في تطور واعد على مستوى مكافحة فيروس كورونا، اكتشف علماء عسكريون بريطانيون أن طارداً للحشرات يمكنه أن يقضي على فيروس "كوفيد - 19".
فبعد سلسلة من التجارب، أثبت الباحثون في "مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية"Defence Science and Technology Laboratory في المملكة المتحدة، وهو وكالة تابعة لوزارة الدفاع البريطانية، أن بخاخ "موزي غارد ناتشيرال" Mosi-guard Natural (طارد للبعوض والحشرات، لا سيما منها القارضة)، يمكنه أن يقتل الفيروس لدى استخدامه على شكل رذاذ أو سائل.
تحتوي المركبات الطاردة للحشرات في البخاخ على عنصر يُعرف بـ"سيتريديول" Citriodiol، الذي يمكن استخدامه لتكوين طبقة إضافية جديدة من الحماية ضد الفيروس. وأوضح العلماء أن عنصر "سيتريديول" قد قضى على أنواع أخرى من فيروس كورونا.
وكان بيتر هوما، الجراح العام والرئيس التنفيذي السابق لهيئة "الخدمات الصحية الوطنية" NHS، قد طلب من "مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية"، فحص ما إذا كان رذاذ الحشرات يمكن أن يكون فاعلاً ضد الفيروس.
وفي أثناء التجارب، قام العلماء بوضع المادة الكيماوية مباشرةً على الفيروس أولاً على شكل قطرة سائلة، ثم بطريقة منفصلة على شكل رذاذ فوق جلد صناعي مطاطي من مادة اللاتكس. واستناداً إلى تقرير عن نتائج التجربتين نُشر يوم الأربعاء، فإن الرذاذ الطارد للبعوض تمكن من القضاء على فيروس "سارس-كوف-2".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت الدراسة أنه من خلال استخدام تركيز أعلى (90 في المئة) للمادة، تمكن بخاخ Mosi-guard Natural من تدمير الفيروس تدميراً كاملاً.
وفيما أشارت دراسات فيروسية أجريت على مادة اللاتكس إلى فاعلية الرذاذ المضاد للفيروسات، أوضح التقرير أن اللاتكس كان مشبعاً بمادة Mosi-guard، وفي حين أن المادة المطاطية استُخدمت كسطح تماثلي، فمن غير المرجح أن يكون تفاعلها مشابهاً تماماً للجلد البشري الخاضع لمثل هذا العلاج.
وكتب علماء "مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية" في تقريرهم: "ليست لدينا بيانات تربط نسبة التركيزات الموضوعة تجريبياً على مادة اللاتكس، بتلك الناتجة من رش الرذاذ أو دهن الكريم اللذين يحتويان على هذا المركب، على بشرة الإنسان".
فعند استخدامه كبخاخ، كان أقل فاعلية، وعلى الرغم من أنه كان قادراً على قتل الفيروس والتقليل من مدة بقائه، فإن بعض الفيروسات تمكنت من النجاة.
من هنا فإن من غير المرجح أن يقدم الرذاذ حمايةً كافية في مواجهة قطيرات "كوفيد - 19"، لكن يمكن استخدامه إجراءً إضافياً جنباً إلى جنب مع أقنعة الوقاية والقفازات والملابس الواقية الأخرى.
وزير الدولة البريطاني لمشتريات الدفاع جيريمي كوين أكد أن "الأبحاث الأخيرة التي أجراها "مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية" تظهر أن البخاخات التي تحتوي على مادة "سيتريديول" التي تم تأمينها لوحدات وزارة الدفاع البريطانية المشاركة في جهود الاستجابة لكورونا ، يمكنها أن تقضي على الفيروس.
أضاف كوين "نحن نتشارك اليوم نتائجنا الأولية مع الآخرين، كي يتسنى لهم أن يتقدموا في أبحاثهم وإجراء المزيد منها لتأكيد النتائج التي توصلنا إليها وتوسيع نطاقها". وأشار إلى أن "قطاع الدفاع في المملكة المتحدة اضطلع بمجموعة واسعة من الأدوار في دعم الجهود الرامية إلى التصدي لفيروس كورونا. ويسرنا أن يكون هذا التطور مثالاً آخر من الطرق الإبداعية التي تعكف وزارة الدفاع على تطويرها في سبيل الحفاظ على سلامة الناس".
الورقة البحثية حرصت على وصف هذه النتائج بأنها أولية فقط، وأنه يؤمل بأن تكون الدراسة أساساً يُبنى عليه لإجراء تحقيقات أخرى.
يُشار أخيراً إلى أن "مختبر العلوم والتكنولوجيا الدفاعية" في المملكة المتحدة شكل جزءاً فاعلاً من الاستجابة المعتمدة من جانب المملكة المتحدة في مساعيها للتصدي لانتشار فيروس كورونا منذ فبراير (شباط) الماضي، وشارك في فحص المرضى واختبار معدات الوقاية الشخصية PPE وفي البحث عن الطرق التي يعتمدها الفيروس ليتمكن من البقاء على قيد الحياة في بيئات مختلفة.
© The Independent