ذكرت وكالة الفضاء الأميركية،"ناسا"، إن الشمس قد دخلت "دورة شمسية" جديدة. تُسمى رسمياً "الدورة الشمسية رقم 25" (Solar Cycle 25)، وتؤشر إلى أننا سنشهد زيادة في ظواهر ما يُعرف بـ"الطقس الفضائي" space weather، من شأنها أن تخلف تأثيرات في أجهزة التكنولوجيا الموجودة على الأرض، وتشكل خطراً على سلامة رواد الفضاء الذين ينفذون مهمات مأهولة.
ويرى الخبراء أن هذا الاكتشاف سيشكل عاملاً رئيساً للحرص على جاهزية العالم لمواجهة مختلف المشكلات والتعقيدات التي يمكن أن تطرأ نتيجة ذلك التغير في "الطقس الفضائي".
تذكيراً، تمتد دورة النشاط الشمسي حوالى 11 عاماً، وتتحرك النجمة بصورة دورية من السكون إلى الحركة، ثم تعود إلى الهدوء. تُعرف فترات النشاط تلك بـ"الطقس الشمسي" solar weather، ومع أن الخبراء عملوا على مراقبة التغيرات الدورية في خواص الشمس طوال مئات السنين، ما زالت عملياتها والتأثيرات المترتبة عليها محاطة بكثير من الغموض.
معلوم أن في مقدور التغيرات التي يمر بها الطقس الشمسي أن تترك تأثيرات واسعة النطاق: مثلاً، يمكن أن يتعرض رواد الفضاء الموجودون في وجهات لا تتمتع بحماية المجال المغناطيسي للأرض لكميات خطيرة من الأشعة الكونية، كذلك في وسع تلك التحولات أن تسبب مشكلات كبيرة في تقنيات الاتصالات اللاسلكية على الأرض. لذا، أشار الخبراء إلى أن بداية الدورة الشمسية الجديدة هي فرصة لوضع خطط للتصدي للتغيرات المتوقعة في السنوات المقبلة.
وقال جيك بليشر، كبير العلماء في "إدارة مهام الاستكشاف والعمليات البشرية" في مقر وكالة "ناسا": "لا يوجد طقس سيء، بل فقط استعدادات سيئة. طقس الفضاء هو ما هو عليه – وواجبنا اتخاذ الاستعدادات اللازمة".
وذكرت "ناسا" أن الحد الأدنى من الطاقة الشمسية الذي يؤذن بنهاية الدورة السابقة حدث فعلاً في ديسمبر (كانون الأول) 2019. بيد أن التغيرات الشمسية تشي بأن التوصل إلى معرفة أكيدة في هذا الشأن ربما تستغرق أشهراً من الزمن.
عندما تتجه الشمس صوب دورتها الجديدة، يمكن أن تقود إلى حوادث دراماتيكية فوق سطح النجمة- انفجارات عملاقة على شاكلة توهجات شمسية أو انبعاثات كتلية إكليلية coronal mass ejections (انفجارات هائلة من الرياح الشمسية وغيرها من بلازما النظائر الخفيفة والمجالات المغناطيسية). وأشارت "ناسا" إلى أن تلك الظواهر تطلق "أضواء وطاقة ومواد شمسية" في الفضاء الخارجي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال فريدريك كليت، مدير "مركز البيانات العالمي لمؤشر البقع الشمسية والأرصاد الشمسية طويلة المدى"، الذي يتولى رصد تلك البقع الشمسية على سطح الشمس، في هذا الشأن، "لدينا سجل تفصيلي للبقع الشمسية القليلة الصغيرة التي تشير إلى بداية الدورة الجديدة وظهورها".
وأضاف "تلك مقدمات مصغرة للانفجارات الشمسية العملاقة التي سنشهدها في المستقبل. لا يمكننا تعيين نقطة التحول بين دورتين شمسيتين إلا عبر تتبع الاتجاه العام على مدى عدد من الأشهر".
وبحسب توقعات العلماء، سيتصاعد هذا النشاط الشمسي حتى يوليو (تموز) 2025، عندما تصل الشمس إلى حدها الأقصى المرتقب.
ومن المتوقع أن تكون هذه الدورة شبيهة بالدورة السابقة التي كانت دون المتوسط. لكن لا يعني ذلك غياب المخاطر، على ما قال الباحثون.
كذلك تطرق إلى الطقس الفضائي الذي ينتظرنا دوغ بيسكر، عالم في الفيزياء الشمسية في "مركز التنبؤ بالطقس الفضائي" التابع لـ"الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (نوا)، فقال: "مجرد كونها دورة شمسية أدنى من المتوسط، لا يعني غياب خطر نشوب طقس فضائي متطرف. تأثير الشمس في حياتنا اليومية حقيقي وفعلي".
© The Independent