ثلاثة أسابيع من الفضائح وعرض أسرار منزل جوني ديب وطليقته آمبر هيرد على الملأ، إذ دخل النجم البارز والممثلة الشابة معركة حامية كانت ساحتها المحكمة العليا بالعاصمة الإنجليزية لندن، ومع كل منهما جيش من المحامين، كل طرف يحاول كسب المعركة وتغريم الخصم خسائر مالية وأدبية، وانتهت المرافعات أخيراً، اليوم، ومن المنتظر إصدار الحكم بالقضية في غضون أسابيع وفقما هو مرتقب.
ومن المؤكد أن الثنائي تمكنا باقتدار من إنهاء ملل العزل المنزلي لجمهوريهما من خلال متابعة فصول المحاكمة، التي صاحبتها تصريحاتٌ شرسة وكشفٌ لتفاصيل تبدو مسلية في أحيان وصادمة بأحيان أخرى، وبالطبع تتفوق على أي ميلودراما قدمها الممثلان الشهيران في أعمال فنية سابقة، فهوليوود لا تتوقف عن المفاجآت سواء على الشاشة أو بأروقة المحاكم وأمام القضاة، حتى وإن كانت أرض المعركة هنا هي عاصمة الضباب لندن، ولكن القضية هوليوودية بامتياز.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فبعد عدة تأجيلات بسبب جائحة كورونا انطلقت في السابع من يوليو (تموز) الحالي جلسات المحاكمة العاصفة في قضية التشهير، التي رفعها جوني ديب على طليقته آمبر هيرد، البالغة من العمر 34 عاماً، وصحيفة" ذان صن" الإنجليزية، بعدما اتهمته آمبر في مقال نشر بالصحيفة الذائعة الصيت خلال أبريل (نيسان) 2018، بأنه عنّفها وضربها مراراً، فقام بدوره بقلب الطاولة، وقال إنها مَن كانت تضربه، وطالبها مع الصحيفة بتعويض مالي ضخم، بعد نشر المقال الذي وصفه بأنه "ادعاءات كاذبة"؛ حيث تبنى المقال وجهة نظر تصفه بأنه عنيف مع النساء، ورغم إجراء بعض التغييرات التي تمت لاحقاً على المقال في نسخة الصحيفة الإلكترونية، لكن الأمر لم يقنع هيئة دفاع جوني ديب.
آمبر هيرد... من ضحية لمتهمة
اللافت أن آمبر هيرد أصرت على موقفها وأن جوني ديب، البالغ من العمر 57 عاماً، ضربها، مستشهدة برسالة مدونة على بريدها الإلكتروني كانت تود إرسالها له، تتحدث فيها عن ضربه لها، وتصفه بأنه مدمن للمخدرات وللكحول، وتعلن خوفها منه، فيما كان بطل "قراصنة الكاريبي والمرشح لعدة جوائز أوسكار" لديه قائمة طويلة من الأدلة بينها تسجيل صوتي لآمبر هيرد تعترف فيه بأنها ضربته بقبضة يدها، فيما نشر محاموه صوراً له وهو مصاب بعد قطع إصبعه. مؤكداً أنها من فعلت هذا بزجاجة بعدما انفعلت عليه في مشاجرة منزلية بدأتها هي، بحسب زعمه، حيث ادّعى أنه هو من كان يخاف من نوبات غضبها.
الأمر لم يتوقف هنا، حيث قدم فريق دفاع جوني ديب للمحكمة شهوداً دعموا ادعاءه حول أن آمبر هيرد كانت تخونه أثناء زواجهما، وأنها كانت على علاقة بكثيرين بينهم الملياردير إيلون ماسك، والنجم ليوناردو دي كابريو ولكنها نفت هذه الادعاءات.
خطيبة جوني ديب السابقة تبرئه
وبدورها لم تتوقف آمبر أمام اتهامات جوني، حيث اتهمته صراحة بأنه حاول قتلها غرقاً ومرة حاول إحراقها، ولكنه كان ينفي مراراً. واللافت أنه في كل مرة كان لديه مزيدٌ من الأدلة، بينها رسائل نصية تدعم اتهامه لها بأنها تهينه وتتعامل معه بعنف، وشروعها في البدء بمشاجرات جسدية معه باستمرار، كما استشهد بمساعديه بالمنزل وحارس العقار الذي كان يسكن فيه معها، وأكدوا أقواله. أيضاً ربح نقطة قوة أخرى بشهادات بعض معارفه الذين نفوا عنه فكرة العنف بشكل مطلق، بينهم خطيبته السابقة النجمة وينونا رايدر، التي قال ديب في وقت سابق إن آمبر هيرد سخرت كثيراً من وشم اسمها على ذراعه، فيما برّأته وينونا من فكرة العنف تماماً.
مرافعات المحاكمة اتخذت أشكالاً درامية ومتصاعدة في كل جلسة، فبعد الاستعانة بشهادة ويتني هنريكيز شقيقة آمبر هيرد، التي دعمت أختها، وقالت إنها لم تكن عنيفة معها يوماً ما؛ في محاولة لدحض اتهامات جوني ديب، أخرج دفاع الأخير فيديو مصوراً يؤكد أن الشقيقة كذبت في المحكمة تحت القسم، حيث ظهرت خلاله وهي تشتكي لصديقاتها ضرب آمبر لها وتريهم آثار الكدمات عقب مشاجرة عنيفة دارت بينهما، مما يجعل شهادتها محل شك. وعلى ما يبدو أن فريق دفاع جوني بذل مجهوداً ضخماً في محاولة لتبرئته من 14 تهمة متعلقة بالعنف المنزلي تحاول "ذا صن" إثباتها.
هل نجح جوني ديب في دعم موقفه القانوني؟
حتى اليوم الأخير من المرافعة تتمسك هيئة دفاع هيرد، وذا صن، بأن ديب كارهٌ للنساء، ومدمنٌ ميؤوسٌ منه. وبحسب ديلي ميل، فإنه من غير المتوقع أن يتم التصديق على حكم نهائي بالقضية الشائكة حتى أواخر سبتمبر (أيلول) المقبل. وكان ديب قد رفع في وقت سابق قضية تشهير أخرى في فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية تستند إلى تقرير نشر بصحيفة واشنطن بوست وصفت فيه آمبر هيرد نفسها بـ"أنها ضحية عنف منزلي". وطلب في دعواه تعويضاً قدّره بـ50 مليون دولار.
يذكر أن جوني ديب "لديه ابنان شابان هما ليلي وجاك"، وتزوج من آمبر هيرد في فبراير (شباط) من عام 2015، وبعد نحو عام وثلاثة أشهر رفعت عليه دعوى طلاق، واتهمته بالعنف المنزلي ضدها، ووصفت نفسها بأنها "ناجية من نوبات غضبه". وبالفعل وقع الطلاق رسمياً في عام 2017، لتبدأ بعدها فصول الدراما بينهما في الصحافة العالمية، وتنتقل منها إلى ساحة القضاء الأميركي والبريطاني.