باشرت الشرطة اليونانية، صباح الخميس 17 سبتمبر (أيلول)، نقل آلاف المهاجرين المشرّدين منذ احتراق مخيم موريا، إلى مخيم جديد "مؤقت"، وفق ما وعدت به الأمم المتحدة وأثينا اللتان أشارتا إلى أن نقل المهاجرين بشكل نهائي من جزيرة ليسبوس قد يتم بحلول عيد الفصح.
وأفادت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية بأن مئات الأشخاص كانوا يصطفون أمام المخيم الجديد ظهراً، الواقع في كارا تيبي قرب ميناء ميتيليني، والجاهز لاستيعاب ما لا يقلّ عن 8000 لاجئ.
حضور كبير للشرطة
وعند الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، جالت عناصر الشرطة التي جاءت بأعداد كبيرة على الخيام بهدوء، من أجل إخلاء المشرّدين ونقلهم إلى المخيم الذي أقيم على عجل بعد الحريق الذي وقع قبل أسبوع.
وتحت أشعة الشمس الحارقة ووسط بكاء الأطفال، قام عدد كبير من اللاجئين بطيّ بطانياتهم وحمل الحقائب التي وضعوا فيها حاجاتهم الناجية من النيران، فيما همّ آخرون بتفكيك الخيام المثبتة على الإسفلت، كما توجهت النساء والأطفال إلى حاجز الشرطة، حاملين صرّة أمتعتهم على ظهورهم.
وقال المتحدث باسم الشرطة ثودوروس كرونوبولوس، لوكالة الصحافة الفرنسية، "الهدف هو حماية الصحة العامة"، مؤكداً وجود "عملية جارية" كي "تستجيب لغايات إنسانية". وأشار إلى أن حوالى 70 شرطية يشاركن، وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها الشرطة، شرطيات يرتدين الزي الأبيض وهنّ يتحدثن مع الأسر والنساء اللاجئات.
منع "أطباء بلا حدود" من الدخول
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ اندلاع الحريق في مخيم موريا، الذي كان يضم 13 ألف لاجئ معظمهم من أفغانستان وسوريا وبلدان أفريقية مختلفة، في ظروف مأساوية، انتقل آلاف الأشخاص للعيش في ملاجئ مؤقتة على قارعة الطريق أو في مواقف سيارات تابعة لمراكز تسوّق مغلقة.
ومُنعت منظمة "أطباء بلا حدود"، التي أقامت عيادة للطوارئ في المنطقة، من الوصول إلى موقعها ليلاً، بينما سرت شائعات عن عملية إجلاء، وفق ما ذكر مصدر في المنظمة لوكالة الصحافة الفرنسية، وكان لا يزال من المتعذّر الوصول إلى العيادة عند الساعة 7:30 صباحاً.
وكتبت المنظمة غير الحكومية في تغريدة على "تويتر"، "تجري عملية للشرطة لنقل اللاجئين إلى المخيم الجديد. ولا يتعيّن على ذلك منع المساعدة الطبية".
استئناف إجراءات اللجوء
وأتى حريق على مخيم موريا، وهو الأكبر في أوروبا وأقيم قبل خمس سنوات في خضم أزمة المهاجرين، وتم التخطيط له بحسب السلطات اليونانية التي اعتقلت ستة شبان أفغان ووجهت لائحة اتهام إلى أربعة منهم بتهمة "الحرق المتعمّد".
وتعمل السلطات اليونانية والأمم المتحدة على إنشاء مخيم جديد منذ السبت، يمكن من خلاله استئناف إجراءات اللجوء، على حد قولهم، فيما يرفض عدد من طالبي اللجوء دخول المخيم الجديد، قائلين إنهم يخشون الانتظار لأشهر ليتم نقلهم إلى مرافق في البر الرئيس لليونان، أو أي بلد أوروبي آخر. وبحسب عدد من العاملين في المجال الإنساني، وصل الأربعاء إلى المخيم الجديد، مئات اللاجئين يدفعهم الإرهاق نتيجة بقائهم منذ أسبوع في الشارع، تحت أشعة الشمس الحارقة من دون أي مرافق صحية. وقالت وزارة الهجرة إن حوالى 1200 مهاجر انضموا إلى مخيم الطوارئ الثلاثاء، الذي أقيم على مقربة من مخيم موريا المدمّر.
إصابات بكورونا
ومساء الأربعاء، نُصبت 1000 خيمة، تتّسع كل منها لثمانية إلى 10 أشخاص، كما من المقرر وضع خيام طبية وتخصيص منطقتين للحجر الصحي، بينما تم تسجيل عشرات الإصابات بفيروس كورونا، ولكنها ليست خطيرة حتى الآن.
وقال ممثل مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في اليونان فيليب لوكلير، الأربعاء، إن الهدف من هذا المخيم "المؤقت" الجديد هو تمكين اللاجئين من "مغادرة الجزيرة تدريجاً وبهدوء إلى أثينا"، أو "إعادة توطينهم في مكان آخر". وأضاف، "المفوضية تحثّ السلطات (اليونانية) على تسريع الإجراء (طلبات اللجوء) حتى لا يمكث الناس فترة طويلة هنا".
وقدّر وزير الحماية المدنية اليوناني ميخاليس خريسوشويديس، أن "نصف" المهاجرين قد يغادرون ليسبوس "بحلول عيد الميلاد" و"الآخرين بحلول عيد الفصح".