دعت جمعيات صناعة السيارات في أوروبا وبريطانيا، يوم الاثنين الجانبين إلى إبرام اتفاقية تجارية بشكل عاجل، محذرة من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي غير المنضبط سيكلف القطاع 110 مليارات يورو (130 مليار دولار) في التجارة المفقودة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
قبل أقل من أربعة أشهر من انتهاء الفترة الانتقالية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في ديسمبر (كانون الأول)، دخلت محادثات الجانبين بشأن اتفاق تجاري لعام 2021 فصاعداً في أزمة، بعد أن قدمت بريطانيا خطة لكسر اتفاقية الطلاق التي وقعها الجانبان في يناير (كانون الثاني) الماضي.
صورة قاتمة للدمار
وبحسب جمعيات صناعة السيارات البريطانية والأوروبية، فإن ذلك قد يكلف مصانع الاتحاد الأوروبي 57.7 مليار يورو (68.4 دولار أميركي) والمصانع البريطانية 52.8 مليار يورو (68.2 مليار دولار أميركي). وقال مايك هاوز الرئيس التنفيذي للجمعية البريطانية لمصنعي وتجار السيارات لـ"رويترز"، "هذه الأرقام ترسم صورة قاتمة للدمار الذي سيتبع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق".
ومن بين الجمعيات التي وقعت على البيان الجمعية البريطانية لمصنعي وتجار السيارات، ورابطة مصنعي السيارات الأوروبية، والرابطة الأوروبية لموردي السيارات، والرابطة الألمانية لصناعة السيارات. وسيشهد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تطبيق تعريفات منظمة التجارة العالمية على التجارة عبر القناة الإنجليزية، مما يزيد من الضغط على صناعة السيارات في أوروبا التي تعاني بالفعل من التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس كورونا.
وقالت روابط صناعة السيارات إن التعريفات الجمركية، التي تبلغ 10 في المئة للسيارات وتصل إلى 22 في المئة للشاحنات والشاحنات الصغيرة، سوف تحتاج "بالتأكيد" إلى تمريرها إلى المستهلكين. ستأتي هذه الخسائر على رأس ما يقدر بنحو 100 مليار يورو (118 مليار دولار أميركي، من قيمة الإنتاج المفقودة في المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي حتى الآن هذا العام، حيث انخفضت مبيعات السيارات خلال الوباء.
وكانت تسجيلات سيارات الركاب الجديدة في الاتحاد الأوروبي قد انخفضت بنسبة 38 في المئة في النصف الأول من عام 2020، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب "فاينانشال تايمز"، بينما شهدت المبيعات في بريطانيا انخفاضاً بنسبة 49 في المئة في الفترة ذاتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما شهد إنتاج السيارات في المملكة المتحدة انخفاضاً بنسبة 20.8 في المئة على أساس سنوي في يوليو (تموز) 2020، حيث أعاقت إجراءات التباعد الاجتماعي وعدم اليقين الاقتصادي المستمر الجهود المبذولة لزيادة الإنتاج.
وبحسب "أوتو إكسبرس"، تم بناء ما مجموعه 85696 سيارة في المملكة المتحدة في يوليو 2020، بانخفاض من 108239 في الشهر نفسه من العام الماضي. في حين انخفض التصنيع لسوق التصدير بنسبة 16.8 في المئة.
وقالت الرابطة الأوروبية لمصنعي السيارات إن تسجيلات السيارات الجديدة تراجعت بأكثر من النصف عن العام السابق إلى 570 ألفاً من 1.3 مليون وهي الأسوأ منذ عام 1990. وانخفضت مبيعات السيارات الأوروبية إلى أدنى مستوى لها في 30 عاماً، مما يعكس الضرر الاقتصادي الناجم عن عمليات الإغلاق بسبب كورونا.
ويذكر أن جائحة كوفيد - 19 قد تسببت في إغلاق كل مصنع رئيسي في أوروبا وأميركا الشمالية بعد أن أغلقت شركات صناعة السيارات مواقعها لحماية العمال وبسبب انخفاض مستويات الطلب.
شهر مارس (آذار)، كان الأقسى على صناعة السيارات، مما دفع شركات التصنيع إلى تحويل مئات الآلاف من العمال نحو برامج الأجور الحكومية وسحب عشرات المليارات من الدولارات من الديون في محاولة للتغلب على الإغلاق الذي تسبب به الوباء مُحدثاً أكبر تراجع في مبيعات السيارات في جميع أنحاء أوروبا الغربية بنحو الثلثين، وفقاً لبيانات كل دولة على حدة.