للشهر الثالث على التوالي، ارتفعت أسعار النفط عند تسوية تعاملات أمس الجمعة، نهاية تعاملات يوليو (تموز)، وذلك مع إشارات نقص الإمدادات.
وبينما كشفت بيانات "بيكر هيوز" عن تراجع منصات التنقيب عن النفط بالولايات المتحدة خلال الأسبوع الحالي، تعتزم "أوبك +" الانتقال إلى المرحلة التالية من اتفاق خفض إنتاج النفط، مع تقليص الإمدادات بنحو 7.7 مليون برميل يومياً، بداية من اليوم السبت من 9.7 مليون برميل في الثلاثة أشهر الأخيرة.
وعلى الرغم من المكاسب، فإنّ الزيادات الجديدة في حالات الإصابة بالوباء حول العالم تثير مخاوف الطلب على الوقود. وعند التسوية، ارتفع سعر العقود المستقبلية لخام نايمكس الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول) بنحو 0.9 في المئة إلى 40.27 دولار للبرميل، ليسجّل خسائر أسبوعية 2.5 في المئة. في حين ارتفع الخام الأميركي بنحو أكثر من 2.5 في المئة خلال يوليو (تموز) الماضي.
وفي وقت متأخر من تعاملات جلسة أمس، صعد سعر العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم سبتمبر المقبل 0.8 في المئة إلى 43.30 دولار للبرميل.
إنتاج "أوبك" يرتفع مليون برميل يوميّاً في يوليو
وفي سياق متصل، خلص مسح حديث إلى أن إنتاج "أوبك" من النفط ارتفع بنحو مليون برميل يومياً في يوليو (تموز)، وذلك بعد أن أوقفت السعودية وأعضاء خليجيون آخرون القيود الإضافية الطوعية على إنتاجهم.
ووجد المسح، الذي أجرته وكالة رويترز، أن أعضاء منظمة البلدان المصدرة البترول البالغ عددهم 13 ضخّوا 23.32 مليون برميل يومياً في المتوسط خلال يوليو (تموز)، بارتفاع قدره 970 ألف برميل يومياً عن قراءة معدّلة في يونيو (حزيران)، التي كانت الأدنى منذ 1991.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واتفقت "أوبك" وحلفاء في أبريل الماضي، على خفض غير مسبوق للإنتاج، بعد أن بددت أزمة فيروس كورونا الطلب. واتفقت "أوبك" وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار ما يعرف بمجموعة "أوبك +"، على تخفيضات قدرها 9.7 مليون برميل يوميّاً، أي ما يعادل عشرة في المئة من الإنتاج العالمي، اعتباراً من أول مايو (أيار).
ويبلغ نصيب "أوبك" من الخفض 6.084 مليون برميل يومياً ملزم بها عشرة أعضاء، وهي من مستويات أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2018 بالنسبة إلى غالبية البلدان.
وساعد تخفيف لإجراءات الإغلاق وتراجع الإمدادات على صعود النفط لأكثر من 40 دولاراً للبرميل من قاع 21 عاماً عند ما يقل عن 16 دولاراً الذي بلغه في أبريل، غير أن المخاوف من موجة ثانية للفيروس تضغط على المكاسب.
ووجد المسح أنها نفّذت في يوليو تخفيضات قدرها 5.743 مليون برميل يوميّاً من المتعهد به، بما يحقق التزاماً نسبته 94 في المئة، وجرى تعديل مستوى الامتثال في يونيو بالزيادة إلى 111 في المئة.
خفض إضافي من السعودية والإمارات والكويت
وأشارت نتائج المسح إلى أن الزيادة في يوليو هي الأكبر منذ أبريل، عندما ضخّت أوبك فترة قصيرة من دون حساب قبيل الاتفاق على أحدث خفض للمعروض.
ولمزيد من دعم السوق، تعهدت السعودية والكويت والإمارات خفض 1.18 مليون برميل يوميّاً إضافية في يونيو (حزيران) فقط. وقد أسهم ذلك في تقليص الإنتاج خلال الشهر الماضي إلى أدنى مستوى لأوبك منذ 1991، بعد استثناء التغيرات المتعلقة بالعضوية.
ووجد المسح أن الزيادة الأكبر في الإمدادات في يوليو جاءت من السعودية التي ضخّت 8.4 مليون برميل يومياً، بارتفاع 850 ألف برميل يومياً من يونيو وقرب حصتها. كما رفعت الإمارات والكويت الإنتاج إلى قرب المستهدف لهما.
وخلص المسح إلى أن العراق ونيجيريا، اللذين زاد إنتاجهما في يونيو، وكانا متأخّرين في التزام اتفاقات "أوبك +" السابقة، لم ينفّذا أي قيود إضافية في يوليو، إذ رفع العراق الصادرات. وكلاهما تعهد تنفيذ تخفيضات إضافية في الشهور التالية.
واستقرت إمدادات ليبيا وإيران في يوليو، وأصاب إنتاج فنزويلا مزيداً من التراجع. والدول الثلاث مستثناة من التخفيضات الطوعية، بسبب عقوبات أميركية أو مشكلات داخلية تحدّ من الإنتاج. وإنتاج ليبيا منخفض منذ يناير (كانون الثاني)، بسبب الصراع الداخلي في البلاد.
الإنتاج الأميركي يهوي بشكل غير مسبوق
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية في تقرير شهري حديث، إن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الخام هوى في مايو (أيار)، إذ هبط بشكل غير مسبوق وبلغ مليوني برميل يومياً إلى عشرة ملايين برميل يوميّاً. وجاء الانخفاض، وهو أكبر هبوط شهري على الإطلاق وفقاً لبيانات تعود إلى 2005، عقب انهيار السعر في فصل الربيع نتيجة فيض المعروض ونزول الطلب، بسبب فيروس كورونا المستجد.
وقلصت تكساس، أكبر الولايات إنتاجا، إنتاجها بمقدار 764 ألف برميل يومياً، في حين هبط إنتاج نورث داكوتا 353 ألف برميل يوميّاً عن الشهر السابق. وقال التقرير إن نشاط الحفر البحري في خليج المكسيك بالولايات المتحدة نزل بواقع 300 ألف برميل يوميّاً.
وتباطأ الطلب على البنزين 23.5 في المئة من مستوياته قبل عام، ليبلغ 7.2 مليون برميل يومياً، وانخفض الطلب على الديزل ونواتج التقطير الأخرى 12.6 في المئة عنها قبل عام إلى 3.5 مليون برميل يومياً.
أيضاً، عاودت منصات التنقيب عن النفط بالولايات المتحدة الهبوط في الأسبوع الماضي، في حين ارتفعت منصات الغاز الطبيعي. وكانت المنصات الأميركية للتنقيب عن النفط قد ارتفعت خلال الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ منتصف مارس (آذار) الماضي.
وأظهرت بيانات شركة "بيكر هيوز"، هبوط عدد منصات التنقيب عن النفط بمقدار منصة واحدة في الأسبوع المنتهي أمس، ليصل إلى 180 منصة. في حين صعد عدد منصات التنقيب عن الغاز الطبيعي بمقدار منصة واحدة خلال الأسبوع الماضي، ليسجّل 69 منصة.