من المتوقع أن يسافر وفد أميركي إلى الصين لإجراء محادثات تجارية الأسبوع المقبل، وفقاً لمسؤول رفيع في الإدارة، في إشارة إلى أول محادثات مباشرة منذ قمة مجموعة العشرين الشهر الماضي.
وقال المسؤول إن الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر ووزير الخزانة ستيفن منوشين، سيتوجهان إلى شنغهاي لعقد اجتماعات مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي وفريقه لاستئناف المفاوضات الرسمية بين البلدين بعد انهيارها في مايو (أيار).
ورفض متحدث باسم البيت الأبيض تقديم مزيد من التفاصيل حول الرحلة بحسب ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقال المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لورانس كودلو، للصحافيين في وقت سابق يوم الثلاثاء، إن لايتهايزر ومنوتشين شددا "بعبارات قوية للغاية" في المكالمات الهاتفية الأخيرة مع المفاوضين الصينيين على أن الولايات المتحدة تريد من الصين الموافقة على شراء المزيد من المنتجات الزراعية الأميركية. وأضاف أن الصين تبدو مستعدة للقيام بذلك "كبادرة حسن نية".
وأضاف كودلو "إنهم يشيرون إلى أنهم يبحثون عن مشتريات من الزراعة. نأمل جداً أن تبدأ الصين قريباً جداً في شراء المنتجات الزراعية."
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مؤتمر صحافي بعد مجموعة العشرين الشهر الماضي، إن الصين ستبدأ في شراء "كمية هائلة" من المنتجات الزراعية الأميركية "على الفور تقريباً". في تلك المرحلة، لم تذكر الصين رسمياً أي التزام بشراء المزيد من المنتجات الزراعية، وقال شخص مطلع على الأمر إن الرئيس الصيني شي جين بينغ، لم يقدم مثل هذا الوعد خلال اجتماعه مع الرئيس ترمب في القمة.
في يونيو (حزيران)، التقى ترمب والرئيس الصيني شخصياً في مجموعة العشرين في أوساكا، اليابان، حيث اتفقا على استئناف المحادثات رسمياً. وقال ترمب إنه سيضع جانباً خططاً لتعريفات إضافية على حوالى 300 مليار دولار من الواردات الصينية، وأشار إلى أنه سيخفف من القائمة السوداء الأميركية لشركة "هواوي تكنولوجيز" الصينية من خلال السماح للشركات الأميركية ببيع بعض المكونات لـ"هواوي" إذا لم تتم مشاهدة الصادرات كمخاطر أمنية.
اتصالات أميركية - صينية
بدأ المفاوضون الأميركيون والصينيون التحدث مرة أخرى عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر، وسيعطي لقاء مباشر وجهاً لوجه القيادة الصينية تقدماً إيجابياً للمناقشة خلال اجتماعهم الصيفي في منتجع شاطئ بيدايخه الصيني، وهي بلدة صينية لقضاء العطل حيث يجتمع الرئيس الصيني ومساعديه فيها هذا الشهر للتخطيط للسنة المقبلة.
من جانبه قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، إن الولايات المتحدة تريد "العودة إلى ما كانت عليه في أوائل مايو، عندما كنا تتحرك بشكل جيد للغاية، ربما بقي 10 في المئة فقط للتفاوض".
جرت الجولة الأخيرة من المفاوضات وجهاً لوجه بين المسؤولين الأميركيين والصينيين في واشنطن في مايو، وانتهت إلى طريق مسدود. رفع عقبها الرئيس ترمب بعد ذلك معدلات الرسوم الجمركية على 200 مليار دولار من السلع الصينية.
قضايا شائكة
لكن لا تزال هناك عدة قضايا شائكة رئيسية، من بينها مطالب الولايات المتحدة للصين بشراء المزيد من المنتجات الزراعية والصناعية الأميركية وفرض حماية الملكية الفكرية. تريد الولايات المتحدة أيضاً أن تعود الصين إلى مسودة عمل للاتفاق تم التفاوض عليها اعتباراً من أوائل مايو، لكن الصين لم توافق بعد على العودة إلى تلك النسخة من الاتفاقية، وفقاً لشخص مطلع على المحادثات.
من جانبها، تريد الصين من الولايات المتحدة إلغاء التعريفات التي فرضها ترمب في وقت سابق من هذا العام.
يأتي الإعلان عن رحلة إلى الصين الأسبوع المقبل بعد يوم من لقاء ترمب مع الرؤساء التنفيذيين لسبع شركات تكنولوجية كبرى في البيت الأبيض، حيث تعتبر الولايات المتحدة الإغاثة لشركة "هواوي" في شكل تراخيص تسمح للشركات الأميركية بتوريد منتجات لأكبر شركة معدات اتصالات في العالم. قال الرئيس الأميركي يوم الاثنين إن الولايات المتحدة وافقت على "قرارات الترخيص في الوقت المناسب" بشأن التعامل مع "هواوي".
خطوات مبدئية صينية
اتخذت الصين خطوات مبدئية نحو زيادة مشترياتها من المنتجات الزراعية الأميركية في الأيام الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفادت وكالة الأنباء الصينية، شينخوا، بأن بعض الشركات الصينية سألت الشركات الأميركية عن أسعار منتجاتها الزراعية. وقال التقرير، نقلاً عن وكالات حكومية لم تسمها، إن هذه الشركات قدمت أيضاً طلبات إلى مجلس الدولة، طالبة من مجلس الوزراء إلغاء التعريفات المفروضة على هذه السلع حتى تتمكن الشركات من إجراء عمليات الشراء المخطط لها.
لم يذكر التقرير كم ستشتري الصين في النهاية من الولايات المتحدة أو متى ستتم عمليات الشراء.
يوم الثلاثاء، أعرب كودلو عن تفاؤله بشأن مسار المحادثات. قائلاً أن الأمل يحذوه بشأن مسار تلك المفاوضات.