصر عسكرياً في ليبيا، قال أردوغان إن تركيا ستواصل دعم حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج، مضيفاً أن الخطوات التي تتّخذها مصر في هذا الخصوص "تظهر أنهم في عملية غير مشروعة".