لم تكد إيفانكا ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تشارك على أحد حساباتها الاجتماعية رابطاً يقود إلى الموقع الإلكتروني الجديد للوظائف الذي أطلقته إدارة ترمب FindSomethingNew.org، حتى انهالت عليها التعليقات الساخرة، وباتت يوم الثلاثاء الماضي مستهدفة من جانب كثير من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يشعرون بالإحباط
وكتبت إيفانكا على حسابها عبر "تويتر" قائلة "بات في إمكان الأميركيّين من جميع الفئات العمرية والخلفيات، تصفّح موقع FindSomethingNew.org لاستكشاف سبلٍ جديدة لفرص العمل، إضافةً إلى الموارد اللازمة لدعم مسيرتهم المهنية". وتضمّن ما نشرته إعلاناً للموقع الجديد، يظهر فيه أفرادٌ يزعمون أنهم سُرّحوا من وظائفهم لكنهم عثروا على عملٍ جديد.
ووصفت الابنة الكبرى للرئيس ترمب الحملة الجديدة تلك بأنها طريقةٌ "لتحدّي الفكرة التقليدية المتعلقة بالدراسة في الكلّيات لسنتين أو 4 سنوات" كما لو كانت "الخيار الوحيد لاكتساب المهارات"، على حدّ تعبيرها.
وأضافت إيفانكا "يجب بالطبع أن نشجّع التعليم الجامعي، ونحن نحتفي به، ولدينا أعظم نظام جامعي في أنحاء العالم. لكن علينا أن نتوقّف عن القول للطلاب والعمّال إن هذا هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق".
بيد أن جاميسون فوسر، وهو مستشار إستراتيجي سياسي في الحزب الديمقراطيّ، ردّ على هذا الإعلان الجديد بالتعبير عن الاستغراب الشديد الذي جعله عاجزاً عن التصديق. وانتقد تصريح إيفانكا من خلال مقارنته بما نُسب إلى آخر ملكةٍ فرنسية قبل الثورة. وقال "في حال عدم تمكّنكم مثلاً من تحمّل ثمن اللحوم والخضروات، ففي وسعكم ببساطة أن تركنوا إلى موقع FindSomethingNew للحصول على الطعام"، في إشارةٍ هنا إلى عبارة ماري أنطوانيت، "إذا لم يكن ثمة خبزٌ للفقراء، دعهم يأكلون البكسويت (كعكة)"، التي تُستحضر عادةً لوصف أفراد الطبقة الحاكمة الذين لا يدركون معاناة عامّة الناس أو لا يبالون بمحنتهم.
وزاد في إثارة السخرية تزامن إطلاق إيفانكا ترمب الموقع الإلكتروني الجديد مع "يوم الباستيل"، وهو عيد وط
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ني يحتفل فيه الفرنسيّون بذكرى اقتحام سجن الباستيل أثناء الثورة الفرنسية، ومهّد هذا الحدث لاحقاً إلى قطع رأس ماري أنطوانيت بالمقصلة.
وكانت إيفانكا ترمب خريجة كلية وارتون للأعمال في ولاية بنسلفانيا، تولّت مسؤولية عددٍ من المبادرات التي أطلقها البيت الأبيض، وتفاوتت بين صحّة المرأة والاتّجار بالبشر، على الرغم من أنها تفتقر إلى أيّ خبرةٍ سابقة في التعامل مع السياسة أو وضع السياسات أو الصحّة العامّة.
معلوم أن إيفانكا كانت في الماضي مصمّمة أزياء ومؤلّفةً ومديرةً تنفيذية في مجال الأعمال الفندقية الخاصّة بالعائلة. وتهدف حملة "ابحثوا عن فرصةٍ جديدة" التي انطلقت عبر الموقع الجديد، إلى دفع الأميركيّين الذين تعرضوا للتسريح من العمل، إلى العثور على عمل جديد، حتى ولو كان ذلك يعني تبديل طبيعة الوظائف التي كانوا قد تدربوا عليها واستثمروا وقتهم وأموالهم فيها.
ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أن أكثر من 20 مليون أميركي فقدوا وظائفهم خلال مدة الإقفال العام (الحجر) جراء تفشّي جائحة "كورونا" في مارس (آذار) وإبريل (نيسان) الماضيين.
وفي حين يصدر عن الولايات المتّحدة بعض المؤشّرات التي تدلّ على التعافي الاقتصادي، منها على سبيل المثل تسجيل نحو 4 ملايين و800 ألف وظيفة إضافية في يونيو (حزيران) الفائت، فإن الشحّ في فرص العمل، يُعدّ أحد العوامل الكثيرة التي تحول دون مشاركة الكثيرين في الاقتصاد.
في غضون ذلك تزداد جائحة كوفيد – 19 تفاقماً في البلاد، مع تسجيل 3 ولايات أميركية هي كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا نحو 18 في المئة من حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم. ويخشى موظّفون على اختلاف فئاتهم، من العاملين في خدمة المطاعم وصولاً إلى الأساتذة، من العودة إلى العمل بسبب تفشّي العدوى.
© The Independent