على الرغم من القضايا الجوهرية العديدة التي تشغل عقل وتفكير الأميركيين في الآونة الأخيرة، وفي المقدمة منها تفشي وباء كوفيد ـ 19 المستجد من جهة، وأزمة الخلافات العنصرية والاستعدادات للانتخابات الرئاسية من جهة أخرى، فإن قضية بعينها، لا تزال تسيطر على عقل الأميركيين منذ عقود، وفي 2020 بنوع خاص احتدم الصراع الجدلي حولها، لا سيما وأن الدولة عينها قد أحيت الخلاف من خلال عدة إجراءات رسمية من قبل وزارة الدفاع بنوع خاص.
الأسئلة عديدة وغامضة حول علاقة الأميركيين بنحو متميز دون شعوب الأرض بالكائنات الفضائية، ولماذا يهتم الأخيرون بما وراء الأطلسي تحديداً، ثم هل جرت في الواقع لقاءات أو عقدت اتفاقيات بين الأميركيين والفضائيين؟
الأسئلة مثيرة للتفكير وللخوف كذلك، وبخاصة في ظل تحذيرات سابقة من أن أي محاولة للتواصل مع كائنات فضائية هو أمر قد يعرض الجنس البشري للفناء.
مهما يكن من أمر، فإننا نحاول في هذه السطور، فك بعض من طلاسم المشهد الأميركي ـ الفضائي، من خلال تقديم ما هو متاح ومعروف من معلومات ونترك للقارئ الحكم في نهاية القراءة، وما إذا كان المشهد يحمل حقائق، أم أنه ضرب من ضروب الأساطير.
البنتاغون وبرنامج سري
قبل ثلاث سنوات، وتحديداً عام 2017 وفي ديسمبر (كانون الأول)، أقر البنتاغون، وزارة الدفاع الأميركية، بوجود برنامج سري لملاحقة الأطباق الطائرة، أنفقت عليه ملايين الدولارات، لمتابعة ومراقبة شأن تلك الأطباق التي تبعث المخاوف أحياناً في النفوس.
كانت هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها حكومة أميركية بأن هناك اهتماماً بالفضائيين، وقد أوكلت إدارة البرنامج لمسؤول الاستخبارات العسكرية "لويس إليزوندو"، والذى يقع مكتبه في الطابق الخامس من البنتاغون.
الاعتراف الرسمي هذا جاء بعد طول إنكار، وقد تكشفت لاحقاً بعض الأسرار الخاصة به، ولا يزال كثير عنه غامضاً، فقد بدأ عام 2007، وكان في البداية مجرد اهتمام من السيناتور الديمقراطي، عن ولاية نيفادا هاري ريد، والذي كان مهتماً بالظواهر الفضائية.
والثابت أن معظم أموال البرنامج، ذهبت لشركة أبحاث فضاء يديرها روبرت بيجيليو، رجل أعمال ملياردير، وصديق قديم للسيناتور ريد، الذي يعمل حالياً مع وكالة ناسا لإنتاج أدوات قابلة للتمدد تخص البشر، لاستخدامها في الفضاء.
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" المذاع على فضائية سي بي إس في مايو (أيار) من عام 2019، قال بيجيلو إنه مقتنع تماماً بأن الكائنات الفضائية موجودة بالفعل، وربما زارت الأرض.
البحرية الأميركية ومركبات مجهولة
في أواخر يوليو (تموز) المنصرم، كانت وزارة الدفاع الأميركية تنشر ثلاثة مقاطع فيديو، التقطها طيارون في البحرية الأميركية "تبين ظواهر جوية غير محددة، تتمثل في أجسام طائرة"، بحسب وصف البنتاغون الذي أكد أن المقاطع حقيقية، وقد صُورت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، واثنان آخران في يناير (كانون ثاني) 2015.
الذين استمعوا إلى تسجيلات الطيارين العسكريين الأميركيين الذين لاحقوا تلك الأجسام، خلصوا إلى أنها مغايرة بالكلية لكل ما تمتلكه أميركا من تكنولوجيا، بل تسبقها بمسافات غير محددة، مما يدلل على أنها من خارج النطاق الأرضي.
لاحقاً بدأ عدد من الأميركيين، لا سيما من المسؤولين الذين عملوا سابقاً مع الوزارة، الكشف عن أشياء مثيرة، إذ أكدوا أن تحقيقاتهم وصلت إلى حقائق مؤكدة، وهي أن البشر غير قادرين على صناعة مثل تلك المركبات، إضافة إلى معلومات حول لقاءات غامضة مع أجسام جوية مجهولة الهوية نوقشت سابقاً في إحاطات سرية فقط.
في هذا الإطار، كان "إريك دبليو ديفيس"، عالم الفيزياء الفلكية، والذي عمل مستشاراً للبنتاغون، يصرح بأنه "عند فحص مواد هذه الأجسام الطائرة المجهولة، أصاب الفشل الجهود الأميركية في تحديد مصدرها، مع القطع بأنها مقبلة من خارج الكرة الأرضية"، بما يعزز فكرة وجود الفضائيين.
إيزنهاور وسلام مع الفضائيين
أهم أبعاد النقاشات التي تحوم من حولها كثير من علامات الاستفهام في علاقة الأميركيين بالفضائيين هو ذاك الخاص بالعلاقة بين الرئيس دوايت إيزنهاور (1953 – 1961) الرئيس الرابع والثلاثين، و"هل التقى إيزنهاور الفضائيين ووقع بالفعل معهم معاهدة سلام"؟
تبقى إجابة هذا التساؤل غامضة بدرجة أو بأخرى، إنما المؤكد، هو أن الرجل كان من أشد المؤمنين بوجود مخلوقات فضائية، تعج بها كواكب أخرى من حولنا، إلا أن هذا أمر، ولقاءه بتلك الكائنات أمر آخر.
لكن السؤال من الذي صرح بأن إيزنهاور التقى الفضائيين؟
الجواب أكثر غرابة، فالأمر هنا يتعلق بتسريب صحافي، بل التأكيد جاء على لسان تيموثى غود، عضو الكونغرس، المستشار الرفيع في وزارة الدفاع الأميركية، خلال إدارتي إيزنهاور، وقد زعم في لقاء له مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بى سي"، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تمكن من الاتصال بمخلوقات فضائية، وتدبير ثلاثة لقاءات في مناسبات منفصلة مع الرئيس الأميركي في ولاية نيومكسيكو، في جنوب غربي الولايات المتحدة عام 1954.
كيف تم التواصل بين إيزنهاور والفضائيين؟
بحسب المستشار غود، جرى ذلك من خلال "التخاطر"، وأقرب تفسير له، هو أن تلك الكائنات تستطيع قراءة ما يدور في رؤوس البشر من أفكار.
وقد جرت اللقاءات في قاعدة هولومان الجوية، ولكي يعزز غود وجهة نظره، فإنه أشار إلى وجود العديد من الشهود الذين يؤكدون صدق روايته.
هل كانت الحرب العالمية الثانية هي مدعاة سكان كواكب أخرى للاقتراب من الجنس البشري؟
لا شيء مؤكد، لكن من الغريب أن البريطانيين وفي زمن ونستون تشرشل، وبخاصة الأطقم المقاتلة العائدة من جهات القتال في فرنسا وألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية، قد شاهدوا العديد من تلك الأطباق، والتي احتفظ بها البريطانيون سراً خوفاً على زعزعة الإيمان الديني في النفوس، وقد شوهدت تلك الأطباق، وهي تحلق فوق ساحل إنجلترا الشرقي.
وتكتمل الظنون حول حقيقة الفضائيين بين البريطانيين والأميركيين، إذا عرفنا أن حوارات معمقة دارت بين تشرشل وإيزنهاور في هذا الصدد، وحول قضية "الأطباق الطائرة"، و"المخلوقات الفضائية"، التي زارت الأرض ولا تزال تفعل، وقد التقاها الآلاف من الأشخاص من مختلف الأجناس، سواء بصفات رسمية أو غير رسمية.
ولعل الحديث عن إيزنهاور يقودنا في بحثنا هذا إلى جزئيتين رئيستين، الأولى، خاصة ببرنامج الفضاء الأميركي، وقد كان إيزنهاور من أهم دافعيه ومؤيديه، وهذه قصة أخرى. والثانية، هي الحديث عن قواعد أميركية ربما توجد بها "كائنات فضائية"، الأمر الذي روجت له هوليوود في أفلامها.
لغز المنطقة 51 نيفادا
في يوليو (تموز) عام 2019 انطلقت دعوات عبر كافة أرجاء الولايات المتحدة، تدعو لاقتحام القاعدة العسكرية الأميركية، والتي تعرف بالمنطقة 51، في صحراء نيفادا. أما الهدف من وراء تلك الدعوة، فهو إجبار إدارة دونالد ترمب على الإفصاح عن أبعاد المشهد هناك، ومن ثم الكشف عن الكائنات الفضائية التي يوقن الملايين من الأميركيين أن الإدارات المتعاقبة، تحتفظ بالبعض منها في تلك المنطقة، وربما بسفن فضاء جاءت من خارج الأرض، الأمر الذي أذكته شاشات السينما الأميركية من خلال فيلم مثل "يوم الاستقلال" بجزأيه.
وعلى الرغم من أن كثيرين اعتبروا فكرة اقتحام تلك القاعدة مزحة، ربما ثقيلة بعض الشيء، فإن رد فعل القوات الجوية الأميركية، التي أشارت إلى أنها ستفعل أي شيء لحماية ممتلكات أميركا، أي القاعدة، قد أعادت إلى الأذهان الشكوك حول ما تحتويه تلك القاعدة، وما إذا كانت موقعاً للأرضيين أم هي موضع للفضائيين.
فهل المنطقة 51 في صحراء نيفادا هي "صندوق باندورا" بالنسبة لتلك الشائكة؟
يبدو أن جذور القصة تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، حين أبلغ البعض عن رؤية أجسام طائرة جنوب ولاية نيفادا، حيث توجد تلك القاعدة العسكرية. ففي 17 يونيو (حزيران) 1959، نشرت جريدة "رينو إيفينينغ جازت" مقالاً بعنوان "المزيد من الأجسام الطائرة شوهدت في السماء"، ونقلت وصف الرقيب واين أندرسون، لجسم أخضر ساطع "يتجه نحو الأرض بسرعة كبيرة تستبعد كونه طائرة".
قبل ذلك التاريخ وتحديداً في 8 يوليو 1947 تحطم بالون مراقبة عسكري للقوات الجوية الأميركية في مزرعة حيوانات بصحراء نيومكسيكو، فاعتقد الأهالي أن ما شاهدوه، هو سفينة فضائية من خارج كوكب الأرض، ولم ينجح الجيش في أن يقنعهم بأن الجسم لم يكن سوى لبالون طقس عادي.
ولعل الحقيقة والخيال يمتزجان في المنطقة 51، وربما هناك أسرار لا تريد واشنطن ولا تسمح لأحد أن يصل إليها في الحال أو الاستقبال، لا سيما وأن القاعدة العسكرية هناك، مصنفة ضمن المنشآت العسكرية السرية، لا يعرف أحد ما الذي يجري خلفها وداخلها، وغالباً هي أحد أماكن وكالة "داربا" المعهود إليها تطوير العلوم والتكنولوجيا العسكرية بنسق أسرع من أي قوة أجنبية أخرى في العالم، وإن كانت سريتها تفتح الأبواب لاستنتاجات مختلفة، بعضها يؤكد وجود شراكة ما بين الأميركيين والفضائيين، لإنتاج أسلحة غير محددة المعالم بالأنساق البشرية، الأمر الذي أشار له ذات مرة هنري كيسنجر، ومرة أخرى زيجينو بريجنسكي، وكلاهما أكدا امتلاك أميركا أسلحة لم ترها عين، ولم تخطر على بال بشر.
كيندي... هل اغتاله الفضائيون؟
للفضائيين مع رؤساء أميركا قصة طويلة وغامضة، تروج أخبارها بقوة، وما من أحد قادر على أن يقطع بصحتها أو دقتها مرة وإلى الأبد.
في مقدمة تلك الروايات القول إن الرئيس الأميركي جون كنيدي (1961 – 1963) قد اغُتيل من قبل الكائنات الفضائية بسبب تجرؤه على طلب معرفة علاقة سلفه إيزنهاور والولايات المتحدة بهم.
تبدو القصة أقرب ما تكون إلى الروايات الأسطورية، أو ناتج خيال أولئك الذين يؤمنون في نظريات المؤامرة، غير أن الأمر على خلاف ذلك بالمرة.
تقول الرواية إنه في الثاني عشر من نوفمبر عام 1963، أصدر كيندي أمراً لمدير وكالة الاستخبارات المركزية CIA، بأن يعد له ملفاً كاملاً يطلب فيه معلومات شافية ووافية عما جرى ويجري من اتصالات بين الإدارات الأميركية السابقة والكائنات الفضائية، وأن يكون الملف مكتملاً، لا سيما جهة قصص الأطباق الطائرة.
على أنه في الثاني والعشرين من نفس الشهر كان كيندي يتلقى عدة رصاصات في رأسه خلال زيارته لمدينة دالاس بولاية تكساس.
تبدأ القصة من عند الكاتب "وليام ليستر"، ذلك أنه خلال إعداده لكتاب عن كيندي، عثر على وثيقة تثبت أنه بالفعل طلب من جهاز الاستخبارات الـ"CIA"، معلومات مصنفة عالية السرية حول الأميركيين وسكان الكواكب الخارجية، والحصول على تلك الوثيقة جرت به المقادير في عام 2006، أي بعد مرور نحو خمسة عقود على اغتيال كيندي، بحسب قانون "حرية تداول المعلومات"، حيث قام بطلبها رسمياً بعد رفع السرية عنها ضمن طائفة أخرى من الوثائق.
هل كان هناك من يخشى وصول كيندي لمعلومات بعينها، ولهذا كان لا بد من إزاحته من الطريق، وهل مسألة علاقة كيندي بالفضائيين تلقي بظلال رمادية إن لم تكن سوداء على مآلات المشهد الأميركي الرئاسي ومنذ ذلك الوقت وحتى الساعة.
من أسرار كيندي إلى أوباما
ليس سراً القول إن مجمع الاستخبارات الأميركية، والذي يتجاوز ست عشرة وكالة معلنة، في مقدمتها الاستخبارات المركزية، المنوط بها أعمال العالم الخارجي، ووكالة الأمن الوطني NSA، وهذه مكلفة بالفضاء السيبراني، عطفاً على الوكالات غير المعروفة، وهي موجودة حكماً في الداخل الأميركي، وكونها غير معروفة، لا يعني أنها غير موجودة.
ومن الطبيعي القول، إن خيوط وخطوط الاستخبارات في ولاية كيندي اليتيمة والتي لم يمهله القدر إكمالها، كانت بين يدي نائبه ليندن جونسون، والذي يشير الكاتب الأميركي الشهير وليم مانشتر في نهاية كتابه المعنون "موت رئيس"، إلى أن الاستخبارات المركزية، هي من كان السبب الرئيس وراء اغتيال كيندي، الأمر الذي فتح الباب واسعاً للتساؤل: هل أراد مجمع الاستخبارات على تعدد أطيافه، وتنوع أطرافه، قطع الطريق على كيندي كي لا يعرف أبعاداً تخفيها تلك الوكالات؟
بحسب الوثيقة التي يحدثنا عنها ليستر، فإن مدير الاستخبارات الأميركية في وقتها كتب أن "لانسر" وهو الاسم الحركي لكيندي لدى مجمع الاستخبارات، "قدم بعض الاستفسارات حول أنشطتنا، لا يمكن السماح بها". وأردف بكلمات يفهم منها خطورة المشهد إذ أضاف "قم بطرح آرائك قبل نهاية أكتوبر، تصرفك مهم جداً لسلامة المجموعة".
هل كانت تلك الكلمات إيذاناً بنهاية كيندي، وهل كانت السيدة "بابوشكا" هي العنصر الخفي، الأرضي أو الفضائي في ساعة تصفية كيندي؟
من السيدة بابوشكا هذه؟
باختصار غير مخل، إنها شخصية سيدة ظهرت في موقع اغتيال كيندي، ولم يُعثر عليها، وكأنها كائن هلامي، تبخر في سماوات الحدث الغامض، مما زاد من إشكالية اغتيال كيندي.
لماذا كان كيندي مهتماً بالحصول على معلومات عن الفضائيين وأطباقهم الطائرة وكائناتهم الخفية، إن كان لهذا كله نصيب من الصحة؟
هناك من يرى أن كيندي كان يخشى أن تكون القصة كلها تدور في إطار المجمع الصناعي العسكري ومخترعاته السرية من أسلحة حديثة تعطل جهوده للتقارب مع الروس، إذ قد يعتبر السوفيات أن التعاون والانفتاح الدبلوماسي اللذين أظهرهما كيندي، ليس إلا غطاء لإعطاء فرصة لتلك البرامج الفضائية للتجسس بشكل أوسع على السوفيات.
هناك كذلك وثيقة أخرى ضمن الوثائق المفرج عنها عام 2006 تشير إلى أن كيندي، كان يفكر جدياً في التعاون مع السوفيات من أجل استكشاف الفضاء سوياً، الأمر الذي سيعطل وبلا شك برامج النخبة العسكرية الصناعية، التي حذر منها إيزنهاور في خطاب الوداع قبل أن يترك منصبه.
وهناك من يجزم بأن كيندي أراد تلك المعلومات، لكي يدعم برنامج وكالة ناسا، لا سيما أنه كان في مقدمة الحالمين ببلوغ الأميركيين القمر، قبل أي شعوب العالم، ومن غير أن يعني ذلك عدم اهتمامه بالروايات الشعبوية الرائجة في أميركا في تلك الحقبة، ووسط شهود يبلغون الآلاف، كانوا قد خبروا عن رؤيتهم العينية لتلك الكائنات، وهناك من ادعى أن تلك المخلوقات قد اختطفته بالفعل، وبعضهم عاد محملاً بقوى جسمانية وذهنية خارقة. وفي كل الأحوال ربما كانت قصة كيندي مع الفضائيين إنذاراً ودرساً مهولاً ومريعاً لكل من تلاه من رؤساء أميركا وحتى الساعة... ما الذي نعنيه بهذا الحديث؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كلينتون يتهرب وسنودن ينكر
أين الحقيقة وأين الخيال في القصة التي نحن بصددها؟
الجواب غامض، وأغلب الظن أن ما يعلن رسمياً حتى الساعة لا يعبر عن أبعاد الحقيقة التي بات الرؤساء الأميركيون يتهربون من التصريح عنها، بل ربما يخشون من الاقتراب منها، خوفاً من تكرار سيناريو كيندي.
قبل دخوله البيت الأبيض عام 1992، وعد حاكم أركنساس، المرشح الديمقراطي الشاب الوسيم بيل كلينتون جموع الشعب، بأنه حال نجاحه فإنه سيكشف أبعاد ما تعرفه الدولة الأميركية العميقة عن الفضائيين، وسيجعل المعلومات متاحة للجميع، وينهي أزمنة الغموض غير الخلاق من وقت إيزنهاور.
غير أن كلينتون، وعلى الرغم من بقائه في البيت الأبيض ولايتين، أي ثماني سنوات فإنه لم يجرؤ على التحدث بحرف واحد عما في جعبة بلاده من أسرار تخص الفضائيين.
خرج كلينتون من البيت الأبيض، ثم جاء باراك أوباما بعد بوش الابن، ورفض أيضاً مجرد الإدلاء بمعلومات حول سجلات الكائنات الفضائية، وما يعرفه عن هذه الأمور، من خلال منصبه الرئاسي الذي يتيح له الاطلاع، أو هكذا يجب أن يكون على كافة أسرار الدولة.
غير أن أوباما وفي إحدى حلقات البرنامج المسائي الذي يقدمه المحاور الكوميدي جيمي كيميل، وعندما ذكره الأخير بأن كلينتون صرح بأنه راجع تلك السجلات ولم يعثر على دليل وجود الكائنات الفضائية، علق أوباما تعليقاً ساخراً ومثيراً للتفكير، وتقليب الأمر على أوجهه المتعددة، فقد قال "هذا ما يرشدوننا لقوله"... من هم هؤلاء ولماذا يفعلون ذلك، وهل كان بوصفه رئيساً غير قادر على مجابهتهم؟
ولكي يزداد المشهد غموضاً، جاء إدوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي والمتهم بالتجسس، يشير إلى أن أرشيف الاستخبارات الأميركية لا يعلم إذا ما كان هناك كائنات فضائية أو حياة خارج كوكب الأرض.
هل كلام سنودن قاطع؟ بالطبع لا، لأن هناك من هو أعلى منه مكانة وتصريحاً ولا يدري حقيقة الأمر.
ماذا عن الجانب العلمي من هذه القضية، هل هناك حياة خارج الأرض، كيف التخاطب مع تلك الكائنات، وهل وصلت البشر رسائل بالفعل فُكت شفرتها، ولماذا حذر العالم البريطاني الشهير ستيفن هوكينغ من التواصل مع تلك الكائنات؟
تلك أسئلة تحتاج إلى بحث آخر...