عثر رعاة حيوان الرنّة (أو الوعل)reindeer في بحيرةٍ واقعة شمال سيبيريا على هيكلٍ عظميّ محفوظ بعناية يعود إلى ماموث صوفيّ مع أجزاء من جهازه العضليّ سليمة، مّا استوجب إجراء حفريات لاستخراج بقايا الجسم بغية الاستفادة منه في البحث العلمي.
ويُعتقد أنّ الماموث الصوفي انقرض منذ عشرة آلاف عام بفعل التغيّرات الوراثية والصيد البشري والاحتباس الحراري، التي تُعد أسباباً رئيسة لزوال هذه الأصناف.
ولكن، يعتقد العلماء أنّ عدداً صغيراً من هذه المخلوقات تمكّن من النموّ في المناخات الجليدية في ألاسكا، وجزيرة رانغل الروسيّة Wrangel Island على الساحل السيبيري.
واكتشف الباحثون حالياً أجزاءً من جسم أحد تلك الحيوانات الضخمة، مثل نسيجه اللين بما فيه الوتر، وهي لا تزال سليمة.
واكتشف رعاة الرنّة الذين يجوبون المياه الضحلة لبحيرة بيشيفالافاتو Pechevalavato Lake الواقعة في منطقة يامالو-نينيتس Yamalo-Nenets أوّل الأمر هذه اللقية التي ضمت جزءاً من جمجمة الحيوان، وفكّه السفلي، وعدد من الأضلاع، وقطعة صغيرة من القدم. وعرضت محطات التلفزة الروسيّة يوم الجمعة الماضي صوراً للعلماء وهم يبحثون عن المزيد من بقايا الحيوان على ضفاف البحيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذا السياق، اعتبر يفجينيا خوزيانوفا من "معهد شيفانوفسكي" Shemanovsky Institute في سالخارد في تصريحاتٍ أدلى بها في لقاء متلفز، أنّ العثور على الهيكل العظمي الكامل للماموث هو أمر نادر نسبياً.
ومن شأن اكتشافات مماثلة أن تتيح للعلماء تعميق معرفتهم بحيوانات الماموث والعالم الذي عاشت فيه هذه المخلوقات مع الإنسان القديم.
ويأتي هذا الاكتشاف في وقتٍ تشهد فيه منطقة شاسعة من شمال آسيا ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة مّا أدّى إلى إزاحة التراب عن بقايا عدد من أنواع الماموث المتجمّدة المحفوظة بعناية.
يُشار إلى أن سيبيريا تواجه حالياً موجة حرّ، علماً أن وكالة الأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة قد حذرت من أنّ متوسّط درجات الحرارة زاد عن معدله الشهر الماضي بـ10 درجات مئوية.
وخلصت دراسة نشرها "مكتب الأرصاد الجوية البريطاني" مطلع الشهر الحالي إلى أنّ ارتفاعاً كهذا في درجة الحرارة "يكاد يكون مستحيلاً" لولا تأثير الاحتباس الحراري العالمي الناتج عن الأزمة المناخية التي تجتاح الكوكب برمّته.
( ساهمت وكالة أسوشييتد برس في إعداد التقرير)
© The Independent