ينتخب السوريون الأحد 19 يوليو (تموز) مجلس شعب جديد، بعد أربع سنوات تغيرت فيها المعادلات الميدانية على الأرض لصالح دمشق، وفي وقت اشتدت العقوبات الاقتصادية عليها وتفاقمت أزمات المواطنين المعيشية.
وفتحت مراكز الاقتراع البالغ عددها أكثر من 7400 في مناطق سيطرة النظام، صباح اليوم، وخصصت مراكز اقتراع لنازحين من مناطق لا تزال خارج سيطرته.
وتصدرت الأوضاع المعيشية والخدمية والوعود بإيجاد حلول لارتفاع الأسعار البرامج الانتخابية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
1658 مرشحاً
يخوض 1658 مرشحّاً سباق الوصول إلى البرلمان، في استحقاق يتم كل أربع سنوات، ودائماً ما يفوز حزب البعث الحاكم الذي يترأسه الرئيس بشار الأسد بغالبية المقاعد في غياب أي معارضة فعلية على الأرض، وتأسست تحالفات معارضة سياسية خارج البلاد بعد اندلاع النزاع في مارس (آذار) 2011.
وهذه ثالث انتخابات تُجرى بعد اندلاع النزاع، وتم تأجيل موعدها مرتين منذ أبريل (نيسان) على وقع تدابير التصدي لوباء كورونا، ولا يمكن للسوريين خارج البلاد، وبينهم ملايين اللاجئين، من المشاركة في الاقتراع.
250 مقعداً
يضم مجلس الشعب 250 مقعداً، نصفها مخصص للعمال والفلاحين، والنصف الآخر لباقي فئات الشعب.
وفي العام 2016، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 57,56 في المئة من أصل 8,83 مليون ناخب.
ومنذ انتخابات 2016، استعادت قوات النظام، بدعم من حليفتيها روسيا وإيران، السيطرة على مناطق واسعة بينها معاقل مهمة للفصائل المعارِضة، من الأحياء الشرقية لمدينة حلب (شمالاً) إلى الغوطة الشرقية قرب دمشق، وشمال حمص، وكامل محافظتي درعا والقنيطرة جنوباً، كما سيطرت أخيراً على حوالى نصف محافظة إدلب (شمال غربي سوريا) على إثر هجمات متتالية.
انفجاران وقتيل
قالت عضو اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضية هبة فطوم لوكالة الصحافة الفرنسية "هناك صناديق في الغوطة الشرقية وريف إدلب، ومناطق أخرى لم تكن فيها مراكز انتخابية في الدورة الماضية".
وفي شوارع دمشق وريفها، انتشرت صور لمرشحين كثر بينهم عن محافظتي الرقة (شمال) وإدلب، بعدما أعلنت اللجنة القضائية فتح مراكز انتخابية لمواطني المحافظتين.
ويسيطر المقاتلون الأكراد على الجزء الأكبر من محافظة الرقة، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل أخرى أقل نفوذاً على أكثر من نصف مساحة إدلب.
وعشية الانتخابات أدى انفجاران في دمشق إلى مقتل شخص، وجرح آخر في دمشق، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
انهيار قياسي في قيمة الليرة
تشهد سوريا منذ حوالى 10 سنوات أسوأ أزماتها الاقتصادية والمعيشية، تترافق مع انهيار قياسي في قيمة الليرة، وتآكل القدرة الشرائية للسوريين، الذين يعيش الجزء الأكبر منهم تحت خط الفقر.
وإن كانت قوات النظام استعادت أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد، فقد اشتدت على مر السنوات العقوبات الأميركية، والأوروبية المفروضة على السلطات، وصولاً إلى قانون قيصر الأميركي الذي دخل حيّز التنفيذ الشهر الماضي، وتُعد إجراءاته الأكثر قساوة على سوريا.
ويتخوف محللون، ومنظمات إنسانية، ومسؤولون سوريون من أن تفاقم العقوبات الجديدة معاناة السوريين، ووفق تقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني حالياً حوالى 9,3 ملايين سوري من انعدام الأمن الغذائي، كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة تفوق المئتين في المئة.