أكد بيل غيتس أنه لم يعد ممكناً الوثوق بأهم سلطتين أميركيتين في ميدان الصحة العامة وطريقة استجابتهما لفيروس كورونا المستجد بعدما استسلمتا لضغوط سياسية من إدارة ترمب.
وتساءل الملياردير الرائد في مجال صناعة البرمجيات عما إذا كان بالإمكان وضع الثقة في لقاحٍ مضاد لفيروس كورونا تُوافق عليه "إدارة الغذاء والدواء" واعتباره آمناً وفعالاً، لافتاً إلى "إقصاء" البيت الأبيض "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها".
وفي لقاء له على قناة "بلومبيرغ" التلفزيونية صباح الثلاثاء، اعتبر السيد غيتس أن "إدارة الغذاء والدواء" فقدت صدقيتها بعدما بالغ مفوضها، السيد ستيفن هان، بذكر فوائد مصل الدم (البلاسما)، ثم عاد وتراجع عنها في اليوم التالي.
"على مر التاريخ، كانت "إدارة الغذاء والدواء" هيئة تنظيمية متميزة أسوة بـ"مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الذي كان يُعد الأفضل في العالم. لكن ماذا عن الثغرات الملحوظة في أحاديث المفوضين أخيراً وبياناتهم"؟
"فقد أثبتت لنا التصريحات العشوائية عن مصل الدم أن الضغط على الناس لقول أشياء إيجابية يؤثر في صدقيتهم ويدفع بهم للتفوه بكلام عار عن الصحة. وعليه، يُمكن القول إن "إدارة الغذاء والدواء" فقدت الكثير من "صدقيتها" على قول السيد غيتس.
وكان دونالد ترمب قد ادعى بأن لقاحاً ضد كوفيد-19 سيتوفر قبل الانتخابات المرتقبة في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين أكد كل من جو بايدن وكامالا هاريس عدم ثقتهما بأي لقاح مرشح تُسرع إدارة الرئيس عملية تطويره.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقابلة أخرى على "سي أن بي سي" يوم الثلاثاء، استبعد السيد غيتس أن يكون اللقاح المنتظر جاهزاً قبل ديسمبر (كانون الأول) أو يناير (كانون الثاني) على أقل تقدير، متوقعاً أن تكون "فايزر" (Pfizer) التي طلبت من "إدارة الغذاء والدواء" تمديد أمد مدتها التجريبية الأخيرة، الشركة الوحيدة التي ستسعى للحصول على ترخيص طارئ بحلول أكتوبر (تشرين الأول).
أضاف السيد غيتس أن التدخلات السياسية في "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" قلصت قدرته على الاستجابة بفعالية لجائحة كورونا، مردداً رأي نواب الحزب الديمقراطي الذين فتحوا تحقيقاً في الإدعاءات المتعلقة بتدخل إدارة ترمب في شؤون الوكالة.
"الحقيقة أن "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" مُستبعد عن سباق لقاحات كورونا والسبب، خروج المسألة عن سلطة الخبراء وتركزها في يد الموجودين في البيت الأبيض وهم ليسوا علماء أوبئة"، وفق ما ذكره السيد غيتس لـ"بلومبيرغ".
وشن مؤسس "مايكروسوفت" حملة إعلامية صاعقة على مدار الأسبوع الماضي لانتقاد أوجه تعامل كل من إدارة ترمب والوكالات الحكومية الفيدرالية والقيادة الأميركية عموماً مع جائحة كورونا، عند هذا الحد. ففي حديثٍ مع "ستات نيوز"، أشار السيد غيتس إلى أن كل خطوة من خطوات الاستجابة الأميركية كانت سيئة وفي غير محلها: "أنا في صدمة، لا أستطيع تصديق واقعة أننا سنكون من بين الأسوأ في العالم".
وفي أثناء ذلك، أطلت زوجة السيد غيتس، ميليندا، في برنامج "أكسيوس أون أتش بي أو" وأوضحت أن معدل الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أعلى من أي دولة أخرى، عازية سبب ذلك إلى "نقص في القيادة" (غياب القدرة على توجيه دفة الأمور).
"بصراحة، أرى أن قيادتنا تعاملت بشكل فظيع مع هذه المسألة وأرى أيضاً أنه لا ينبغي أبداً تسييس العلم، لأن العلم هو الوصول إلى فهم أعمق للحقائق"، بحسب قولها.
وبالعودة إلى السيد غيتس، فقد أفاد لـ "نيويورك ماغازين" بأنه كان من الممكن للولايات المتحدة أن تقدم أفضل استجابة لفيروس كورونا لولا "الحماقة التي انفردت بها".
"أعني، هذا جنون. فقد انتهى بنا الحال أسوأ من الأنظمة الصحية التي أنفقت نصف المبالغ التي أنفقناها والدول التي ليس لديها "مركز للسيطرة على الأمراض والوقاية منها".
وإلى صحيفة "نيويورك تايمز"، كشف السيد غيتس عن ممارسته ضغوطاً على البيت الأبيض والكونغرس من أجل تخصيص 4 مليارات دولار إضافية كحوافز إغاثة حتى يتسنى للدول الفقيرة الحصول على لقاحات مضادة للفيروس.
"علي أن أتصل بهؤلاء الأشخاص وأُقنعهم بأن هذه الخطوة منطقية للغاية – فأنا أظن بأنها كذلك حقاً"، علق السيد غيتس خاتماً.
© The Independent