أعلن الفرقاء الليبيون، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية بعد جولة مفاوضات بدأت قبل أيام في بوزنيقة بالمغرب.
ويشارك في المفاوضات المجلس الأعلى للدولة، المنبثق عن اتفاق الصخيرات والموالي لحكومة الوفاق الوطني في العاصمة الليبية طرابلس، ومجلس النواب الذي يعمل انطلاقاً من مدينة طبرق الساحلية في الشرق ويؤيد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
وجاء في البيان الختامي المشترك "هذه اللقاءات جرت في أجواء ودية وأخوية يسودها التفاهم والتوافق أسفرت عن اتفاق شامل حول المعايير والآليات الشفافة والموضوعية لتولي المناصب السيادية".
وأضاف البيان الذي تلاه عضو مجلس النواب إدريس عمران أن "الطرفين اتفقا أيضاً على استئناف هذا الحوار في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي من أجل استكمال الإجراءات اللازمة التي تضمن تنفيذ وتفعيل هذا الاتفاق".
ودعا الطرفان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم "جهود المملكة المغربية الرامية إلى توفير الظروف الملائمة، وخلق المناخ المناسب للوصول إلى تسوية سياسية شاملة في ليبيا".
وأشار الطرفان إلى أن "ما وصلت إليه الأوضاع في البلاد، على مختلف المستويات والصعد، من حالة شديدة الخطورة، باتت تهدد سلامة الدولة ووحدة أراضيها وسيادتها، نتيجة التدخلات الخارجية السلبية، التي تؤجج الحروب والاصطفافات المناطقية والجهوية والإيديولوجية".
كما أكدا أن لقاءاتهما "جاءت تطبيقاً لنص المادة 15 من الاتفاق السياسي الليبي الموقع بالصخيرات، وتأكيداً على مخرجات مؤتمر برلين، التي تدعم الحل السياسي، وبناء على قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".
وكانت المحادثات استؤنفت، الخميس، بعد توقف دام يوماً واحداً فقط.
وخرج الطرفان مساء الثلاثاء ببيان مشترك أشارا فيه إلى أن الحوار السياسي الليبي يسير في شكل "إيجابي وبناء"، وحقق "تفاهمات مهمة"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل.
الأمم المتحدة ترحب
رحبت الأمم المتحدة بالمحادثات، كما رحبت بالاجتماع التشاوري الذي انعقد في سويسرا في اليومين الماضيين.
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان، "بناء على هذه المشاورات بما فيها تلك الجارية بالمغرب، وعقب أسابيع مكثفة مع الأطراف الرئيسة الليبية والدولية، ستطلق البعثة الترتيبات اللازمة لاستئناف الحوار السياسي الليبي الشامل".
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته ودعم عملية الحوار السياسي.
وقف إطلاق النار
وتشهد ليبيا فوضى وأعمال عنف منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، خلال انتفاضة دعمها عسكرياً حلف شمال الأطلسي. وتفاقمت الأزمة العام الماضي بعدما شن حفتر هجوماً للسيطرة على مقر حكومة الوفاق في طرابلس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيطرت قوات حكومة الوفاق المدعومة من تركيا أخيراً على كل الغرب الليبي، إثر معارك استمرت أكثر من عام، وانتهت مطلع يونيو (حزيران) بانسحاب قوات حفتر من محيط طرابلس وسائر المناطق التي كان يسيطر عليها في غرب وشمال غربي البلاد.
وتوقفت المعارك في محيط مدينة سرت الاستراتيجية التي تعد بوابة حقول النفط وموانئ التصدير في الشرق الليبي.
وفي 22 أغسطس (آب) أعلنت السلطتان المتحاربتان في بيانين منفصلين وقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل، وتنظيم انتخابات العام المقبل في أنحاء البلاد، ورحبت الأمم المتحدة بـ "التوافق المهم" بين الطرفين.
واستضافت المملكة المغربية في الصخيرات عام 2015 محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة، توصل طرفا النزاع خلالها إلى اتفاق سياسي تشكلت بموجبه حكومة الوفاق الوطني.