قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل الفرحان إن بلاده تثمّن جهود الولايات المتحدة الأميركية في إزالة السودان من لائحة "الدول الراعية للإرهاب"، الأمر الذي يعد أساسياً من أجل إنجاح الإصلاحات في البلد الذي يعاني اقتصادياً.
يقف السودان اليوم على عتبات مستقبلٍ أفضل لأبنائه، ونحن في المملكة العربية السعودية نعمل مع #السودان الشقيق لحفظ أمنه وسلامته واستقراره واستعادة مكانته الطبيعية التي يستحقها ودوره الإقليمي المنشود، انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية التي تربطنا معاً#شركاء_السلام_في_السودان https://t.co/OjXREjQEE7
— فيصل بن فرحان (@FaisalbinFarhan) August 12, 2020
وقال الوزير خلال الاجتماع الثامن "لأصدقاء السودان" الذي استضافته الرياض عبر تقنية "الكونفرس" مساء يوم أمس، إن دعم المملكة العربية السعودية للسودان "استثمار مهم للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي".
وتستضيف السعودية اجتماع أصدقاء السودان بصفتها رئيساً لمجموعة أصدقاء السودان، بمشاركة رئيس وزراء جمهورية السودان عبدالله حمدوك، وجمهورية جنوب السودان، ضيف شرف الاجتماع، ممثلة بكل من وزيرة الخارجية باتريسا واني ومستشار رئيس الجمهورية رئيس فريق الوساطة توت قلواك.
دعم المرحلة الانتقالية
وقال الفرحان في كلمته كما نقلتها وكالة الأنباء السعودية "نؤكد على الدعم السياسي الكامل لجهود رئيس الوزراء الحثيثة في سبيل إنجاح المرحلة الانتقالية، وتحقيق آمال الشعب السوداني المشروعة في الحرية والعدالة والسلام".
وبحسب الوزير السعودي فإن الطريق لتحقيق السلام المستدام والتنمية والازدهار في السودان يعد أمراً محفوفاً بالتحديات والصعوبات، إلا أنه السبيل الوحيد لإنقاذ السودان من محنته، مشدداً على أهمية احترام سيادة السودان واستقلال قراره، ومعالجة الأسباب الجذرية للنزاع في سبيل الوصول إلى سلام شامل يعزز وحدته الوطنية وأمنه الإقليمي".
د.حمدوك يخاطب مؤتمر أصدقاء السودان
أعرب رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك عن امتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومجلس وزرائه وصاحب السمو الملكي وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على الاستضافة الكريمة لمؤتمر أصدقاء السودان التاسع . pic.twitter.com/RdKs2bow8L
— مكتب رئيس الوزراء - السودان (@SudanPMO) August 12, 2020
تغليب المصلحة الوطنية
ودعا الفرحان في كلمته إلى ضرورة التحلي بالمسؤولية أمام هذه الفرصة التاريخية من أجل "تحقيق الأمن والعدالة والسلام المستدام"، وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق أية خلافات أو نزاعات.
واعتبر وزير الخارجية السعودي أن "عملية السلام" مرتبطة بشكل مباشر بمسائل التنمية والإصلاح الاقتصادي في السودان، مقدراً جهود الحكومة الانتقالية في مواجهة التحديات الاقتصادية التي فاقمتها جائحة كورونا، مؤكداً ضرورة مواصلة الدعم من جميع الشركاء للحكومة الانتقالية في سبيل التنفيذ الفعّال للإصلاحات الاقتصادية في الوقت المناسب، والبدء في عملية التخفيف من ديونه في إطار العمل مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
الطريق نحو الاستقرار الاقتصادي
وتسعى السعودية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف المصاعب التي تواجهها الحكومة الانتقالية في السودان، وهو ما أكده وزير الخارجية السعودي بعد أن قال "إن دعم السودان في الوقت الحالي يعد استثماراً مهماً للحفاظ على أمن وسلامة المنطقة والمجتمع الدولي"، مشيراً إلى أن "المملكة ستعمل ما في وسعها حتى يتبوأ السودان الشقيق مكانه الطبيعي في مقدم الدول العربية والجوار الأفريقي ودول العالم".
ورحب أصدقاء السودان في "مؤتمر الرياض" اليوم بالالتزام السياسي والدعم المالي الذي قدمه المشاركون في مؤتمر برلين للشراكة، بما في ذلك الإشارة الواضحة من المؤسسات المالية الدولية إلى رغبتها التعامل مع السودان. واتفقت المجموعة على متابعة التقدم المُحرز، مؤكدة ضرورة الاستمرار في الالتزام من قبل الحكومة السودانية والشركاء الدوليين لتنفيذ أجندة الإصلاحات وتقديم المساعدة.
رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك: جهود حثيثة لإحراز تقدم في المفاوضات الثنائية مع الولايات المتحدة بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ونقدر دعم أصدقاء السودان في جعل هذه العملية سريعة وناجحة https://t.co/uZuYisDw1W#مؤتمر_أصدقاء_السودان #سونا #السودان pic.twitter.com/DHZOG1eas2
— SUDAN News Agency (SUNA) (@SUNA_AGENCY) August 12, 2020
وكان السودان حصل خلال "مؤتمر برلين" الذي نظمته الحكومة الألمانية، في يونيو (حزيران) الماضي، على تعهدات بدعم مالي قيمته 1.8 مليار دولار من الدول المشاركة في المؤتمر، كما قدمت السعودية دعماً بمبلغ 10 ملايين دولار في "مؤتمر شركاء السودان".
تسعى حكومة السودان الانتقالية لإجراء إصلاحات واسعة في البلد الذي يعاني اقتصادياً، وهي آمال تتطلع لحلها الحكومة عبر مؤتمرات الدول الصديقة لتوفير سيولة مالية، وإعادة إحياء الاستثمار في البلاد من أجل تحريك عجلة التنمية والاستقرار الاقتصادي