اتّهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حلفاء بلاده الأوروبيين بـ "الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين الخميس بعد تفعيله آلية مثيرة للجدل لإعادة فرض عقوبات أممية على طهران.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا إنّ الولايات المتحدة لا تملك الحقّ القانوني لإطلاق ما يسمى بآلية "سناب باك" لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران لأنها انسحبت عام 2018 من الاتفاق النووي.
وقال بومبيو للصحافيين بعد إطلاق الآلية بشكل رسمي "لا توجد دولة سوى الولايات المتحدة امتلكت الشجاعة والقناعة لتقديم مشروع قرار. لكنّهم بدلاً من ذلك اختاروا الانحياز إلى آيات الله" الإيرانيين.
وأضاف أنّ "أصدقاءنا في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قالوا لي في مجالس خاصة إنهم لا يريدون لحظر السلاح (المفروض على إيران) أن يُرفع".
وأكّد الوزير الأميركي أنّ بلاده لجأت لتفعيل آلية سناب باك بعدما لم يترك لها شركاؤها الأوروبيون "أي خيار آخر" ولا سيما للإبقاء على حظر السلاح المفروض على إيران.
وقدمت الولايات المتحدة رسالة لمجلس الأمن المؤلف من 15 بلداً تتهم فيها إيران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي لتطلق من الناحية النظرية عملية تستغرق 30 يوماً قد تفضي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
الرد الإيراني
ورفضت إيران الخطوة، المدفوعة بقرب انتهاء أجل حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة والمقرر في أكتوبر (تشرين الثاني)، قائلة إن واشنطن ليس لها الحق في إعادة العقوبات، وطالبت أعضاء مجلس الأمن برفض التحرك الأميركي.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في رسالة إلى الأمم المتحدة قبل التحرك الأميركي إن واشنطن ليس لها الحق في إعادة آلية فرض كل العقوبات لأنها لم تعد طرفاً في الاتفاق النووي.
وقال ظريف في الرسالة "سيكون لسعي الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران عواقب خطيرة... جاء الآن دور المجتمع الدولي لمواجهة المسعى الأميركي غير القانوني".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فرنسا وألمانيا وبريطانيا تعارض
وأعلنت فرنسا وألمانيا وبريطانيا مشترك أنّها لن تدعم طلب واشنطن من الأمم المتحدة إعادة فرض عقوبات على إيران على خلفية اتهامات موجهة إلى طهران بانتهاكها الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015.
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إنّ "فرنسا وألمانيا وبريطانيا تشير إلى أنّ الولايات المتّحدة لم تَعد مشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة بعد انسحابها من الاتفاقية" وبالتالي لا يمكنها "أن تدعم هذه المبادرة التي تتعارض مع جهودنا الحالية الرامية لدعم خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأضافت "نحن لا نزال ملتزمين بخطة العمل الشاملة المشتركة على الرّغم من التحديات الرئيسية التي يمثّلها انسحاب الولايات المتّحدة" من هذه الاتفاقية و"نحن مقتنعون بأنّ قضية عدم احترام الإيرانيين باستمرار لالتزاماتهم المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة يجب أن نعالجها في إطار حوار بين المشاركين في الاتفاقية".
وشدّدت الدول الثلاث على أنّها "تحضّ إيران على إعادة النظر في جميع أعمالها التي تتعارض مع التزاماتها النووية والعودة دون تأخير إلى احترامها بالكامل".
وإسرائيل تؤيد
من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتحرك الولايات المتحدة ودعا القوى العالمية إلى دعم واشنطن. وقال نتنياهو في بيان "إنني أُشيد بالولايات المتحدة لقرارها تفعيل إعادة فرض العقوبات على إيران. هذا هو القرار الصحيح".
ولطالما قال نتنياهو إن الاتفاق بين القوى الكبرى الست وإيران معيب. وأضاف "على الدول التي تتسم بالمسؤولية دعم الولايات المتحدة في سعيها للتوصل إلى حل حقيقي، حل يمنع إيران من صنع أسلحة نووية". وتنفي إيران السعي لامتلاك أسلحة نووية.
ويتصاعد التوتر بشأن الملف النووي منذ اتّخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العام 2018 قرار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى الذي جمّد البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على إيران.
وتتيح آلية "سناب باك" المنصوص" عليها في الاتفاق النووي إعادة فرض كل العقوبات الأممية على إيران إذا ما طلبت دولة طرف في الاتفاق ذلك بدعوى انتهاك طهران للتعهّدات المنصوص عليها في الاتفاق.
لكنّ سائر أعضاء مجلس الأمن الدولي يشكّكون في إمكانية لجوء الولايات المتّحدة إلى مثل هكذا خطوة لأنّ واشنطن انسحبت من الاتفاق بقرار من ترمب نفسه.