تبيّن أنّ "أسماك قرش الشعاب" الرمادية اللون Grey reef sharks تعمل معاً، وتشكِّل مجموعات اجتماعيّة تدوم سنوات عدة، وفق ما جاء في دراسة نُشرت حديثاً.
ولاحظ العلماء الذين راقبوا تجمّعات لأسماك القرش تلك قبالة "أرخبيل جزر بالميرا" Palmyra Atoll النائية، جنوب هاواي في المحيط الهادئ، أنّ الحيوانات البحرية المفترسة عقدت شبكات متشابكة من الروابط الاجتماعيّة.
وكان القرش من تلك الأسماك يمضي صباحاته برفقة أبناء جنسه في مجموعات كبيرة، ثم يفترق عنها طوال اليوم، قبل أن يجتمع مرة أخرى مع أصدقائه في وقت لاحق.
في الواقع، تقدِّم النتائج التي خلُصت إليها الدراسة نظرة فاحصة جديدة مثيرة للدهشة إلى سلوك الأسماك المفترسة، التي يُنظر إليها عادةً على أنّها كائنات انعزالية.
"منذ فترة زمنية، عرفنا أنّ أسماك القرش قادرة على القيام بتفضيلات اجتماعية مختلفة في ما يتعلّق بزملائها من الأسماك الأخرى في المجموعة. ولكن لم تكن لدينا فكرة، على الرغم من ذلك، أنّ تلك الروابط الاجتماعيّة يمكن أن تدوم سنوات عدة، أو أنّه في حال عدم الإنجاب أو رعاية الوالدين، قد تعمل هذه المجتمعات بمثابة دوائر لتبادل المعلومات"، قال ديفيد جاكوبي، زميل باحث في "جمعية علم الحيوان في لندن" Zoological Society of London، التي شاركت في إعداد الدراسة.
وزرع الباحثون أجهزة إرسال صوتية ذات بطارية تدوم أربع سنوات على 41 سمكة قرش ضمن زهاء ثمانية آلاف سمكة قرش شعاب رمادية تعيش في المياه قبالة الجزيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستخدم الباحثون من جامعات "فلوريدا الدولية" و"كاليفورنيا" بسانتا باربرا و"هاواي" الأميركية وجامعة "إكستر" في المملكة المتحدة، شبكة من 65 جهاز استقبال بغية تعقّب تحركات تلك الكائنات التي يمكن أن يصل طولها إلى ستة أقدام (حوالى مترين).
ويبث كل جهاز إرسال تردّدات مختلفة عن غيره يمكن رصدها بواسطة أجهزة استقبال على بعد يصل حتى 300 متر.
في السنوات الأربع التي تلت خضوع أسماك القرش لعملية زراعة أجهزة التعقّب، رصد فريق البحث 972 "حدثاً مهماً للمجموعة الاجتماعية".
وقال العلماء إنّ مجموعات اجتماعية من أسماك القرش تكوَّنت بشكل أساسي خلال النهار، قبل أن تغادر الحيوانات الشعاب المرجانية ليلاً.
وأشار المؤلف الرئيس للدراسة يانيس باباستاماتيو، وهو عالم في مجال البيئة البحرية في جامعة "فلوريدا الدولية"، إلى أنّ تكوين مجموعات اجتماعية يساعد أسماك القرش على مشاطرة معلومات من قبيل موقع الفريسة.
وقال باباستاماتيو في هذا الصدد، "لماذا تكوِّن (أسماك القرش الرمادية) مجموعات اجتماعية؟ نرى فوائد تمثّلها مشاركة المعلومات على نحو غير متعمّد، من بينها موقع الفريسة".
"وتُظهر دراستنا الجديدة أنّ أسماك قرش الشعاب المرجانية الرمادية تنشئ مجموعات اجتماعية منظمة مكانياً باستطاعتها أن تبقى مستقرّة جداً على مدى سنوات عدة."
نُشر البحث يوم الأربعاء الماضي في مجلة " بروسيدينغ أوف رويال سوسايتي بي" Proceedings of the Royal Society B.
بالإضافة إلى المحيط الهادئ، تعيش أسماك قرش الشعاب المرجانية الرمادية، واسمها العلميّ " كارتشارينوس أمبليرينكوس"Carcharhinus amblyrhynchos ، في المحيط الهندي.
© The Independent