اتّهم صادق خان رئيس الوزراء البريطاني بأنه لم يتكلم معه منذ أشهر خلال جائحة فيروس كورونا.
وأفاد عمدة لندن بأنه حاول إقناع بوريس جونسون بأن يتبنى فرض ارتداء الكمامة على الجمهور، لكنهما تحدثا للمرة الأخيرة قبل حوالى شهرين ونصف الشهر.
وفي حديثه مع وكالة "بريس أسوسييشين" (وكالة الأنباء الوطنية البريطانية)، صرّح خان أن "آخر مرة تكلمتُ فيها معه كانت خلال آخر اجتماع "كوبرا" (شبيه بمجلس أمن قومي الذي يلتئم لتقييم المخاطر وتنسيق جهود مواجهة الأزمات الكبرى)، في أوائل مايو (أيار) الماضي".
وأضاف، "أجد الأمر مدهشاً ألا يعقد رئيس وزراء البلد اجتماعاً طارئاً (كوبرا) خلال تفشي جائحة. وكذلك أجد أنه من المدهش أيضاً ألا يتواصل رئيس الوزراء مع عمدة العاصمة".
واستدرك خان بالإشارة إلى أن جونسون "هو الذي يجب أن يفسّر سبب عدم فعل ذلك. أنا حريص على ضمان جعل لندن على أعلى درجة ممكنة من الأمان خلال هذه الجائحة، وفِرقنا تعمل مع الحكومة، على الرغم من أن رئيس الوزراء ليس طرفاً في ذلك".
في المقابل، أشار مرشح حزب المحافظين الذي سينافس خان في انتخابات عمدة لندن المقبلة [شون بيلي]، إلى أن الأخير أُقصي عن الإحاطات لأن المسؤولين الحكوميين لم يستحسنوا نقله تفاصيل النقاشات التي دارت بينهم إلى الجمهور.
في السياق نفسه، أكد خان أنه منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي، طالب بجعل ارتداء الكمامة إجباريّاً في وسائط النقل العام، في حين ظلت الحكومة آنذاك لا تنصح باستخدامها خوفاً من ألا تكون كافية لسلامة السكان كي يتنقلوا في المدينة وهم يرتدونها.
وفي يوم 18 يونيو (حزيران) الماضي، ذكر خان أن الكمامات يجب أن ترتدى داخل المحلات، وبعد مضي ما يقرب من شهر تبنّت الحكومة البريطانية نصيحته، في 14 يوليو (تموز) الحالي، وذلك بفرض ارتداء الكمامة داخل محلات البيع بالتجزئة في إنجلترا.
وتذكيراً، كان مفترضاً إجراء انتخابات عمدة لندن في مايو الماضي، لكنها تأجلت إلى العام المقبل، بسبب فيروس كورونا. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن خان سيهزم بقوة منافسه المحافظ شون بيلي، الذي يزعم أن العمدة الحالي أساء إدارة "مؤسسة نقل لندن"، ويمثّل ذلك قناعة سائدة بين صفوف ناشطين في حزب المحافظين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي هذا الصدد، قال بيلي عبر إذاعة "توك راديو" الأسبوع الماضي إن "صادق خان اشتكى لأنه لم يُدعَ إلى اجتماعات (كوبرا)، التي هي اجتماعات يحضرها مسؤولون حكوميون كبار، وخلالها تناقش أمور بشكل خاص كي لا تتسبب في انتشار الذعر في البلاد... وكان خان قد دُعي إلى أحد هذه الاجتماعات، وأول ما فعله بعد خروجه منه كسر مراعاة السرية عما دار فيه، إذ أخبرنا أن المدارس قد تُغلق، وهذا ما قد يكون تسبب في وقوع ذعر شديد".
وأضاف بيلي، مرشح حزب المحافظين للتنافس على منصب عمدة لندن، أن خان "طُلب منه عدم كشف أي معلومات، لكنه فعل العكس. لذلك فهو لا يمكن الوثوق به. الحكومة لن تتكلم معه، لأن أي شيء تقوله له، يتحول إلى لعبة سياسية".
وتجدر الإشارة إلى أن مؤسسة "نقل لندن" لا تحصل على إعانات مالية من الحكومة، إذ إنها تمول خدماتها ممّا تكسبه من أجور النقل. لكنها واجهت هبوطاً شديداً في دخلها خلال تفشي جائحة فيروس كورونا بسبب عدم استخدام السكان وسائط النقل العام. وقد دفع ذلك الحكومة إلى إمداد البلدية بـ1.6 مليار جنيه إسترليني في تمويل طارئ، شرط أن تنهي النقل المجاني لصغار السن وكباره، وتلتزم الإجراءات السائدة في البلد لتحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي داخل وسائط النقل فيها.
© The Independent