استطاعت المغربية نوميديا المرابط أن تنتزع لقباً كبيراً في عالم الموسيقى في هولندا. إذ أعلنت مساء أمس الجائزة الفنية المعروفة FunX Music Awards أن نوميديا أفضل مغنية في الأراضي المنخفضة لهذا الموسم الفني. لتحمل بذلك لقب "فنانة السنة" في فرع الإناث، وتتقاسم اللقب مع مغني الراب "Boef" الفرنسي المنحدر من أصول جزائرية. (فرع الذكور). واللافت أن الفنانة ذات الأصول المغربية خطفت هذا اللقب وسط منافسة شرسة مع أسماء فنية معروفة بهولندا.
الوصول إلى منصة التتويج بالنسبة إلى نوميديا، ذات العشرين عاماً، كان امتداداً لتتويج سابق، فقبل سنوات وصلت إلى نهائيات جائزة "ذي فويس كيدز" في هولندا وكان عمرها آنذاك 14 سنة. وهذا ما أتاح لها أن تشارك لاحقاً في تظاهرات فنية كبيرة، وتغني أمام ملكة هولندا بياتريكس خلال حفلة تسليم الحكم إلى ابنها. وفي عام 2018 وصلت أغنيتها "ميلي ميلي" إلى المركز السادس ضمن قائمة أفضل 100 أغنية هولندية. وهذا أيضا عزز حضورها في الحياة الفنية الهولندية باعتبارها صوتاً جديداً، له خصوصيته الفنية من جهة، وله نسبة كبيرة من المتابعين.
تنحدر نوميديا من مدينة الحسيمة بمنطقة الريف في المغرب، وتنتمي إلى أسرة فنية، فوالدها هو الفنان الملتزم رشيد المرابط أحد أعضاء فرقة "أجذي". وتمزج في أغانيها بين ثقافتها الأمازيغية وراهن الموسيقى العالمية.
ويرسّخ فوز نوميديا وبويف، واسمه الأصلي سفيان بوسعدية، الحضور اللافت للمواهب العربية في هولندا. إذ يشكل المغاربة مثلاً 11 في المئة من مجموع السكان، وأتيح لعدد منهم أن يتألق ويحظى بمكانة رفيعة داخل هذا المجتمع، في مختلف حقول الشهرة: السياسة والرياضة والفن والثقافة.
ويكفي ذكر أسماء من قبيل الكاتب فؤاد العروي والروائي عبد القادر بنعلي والرسام رشيد بنعلي والشاعر مصطفى ستيتو والروائي حفيظ بوعزة والكاتبة نعيمة البزاز، التي انتحرت الشهر الماضي بعد معاناة من الاكتئاب. فضلاً عن خديجة عريب رئيسة البرلمان، وأحمد أبو طالب عمدة روتردام، والكوميدي نجيب أمهالي، والمصمم كريم دوشي، والملاكم بدر هاري، واللاعبين مبارك بوصوفة وإبراهيم أفلاي ومنير الحمداوي وغيرهم.