الفنانة الأردنية صبا مبارك ممثلة من طراز خاص، تتمتَّع بتقديم الأدوار الصعبة والمُتنوِّعة، وتضع أحلاماً فنية كثيرة أمامها كهدفٍ مع كل مرحلة فنية، وبأدوارٍ عربيةٍ ومصريةٍ، مثل مسلسلات "طايع" و"أفراح القبة" و"العهد" و"حكايات بنات" استطاعت صبا تحقيق قاعدة جماهيرية كبيرة في الوطن العربي.
في حوارها مع "اندبندنت عربية" تحدَّثت صبا عن مشوارها الفني وعن سبب غيابها عن الدراما المصرية مؤخراً، وعملها البدوي الأخير وموقفها من السينما المصرية والعربية ورأيها في مسلسل "حكايات بنات" الذي شاركت في بطولة جزأين منه.
غياب عن الدراما المصرية
في البداية تحدَّثت صبا عن سبب بُعدها في العامين الماضيين عن الدراما المصرية، رغم كونها من أهم نجماتها حالياً، وأعمالها ينتظرها الجمهور المصري، وخاصة في شهر رمضان، فتقول "أحب الدراما المصرية جدّاً، وقد قرَّبتني من الجمهور المصري، والعربي أيضاً، وبعد نجاح كبير حقَّقه مسلسل (طايع) مع الفنان عمرو يوسف، الذي استغرق وقتاً ومجهوداً ومشقَّة لا يمكن وصفها، كنت أتمنى الوجود بعمل قوي، لكن بكل أسف كان غيابي خارجاً عن إرادتي في الفترة الأخيرة، وبالطبع لم يكُن متعمداً، ولكني كنت مشغولة بقائمة أعمال مُرتبطة بها زمنياً، ولا بد من تنفيذها، حيث كنت مرتبطة بإنتاج مسلسل (عبور) عن اللاجئين في الأردن، وكذلك فيلم (بنات عبد الرحمن) مع المخرج زيد أبو حمدان، وفيلم (أميرة) مع المخرج محمد دياب، ولكن أعد الجمهور بالوجود في أقرب فرصة مع أول دور أجده متميزاً، ويُناسب رجوعي وما قدَّمته مؤخراً من أعمال حقَّقت ثقة كبيرة مع الجمهور المصري والعربي".
أولويات الاختيار
عن طريقتها في اختيار الأدوار ما بين السينما والتلفزيون، وما أولوياتها، قالت صبا "أختار أعمالي وفق عدَّة طرق؛ ففي البداية أضع خطة سنوية بما هو معروض عليَّ، أو ما أحب أن أقدِّمه في ضوء المشروعات التي أقرؤها أو أفكِّر بها، ورغم ذلك قد يتغير كل شيء في خططي عندما أجد دوراً يجذبني، وهذا قد يُرحِّل مشاريع، ويُقدِّم أخرى، وما يهمّني في الاختيار هو طبيعة الدور ونوعيته واختلافه ومدى ما يقدمه لي من إشباع وإحساس، بغضِّ النظر عمَّا إذا كان دوراً تلفزيونياً أو سينمائياً".
تُضيف "عندما أقرأ دوراً أتساءل هل قدَّمتُ هذا الدور من قبل؟ وهل يُشبهني؟ وهل سيُضيف ويؤثر ويعني لي وللجمهور شيئاً؟ وطبعاً بشكل مُحترف أضع اعتبارات أخرى مثل فريق العمل والسيناريو والإنتاج والزملاء الممثلين".
أدوار مُفضَّلة
قدَّمت صبا أدوراً عديدةً فأيُّها تُفضِّل؟ وما الدور الذي تتمنَّى تقديمه رغم مشوارها الفني الطويل؟ ردَّت قائلةً "لا أقدم أي دور لم أقع في غرامه، ونادراً ما أُقدِّم عملاً لا أشعر أنه المُفضَّل لديَّ، ولكن طبعاً هناك أعمال أعتبرها مهمة في حياتي الفنية وأحبها جدّاً، مثل دوري في مسلسل (طايع)؛ لأنني قدَّمت دور مصرية صعيدية، ودوري في مسلسل (أفراح القبة)، وكذلك دوري في (مسافر: حلب – إسطنبول)، وهناك أدوار كثيرة أتمنَّى تقديمها، على رأسها دور المُناضلة الفلسطينية ليلى خالد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
حارس الجبل
قدَّمت صبا مؤخراً المسلسل الخليجي "حارس الجبل"، وعادت من خلاله لدور البدوية بعد 5 سنوات غياباً، وشارك في بطولته مجموعة من النجوم العرب منهم منذر رياحنة، وخالد القيش، وعبد المحسن النمر، ونورا العايق، وهبة زهرة، ومحمد قنوع، وهو من تأليف حازم فضة، وإخراج الأردني سائد الهواري. تحدَّثت صبا عن هذه التجربة فقالت "أحببتُ جدّاً هذا المسلسل الذي يمثل عودةً لي للمسلسلات البدوية التي أحبها جدّاً، وأعتبر هذا العمل فريداً من نوعه، وكان السيناريو رائعاً منذ أول وهلة، كما قدَّمتُ شخصية جديدة تماماً عليَّ، وهي امرأة اسمها (رمال)، وهي امرأة قوية جدّاً وفارسة مغوارة تنتمي إلى إحدى القبائل البدوية، وظهرت هذه الفارسة في عام سُمِّيَ عام الموت، شهدت فيه المنطقة جوعاً، وأمراضاً، وجفافاً، أدَّت إلى حروب وغزوات بين القبائل من أجل البقاء".
صعوبات شخصية
تُضيف صبا "لم يكُن من السهل التعامل مع شخصية فارسة بدوية مُحاربة تتعامل مع السيوف والخيول والمعارك، فقمتُ بتحضيرات شاقة جدّاً، مثل ركوب الخيل والمُبارزة بالسيوف، والأصعب أنني كان لزاماً عليَّ أن أقدم الدور بنفس قُوَّة الرجال في الحروب، والحمد لله أن الدور أعجب الناس، والمسلسل حقَّق نجاحاً كبيراً، وكان أمراً شاقاً ومُمتعاً في الوقت نفسه".
تؤكد "كان هناك قلق كبير لديَّ وخوف من رد فعل الجمهور، خاصةً أن ظهور امرأة في الصحراء تُقاتل وتركب الخيل ليس مُعتاداً للمشاهد العربي، ولذلك تعمَّدتُ أن تكون الشخصية عفوية وطبيعية حتى يُصدِّقها الناس".
تحدِّيات كورونا
قابَلَتْ صبا وأسرة مسلسل "حارس الجبل" صعوباتٌ كثيرةٌ أثناء التصوير، خاصة أنه كان في ظل انتشار جائحة كورونا. تحدَّثت صبا عن ذلك قائلةً "عانينا كثيراً من ضغط الوقت في البداية في التصوير، بالإضافة لجائحة كورونا التي باغتت العالم كله وأثَّرت علينا وأثارت الرُّعب، وكُنَّا مُلتزمين بدقَّة التصوير، بالإضافة للإجراءات الاحترازية، ولكن في رأيي يجب ألا نُلقي اللوم بالكامل على كورونا في وجود أعمال بها إسفاف أو استسهال؛ فهو بالفعل أثَّر في ضعف الدقة والتسرُّع والتباعد غير المنطقي بين الشخصيات، لكنه ليس مسؤولاً عن وجود أعمال ضعيفة بالكامل".
تُشير صبا قائلةً "رغم كل عيوب كورونا فإن فكرة الجلوس بالمنزل والحجر كانت فرصة لصُنَّاع المحتوى؛ لأن الناس تُشاهد بتركيز كبير، وهذا يُفسِّر أيضاً أن المنصَّات الإلكترونية حقَّقت نجاحات استثنائية في هذا الظرف".
مُقارنة دراميَّة
يُقارن البعض بشكل شبه دائم بين المسلسلات المصرية والمسلسلات العربية ونسبة نجاح كل منهما، فكيف ترى صبا هذه المُقارنة؟ تُجيب صبا قائلةً: "كلنا في الوطن العربي نعلم من دون جدال أن المسلسلات المصرية تحظى بأكبر نسب مشاهدة في العالم العربي، ولها جمهور عريض، ولكن على الجانب الآخر فإن الدراما العربية والبدوية والخليجية لها جمهور أيضاً ومُتابعون وقاعدة لا يُستهان بها، والمحظوظ هو من يُقدِّم أعمالاً تستطيع أن تُقدِّم موضوعات تُخاطب كل الجماهير العربية".
"حكايات بنات"
شاركت صبا في المسلسل المصري "حكايات بنات" مع دينا الشربيني، وحورية فرغلي، وريهام أيمن، في جزأين، لكنها اعتذرت عن تقديم باقي الأجزاء. وحول رأيها في الأجزاء الجديدة بعد تغيير كل أبطاله قالت "بكل صراحة، لم أشاهد الموسم الجديد؛ لذلك قد لا أستطيع تقييم التجربة، وليس لي الحق أيضاً في تقييم مجهود زملاء آخرين، ولكن تغيير فريق التمثيل بالكامل في عمل فني سابقة جديدة لم تمُر عليَّ من قبل، وهي تجربة تحمل شجاعة كبيرة، وأتمنى التوفيق للعمل ولفريقه بالكامل من كل قلبي".