بدأ معرض "الشارقة وجهة نظر للتصوير الفوتوغرافي" أولى دوراته في عام 2013 بدعوة مفتوحة للمصورين المقيمين في الإمارات لتقديم مشاركاتهم. تمحورت هذه المشاركات حينها حول استكشاف مظاهر الحياة في إمارة الشارقة تحديداً، وانطلق المعرض بمشاركة أكثر من أربعين مصوراً فوتوغرافياً. تتابعت الدورات خلال السنوات اللاحقة وتغيرت الثيمة، بين صور الأشخاص والطبيعة الصامتة، ثم العمارة والمشهد الحضري. ظل المعرض محتفظاً بطابعه المحلي طوال الدورات الأولى، ثم ما لبث أن توسع قليلاً ليشمل المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي بداية من الدورة السادسة التي أقيمت في عام 2018 وكانت عن "الآداء" وتبنت الثيمة حينها تفسيراً موسعاً للمصطلح، يجعل من الآداء والتصوير عنصرين أساسيين في العمل الفوتوغرافي، كتجسيد لإيماءة أو حركة، أو توثيق لآثار أو فعل استغرق زمناً في الماضي.
وبداية من الدورة السابعة التي أقيمت في 2019 اتخذ المعرض طابعه الدولي، فوجه الدعوة إلى كافة المصورين حول العالم للمشاركة في فعالياته. تميزت الدورة الدولية هذه بفتح المجال أمام المشاركين من دون التزام بثيمة معينة، وأمكن للمشاركين حينها اختيار ثيمتهم ومقارباتهم الفنية الخاصة. قدمت الصور الفوتوغرافية المشاركة في تلك الدورة منظوراً فريداً حول مواضيع مختلفة باستخدام أنماط متعددة من التصوير المفاهيمي والتصوير الفوتوغرفي في الشوارع والمناظر الطبيعية للأرض والمدينة والبورتريه. إتبعت هذه الصور مجموعة واسعة من التقنيات في كل من التصوير الفوتوغرافي الرقمي والـ 35 ملم، وفق تقنيات وأساليب مختلفة، مثل المونتاج والكولاج وإعادة بناء الأرشيف، والأشعة تحت الحمراء والرسم الضوئي، وغيرها من الوسائل والتقنيات الأخرى.
30 دولة في المعرض
وها هو المعرض يعود من جديد في صيغته الدولية، إذ تُفتتح دورته الثامنة بعد أيام قليلة فقط في الفترة من 29 أغسطس (آب) وحتى 28 نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، ويشارك فيها 39 مصوراً من 20 دولة، تم اختيارهم من بين أكثر من ثلاثمائة متقدم من مختلف الخلفيات المهنية والمهارات والاهتمامات. وقع الاختيار على هؤلاء المشاركين من خلال الدعوة المفتوحة التي أطلقتها مؤسسة الشارقة قبل شهور. تقدم الأعمال المشاركة في هذه الدورة طيفاً واسعاً ومهماً من الصور الفوتوغرافية التي تروي قصصاً معبرة عن التجارب الشخصية والحياة المجتمعية، وتتبنى مجموعة مختلفة من الأساليب الفنية، مثل الكولاج والصور المتناظرة والرقمية، بحيث تعكس الصور المختارة الظروف الإنسانية والمناظر الحضرية والمشاهد الطبيعية، إلى جانب الصور الخيالية المعالجة رقمياً.
يهدف معرض "الشارقة وجهة نظر" كما يقول المنظمون إلى تطوير واقع الفوتوغرافيا وتعزيز إبداعات المصورين، وتشجيع أوتعميق حضورهم في المجتمع الثقافي على نطاق واسع. يعد المعرض بصيغته الدولية تلك واحداً من أبرز الأحداث الفنية المتعلقة بمجال الفوتوغرافيا في منطقة الشرق الأوسط، وهو فرصة للاطلاع على إبداعات العشرات من المصورين حول العالم، ومتابعة الأساليب والتقنيات المستحدثة في هذا المجال.