أعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودية سحب اهتمامه بالاستحواذ على نادي نيوكاسل الإنجليزي، بسبب المماطلة "بشكل غير متوقّع" مشيراً إلى "التحدّيات الحقيقية التي تواجهنا جميعاً في مكافحة وباء كورونا".
كما أشار إلى "عدم الوضوح في ما يتعلّق بالظروف التي سيبدأ فيها الموسم المقبل والمعايير الجديدة التي ستنشأ للمباريات والتدريب والأنشطة الأخرى"، حسبما جاء في بيان بهذا الصدد.
وأكد البيان الصادر عن صندوق الاستثمارات العامة السعودية و"بي سي بي كابيتال بارتنرز" و"آر بي سبورتس أند ميديا"، اليوم الخميس، أن الصندوق السعودي "سحب رغبته رسمياً في متابعة الاستحواذ على شركة نيوكاسل يونايتد المحدودة ونادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم".
وأضاف البيان: "مع تقدير عميق لمجتمع نيوكاسل وأهمية ناديه لكرة القدم، اتّخذنا قرار سحب اهتمامنا بالحصول على نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ونحن نفعل ذلك مع الأسف، إذ كنّا متحمّسين وملتزمين بالكامل بالاستثمار في مدينة نيوكاسل العظيمة ونعتقد أنه كان بإمكاننا إعادة النادي إلى موقعه التاريخي وتقاليده وجدارة مشجّعيه".
وتابع البيان: "في نهاية المطاف، خلال العملية التي طال أمدها بشكل غير متوقّع، انتهت صلاحية الاتفاقية التجارية بين مجموعة الاستثمار ومالكي النادي، ولم يكن من الممكن الحفاظ على أطروحة الاستثمار لدينا، بخاصة مع عدم الوضوح في ما يتعلّق بالظروف التي سيبدأ فيها الموسم المقبل والمعايير الجديدة التي ستنشأ للمباريات والتدريب والأنشطة الأخرى".
ويبدو أن صندوق الاستثمارات العامة السعودية نفد صبره في انتظار الموافقة عليه، حين ذكر البيان: "كما يحدث في كثير من الأحيان مع الاستثمارات المقترحة في فترات غير مؤكدة، أصبح الوقت نفسه عدوّاً للصفقة."
كما أشار البيان إلى تأثير أزمة كورونا وذكر أن هذه المرحلة " تميّزت بعدد كبير من التحدّيات الحقيقية التي تواجهنا جميعاً في مكافحة وباء كورونا. ونشعر بالتعاطف الكبير مع جماهير نيوكاسل يونايتد، الذين شاركنا معهم التزاماً كبيراً بمساعدة نيوكاسل يونايتد في تسخير إمكاناتها الهائلة والبناء على إرثها التاريخي المثير للإعجاب أثناء العمل عن كثب مع المجتمع المحلي".
وكان صندوق الاستثمارات العامة في السعودية المحرّك الرئيس وراء محاولة شراء نيوكاسل يونايتد من مايك أشلي، الرئيس التنفيذي لشركة "سبورتس دايركت" وصاحب نادي كرة القدم.
وقد أُفيد بأن خطط الاستحواذ كانت أن يحصل الصندوق السعودي على حصة 80 في المئة في النادي، على أن تُقسّم الـ 20 في المئة المتبقية بين أماندا ستافيلي بي سي بي كابيتال بارتنرز (10 في المئة) والأخوين البريطانيَّيْن دايفيد وسايمن روبن (10 في المئة).
وكانت الخطة وراء الاستحواذ، بطبيعة الحال، تحسين ثروات النادي وتحويل نيوكاسل إلى فريق يتحدّى مجد الدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، على غرار ما حدث بالنسبة إلى تشيلسي ومان سيتي.
وقال أليكس هيرست، رئيس صندوق نيوكاسل يونايتد "أنسسترز ترست"، لصحيفة الغارديان: "لوقت طويل، كان نيوكاسل موجوداً لصالح رجل واحد، ولن تكون هذه هي الحال مع الملّاك الجدد".
وتعرضت الصفقة لحملة عرقلة من أطراف عدّة، منها مجموعة قنوات "بي إن سبورت" القطرية التي تتّهم السعودية بقرصنة حقوق البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي لكن المملكة تنفي هذه الادّعاءات.
كما أثارت بعض منظمات حقوق الإنسان القلق من إبرام الصفقة، إذ طالبت منظمة العفو الدولية بتجميد الصفقة بسبب ما وصفتها بـ"مخاوف إزاء سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان".
مع هذا، ظلّت جماهير النادي الإنجليزي في صف الصفقة، متطلّعةً إلى إيجاد تغيير في مكانة النادي العريق وتحقيق مكاسب في الدوري الممتاز.