بريطانيا تنوي فرض غرامات على منتهكي العزلة الذاتية

تنوي الحكومة البريطانية في إطار مواجهتها تفشي فيروس كورونا، معاقبة منتهكي قواعد العزل الذاتي، من خلال فرض غرامات عليهم، وذلك بموجب قوانين جديدة تردد أن وزراء ينظرون فيها الآن، في محاولة لوقف الارتفاع الملحوظ في عدد الإصابات بعدوى "كوفيد - 19" في البلاد.

واستناداً إلى ما ذكره مصدر حكومي لصحيفة "تايمز"، فقد ناقش الوزراء كذلك مسألة إنشاء خط ساخن للإبلاغ عن حالات الإخلال بالشروط المفروضة على الأشخاص الذين تم تحديدهم على أنهم معرضون لحمل الفيروس.

وقد تم أخيراً منح الشرطة البريطانية سلطة إصدار غرامة بقيمة ألف جنيه إسترليني (حوالي 1280 دولاراً أميركياً)، في حق أي شخص يخالف أمر الحجر الصحي الإلزامي لمدة أربعة عشر يوماً بعد وصوله إلى بريطانيا قادماً من بلدان تواجه ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالفيروس.

وذكر في المقابل، أن فكرة توسيع نطاق فرض الغرامات ليشمل الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض العدوى أو كانوا على اتصال بشخص مصاب، ما زالت في مرحلة "الاستكشاف".

لكن على الرغم من ذلك، ما زال من غير الواضح مدى الإمكانية التي يمكن فيها تطبيق مثل هذه التدابير في حال تم تفعيلها، في وقت لم يتم تغريم سوى أربعة وثلاثين شخصاً فقط بسبب خرقهم الحجر الصحي بعد عودتهم من السفر، منذ تطبيق الإجراء.

وقد حذر أفراد في الشرطة من أنهم لا يملكون القدرات الكافية لفرض القيود المتعلقة بـ"قاعدة الستة" الجديدة (حظر التجمعات لأكثر من 6 أشخاص كحد أقصى في مكان واحد) والتي دخلت حيز التنفيذ في بريطانيا اعتباراً من يوم الاثنين الفائت.

وتفيد المعلومات بأن الخطة التي تقدم عليها الحكومة هي جزء من نهج "العصا والجزرة" المتبع، الذي سيشمل أيضاً دفع مبالغ أكبر للأفراد الذين يجبرون على البقاء في المنزل في فترة الحجر. ففي الشهر الماضي، اضطُر وزير الصحة مات هانكوك إلى الدفاع عن المبلغ الذي كانت الحكومة تدرس تقديمه للمواطنين الذين يحجرون أنفسهم، والذي بلغ في بعض الحالات ما يعادل 13 جنيهاً استرلينياً (حوالي 16.65 دولار) فقط في اليوم.

وتعليقاً على تقرير صحيفة "تايمز"، طالب وزير الصحة في حكومة الظل "العمالية" جوناثان أشوورث الحكومة بتحسين الدعم المالي للأفراد الذين يقومون بعزل أنفسهم. وكتب في هذا الإطار عبر حسابه على "تويتر" متسائلاً: "ماذا عن تقديم دعم مالي مناسب يضمن الحماية للأفراد المضطرين إلى تطبيق العزل الصحي لكنهم يخشون من فقدان وظائفهم أو رواتبهم؟".

وتأتي توقعات فرض غرامات جديدة على منتهكي الحجر وسط مخاوف من أن تشهد البلاد ارتفاعاً في حالات الإصابة بالفيروس على المستوى الوطني، بعدما تم تسجيل 3539 إصابة جديدة يوم الجمعة الفائت، وهو أعلى رقم يومي منذ شهر مايو (أيار).

وفي هذا السياق، حذرت البروفيسورة إيفون دويل المديرة الطبية لـ"هيئة الصحة العامة في إنجلترا"، من أن تزايد الحالات اليومية للإصابات بعدوى كورونا يأتي ليذكر "بالخطر المستمر الذي يسببه انتشار الفيروس في جميع أنحاء المملكة المتحدة". وقالت إنه "على الرغم من أن فئة الشباب لا تزال تشكل القسم الأكبر من الحالات الجديدة للإصابات، إلا أننا بدأنا نلاحظ الآن وجود إشارات مقلقة في ما يتعلق بالإصابات التي تطاول الكبار في السن، الذين يواجهون خطراً أكبر لجهة الإصابة بأمراض خطيرة.

وخلصت دويل إلى القول: "ينبغي على الناس أن يواصلوا اتباع قواعد التباعد الاجتماعي، وغسل اليدين بانتظام، وارتداء قناع وقاية الوجه في الأماكن المغلقة. ويجب على أي فرد تفادي الاختلاط مع الآخرين في حال تعرضه لوعكة صحية".