في لقاء افتراضي عبر منصة اتصال رقمية، أطل وزير المالية السعودية محمد الجدعان، عبر حوار مطول في مؤتمر "يورومني" الشهير الذي يقام للمرة الأولى افتراضياً، كجزء من استجابة المناسبات الدولية لضرورة التباعد الاجتماعي في ظل الأزمة الصحية التي يشهدها العالم.
وتحدث الوزير السعودي عن استجابة بلاده لتأثيرات فيروس كورونا المستجد، ومستقبل البلاد اقتصادياً بعد الخروج من الأزمة، وجدول أعمال قمة الـ 20 المرتقبة بعد أشهر قليلة من الآن.
التعافي من كورونا
قال الجدعان إن الرياض أعادت بناء خططها استجابة لارتدادات فيروس كورونا الذي حلّ على جدول الأعمال الاقتصادية بشكل غير متوقع، إلا أن الاستجابة كانت متوازنة، إذ لم تتأثر الاستثمارات في البنى التحتية والمشاريع البعيدة، وأضاف "استجابتنا لتبعات كورونا كانت متوازنة، بدليل أنّا أطلقنا أول صندوق لدعم الصادرات في البلاد ونحن لا نزال في مرحلة التعافي، وأطلقنا مشاريع خصخصة جمعنا من خلالها 11 مليار ريال (311 مليار دولار)، وما نزال ملتزمين بمواصلة الاستثمار في البنى التحتية والمشاريع البعيدة التي لم تتأثر".
وأشاد الوزير السعودي بسياسة الاستثمار في بلاده عطفاً على أدائها في الجائحة، مؤكداً أن "الاستثمارات السعودية أثبتت نجاحها في هذه الأزمة، وأسهمت في توفير السيولة بشكل كاف لاحتواء التبعات الاقتصادية، بالرغم من أن الأزمة حضرت بشكل غير محسوب على جدول الأعمال".
وأضاف "قدمنا دعماً للقطاع الخاص بلغ 218 مليار ريال (58 مليار دولار)، ولدينا 70 ملياراً (18.66 مليار دولار) من السيولة يمكن ضخها للقطاع الخاص لتسيير أعماله إذا تطلب الأمر"، مؤكداً أن اقتصاد بلاده يعطي مؤشرات إيجابية حول بدء تعافيه.
رؤية 2030
واستعرض الوزير السعودي ما أنجزته المؤسسة الاقتصادية السعودية من أهداف رؤيتها للتحول "رؤية 2030"، بالرغم من التحديات التي جعلت من العام الحالي، بحسب وصفه، "السنة الأصعب"، وأضاف "سنة 2020 كانت الأصعب اقتصادياً على الإطلاق، إلا أننا نجحنا في حماية المشاريع الاستراتيجية من التأثر، وحققنا نمواً ملحوظاً في عدد من ركائز الرؤية".
واستعرض الجدعان الأرقام التي حققها القطاع السياحي السعودي هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، قائلاً إنه "في الوقت الذي كان النمو في قطاعات مثل السياحة والمال والتكنولوجيا يتراوح بين ثلاثة وثمانية في المئة خلال الأعوام السابقة، حققنا قفزات في بعض هذه القطاعات يصل إلى عشرة في المئة، كما هو الحال في القطاع السياحي".
مجموعة الـ 20
وأشاد الجدعان بالاستجابة السريعة لدول مجموعة الـ 20 التي تتولى السعودية رئاسة دورتها هذا العام، مؤكداً أنه "للمرة الأولى في التاريخ عقدنا أول قمة افتراضية في الربع الأول من هذا العام، بجدول أعمال ومهمات واضحة لدعم الدول الفقيرة، إذ جمعنا من خلالها 21 مليار دولار قبل نهاية مايو (أيار)"، بالرغم من الانخفاض الذي عانته موازنات دول العالم والذي بلغ بحسب الوزير 20 في المئة.
مؤكداً استعداد بلاده لاستضافة القمة بـ "جدول أعمال قوي تم التحضير له استعداداً لنوفمبر (تشرين الثاني)."