تخطط "آنت غروب"، شبكة الدفع الرقمية الصينية التي انبثقت من "علي بابا" العملاقة، التي أسسها الملياردير الصيني جاك ما، للاكتتاب العام في ما يمكن أن يكون أحد أكبر الاكتتابات العامة على الإطلاق. ووفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عن شخص مطلع على الأمر، تأمل المجموعة إدراج أسهمها في وقت لاحق من هذا العام.
ولم تحدد "آنت غروب" إطاراً زمنيّاً للاكتتابات العامة، أو هدفاً لجمع الأموال، لكنّ شخصاً مطلعاً على الأمر قال للصحيفة، إن الشركة تهدُف إلى تقييم سوق تتجاوز 200 مليار دولار، أملاً في الإدراج في وقت لاحق من هذا العام. يمكن أن يكون عرض الأسهم المجمعة واحداً من أكبر العروض في التاريخ، إذ تبيع الشركات بشكل عام ما لا يقل عن عشرة إلى 15 في المئة من أسهمها عند طرحها للاكتتاب العام.
وكانت قيمة الشركة 150 مليار دولار، وفي جولة خاصة لجمع الأموال في منتصف 2018 جمعت نحو 14 مليار دولار من مزيج من المستثمرين المحليين والدوليين.
ومنذ إعلان التخطيط لإدراج مزدوج، قام عديد من المساهمين في أسهم "آنت غروب" بما في ذلك الصناديق التي تديرها شركة "بلاك روك إنك"، بترميز قيمة استثماراتهم، وفقاً للإيداعات التنظيمية.
وفكّرت "آنت غروب"، الشركة الربحية، طويلاً حول خطط الإدراج الخاصة بها. على عكس "علي بابا" ومعظم لاعبي التكنولوجيا الأكثر قيمة في الصين، الذين لديهم شركات قابضة مدرجة في الولايات القضائية الخارجية، مثل جزر كايمان، يقع مقر "آنت غروب" في الصين، وتحتاج إلى مباركة المنظمين الصينيين لإدراج أسهمها في الأسواق الأخرى.
تدعم سوق الأوراق المالية لهونغ كونغ
اكتتاب "آنت غروب" سوف يجذب مزيداً من المستثمرين العالميين إلى هونغ كونغ، ويجعل شركات البر الرئيسي الصيني جزءاً أكبر من سوق الأوراق المالية في المدينة البالغ قيمتها خمسة تريليونات دولار.
ويمتلك كثير من مديري الأموال الأميركيين بالفعل الأسهم المدرجة في هونغ كونغ، ويسمح بعض وسطاء التجزئة أيضاً للمستثمرين الأفراد بتداول الأسهم التجارية الأميركية في بورصة المدينة.
وقال هاو هونغ، العضو المنتدب ورئيس البحوث في شركة "بوكوم إنترناشيونال" في هونغ كونغ، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن خطة "آنت غروب" للإدراج في المدينة ستسهل على المستثمرين الدوليين الاستفادة من بيع حصصهم في الشركة. وأضاف "(آنت) يمكن أن تجلب تقييماً أعلى لسوق الأسهم ( A) في البر الرئيسي للصين، بالنظر إلى الفجوة التاريخية في التقييمات على الأسهم المدرجة في كلتا البورصتين".
وعمليّاً، ارتفعت جميع الاكتتابات العامة الأولية في سوق النجوم الناشئة في الصين، والمعروف أيضاً باسم مجلس الابتكار العلمي والتكنولوجي، عند الإدراج.
وتابع هونغ، "ربما يكون هذا هو الوقت الأنسب لعرض (آنت غروب) للجمهور، حيث كان حماس المستثمرين هو الأعلى منذ عام 2015"، مضيفاً "الانتظار فترة أطول قد يعرّض الشركة لمخاطر جيوسياسية أعلى مع تزايد التوترات بين الولايات المتحدة والصين".
خطوة نحو تعزيز رقمنة صناعة الخدمات في الصين
وفي بيان للشركة التي تتخذ من هانغتشو مقراً لها، وهي واحدة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في العالم، قالت إنها تستهدف الإدراج المتزامن في سوق ستار الصينية التي تشبه ناسداك لشركات التكنولوجيا المحلية، وبورصة هونغ كونغ، من دون ذكر نيويورك.
وأشارت الشركة، في بيانها، إلى أن الاكتتاب العام المخطط له "سيساعدها على تسريع هدفها المتمثل في رقمنة صناعة الخدمات في الصين ودفع الطلب المحلي، وكذلك وضع الشركة في تطوير الأسواق العالمية مع الشركاء، وتوسيع الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار".
وقال رئيسها التنفيذي إريك جينغ، "الإدراج سيساعد أيضاً في تطوير سوق ستار في شنغهاي، إضافة إلى بورصة هونغ كونغ، من خلال جذب المستثمرين العالميين إلى الشركات المدرجة في تلك البورصات".
أسهم "علي بابا " ترتفع 4 في المئة بالتداولات
مجموعة علي بابا، ومؤسسها الملياردير الصيني جاك ما، ستكون أحد المستفيدين من اكتتاب "آنت غروب"، مع استحواذها على حصة بقيمة 33 في المئة في شركة التكنولوجيا المالية في عام 2019. وقفزت "علي بابا" بقدرة 4 في المئة إلى 257.67 دولار في تداولات الاثنين.
ويمكن أن يكون الاكتتاب العام الأكبر من نوعه على الإطلاق. وفقاً لتقرير من "رويترز" في وقت سابق من هذا الشهر، وكانت "آنت غروب" تستهدف تقييماً بأكثر من 200 مليار دولار، وهو أعلى بكثير من تقييم 2018 البالغ 150 مليار دولار خلال جولة التمويل الأخيرة.
إذا قررت "آنت غروب" بيع عشرة في المئة فقط من الشركة في الاكتتاب العام الأولي، فسوف تولد 20 مليار دولار من العائدات، الأمر الذي سيضعها في المرتبة الثالثة من حيث أكبر صفقات الاكتتاب العام على الإطلاق، مباشرة بعد الاكتتاب العام الأولي لـ"علي بابا" الذي تبلغ قيمته 22 مليار دولار، واكتتاب أرامكو السعودية البالغ 25 مليار دولار.
"آلي باي" و900 مليون مستخدم في الصين
في العام الماضي، أضافت "علي بابا" قائمة ثانوية في هونغ كونغ، وجمعت 13 مليار دولار من المستثمرين. وجاء هذا التحرّك بعد إدراج تغييرات القواعد التي جعلت من الممكن للشركات التي لها حقوق تصويت، مرجحة أن تدرج في المدينة. وتبلغ القيمة السوقية لشركة علي بابا الآن نحو 660 مليار دولار، وفقاً لـ"فاكت سيت"، ما يقرب من أربعة أضعاف ما كانت عليه عندما أعلنت الشركة في عام 2014."آلي باي”Alipay ، التي نشأت من نظام المدفوعات الرقمية على مواقع التجارة الإلكترونية علي بابا، لديها الآن أكثر من 900 مليون مستخدم نشط في الصين، يستخدمون تطبيق الهاتف المحمول في كل شيء من الاستثمار عبر الإنترنت إلى دفع ثمن البقالة وفواتير الخدمات.
وكانت "آنت غروب" تعرف باسم "آنت فايننشال سيرفسز غروب"، قبل أن تغير اسمها الشهر الماضي. وقالت إنها تريد أن تُعرف ببساطة إلى "آنت غروب"، لتعكس التحوّل في استراتيجيتها، نحو توفير التكنولوجيا للمؤسسات المالية والشركات الأخرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتمتلك الشركة أيضاً وحدات إقراض كبيرة للأعمال الصغيرة والمستهلكين، وتدير شركة خاصة لتسجيل الائتمان. وكذلك أحد أكبر صناديق الاستثمار في أسواق المال بالعالم، التي يُجرى بيعها مع عشرات الصناديق المشتركة الأخرى على منصة استثمارية شهيرة مدمجة مع تطبيق "آلي باي ”Alipay للهواتف المحمولة.
وخارج الصين، تمتلك "آنت غروب" استثمارات في شركات الدفع عبر الهاتف المحمول في بلدان أخرى، بما في ذلك" باي تي أم- "Paytm في الهند، وربط عمليات الدفع مع البنوك الأجنبية وتجار التجزئة.
وحاولت الشركة في 2017 شراء شركة "موني غرام إنترناشيونال إنك" الأميركية لتحويل الأموال مقابل 1.2 مليار دولار، لكن الصفقة ألغت من قِبل لجنة الأمن القومي الأميركية.
قرار عدم الإدراج في نيويورك
قد يكون قرار "آنت غروب" عدم إدراج أسهمها في نيويورك، بسبب التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين. إضافة إلى الصراع المتعلق بالسيطرة المتزايدة والمثيرة الجدل للصين على هونغ كونغ، فإن الاحتيال الذي كُشِف عنه في "لوكين كوفي"، ومقرها الصين خلف مرارة في حلق المستثمرين، في ما يتعلق بالأسهم الصينية.
وفي مايو (أيار)، جرى العثور على سجلات مالية مزوّرة، ورصد تضخم في إيرادات لتعود إلى "لوكين كوفي"، ما أدّى إلى توقف الأسهم مدة أسابيع. وتراجعت الشركة بنسبة تصل إلى 80 في المئة على خلفية هذا الكشف.
وأدّى ذلك بمجلس الشيوخ الأميركي إلى تمرير مشروع قانون يتطلب من الشركات الأجنبية، التي تدرج أسهمها في الولايات المتحدة اتباع المعايير الأميركية لمراجعة الحسابات والتنظيم المالي. إذا أصبح مشروع القانون قانوناً، فقد يؤدي إلى شطب عديدٍ من الأسهم الصينية في الولايات المتحدة.