أعلنت السلطات الفنزويلية، الخميس 28 مارس (آذار)، حرمان زعيم المعارضة خوان غوايدو من منصبه كرئيس للبرلمان لاتهامه بشبه فساد، وأنّه لم يعد قادراً على ممارسة مهامه كنائب طوال 15 عاماً، وهي المدّة القصوى التي ينصّ عليها القانون.
وقال المراقب العام للدولة إلفيس أموروزو، المكلف السهر على شفافية الإدارة، والقريب من نظام الرئيس نيكولاس مادورو، أنّ غوايدو يتلقّى أموالاً من دول خارجية، إذ لا يبرّر في تصريحاته مصدر أملاكه ونفقاته في فنزويلا وخارجها. أضاف "لقد قام بأكثر من 91 رحلة خارج الأراضي (الفنزويلية)، بكلفة تجاوزت 310 ملايين بوليفار (حوالي 94 ألف دولار)، من دون أن يحدّد مصدر هذه الأموال".
وكان أموروزو أعلن، في 11 فبراير (شباط)، فتح تحقيق بحق غوايدو، طالباً من النيابة العامّة "القيام بالخطوات اللازمة"، من دون أن يعطي حينها تفاصيل إضافية.
وسبق أن اتُخذ التدبير نفسه بحقّ المرشّح للانتخابات الرئاسية في العام 2013 انريكي كابريليس، ومنع بالتالي من الترشّح لانتخابات العام 2018.
في المقابل، ردّ غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً للبلاد بالوكالة واعترفت به حوالي 50 دولة، برفض قرار المراقب العام حرمانه من منصبه، قائلاً إنّ أموروزو "ليس مراقباً... ولا وجود لإجراء عقابي لعدم الأهلية".
وأضاف إنّ البرلمان هو الجهة الشرعية الوحيدة التي تملك سلطة تعيين مراقب، لافتاً إلى أنّ أموروزو عُيّن في منصبه من جانب الجمعية التأسيسية التي أتى بها مادورو لتكون بديلاً عن البرلمان.
الروس في وفنزويلا "طوال المدة اللازمة"
من ناحية أخرى، جدّدت روسيا تأكيدها أنّ وجود خبرائها العسكريين في فنزويلا قانوني، متسلحّةً باتفاقية بشأن التعاون العسكري والتقني بين البلدين تعود إلى العام 2001.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس، إنّ العسكريين الروس سيبقون في كاراكاس "طوال المدة اللازمة، التي تراها حكومة فنزويلا ضرورية"، موضحةً أنّ موسكو "لا تغيّر ميزان القوى في المنطقة ولا تهدّد أحداً".
ورأت زاخاروفا أنّ الانتقادات التي يطلقها مسؤولون أميركيون منذ بداية الأسبوع "محاولة متغطرسة للإملاء على دولتين سيدتين كيف عليهما أن تديرا علاقاتهما". وتابعت "روسيا وفنزويلا ليستا مقاطعتين في الولايات المتحدة". وتأتي هذه التصريحات غداة حضّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب روسيا على "مغادرة" فنزويلا.
وكانت طائرتان تابعتان لسلاح الجو الروسي هبطتا خارج العاصمة كاراكاس، السبت في 23 مارس، وعلى متنَيْهما حوالي 100 عنصر من القوات الروسية و35 طناً من التجهيزات العسكرية، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
الكرملين لترمب: اهتمّ بشؤونك
طلب المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف من ترمب أن "يهتمّ بشؤونه"، مضيفاً "لا نعتقد أنّ على الدول الأخرى أن تقلق بشأن علاقاتنا الثنائية". وأوضح أنّ وجود الروس في كاراكاس يهدف إلى تنفيذ "التزامات تعاقدية" بين البلدين.
وكان الرئيس الأميركي صرّح، مساء الأربعاء، بُعيد استقباله في البيت الأبيض فابيانا روزاليس، زوجة رئيس البرلمان وزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، أنّه "على روسيا أن ترحل". علماً أنّ واشنطن تدعم غوايدو فيما تساند موسكو الرئيس نيكولاس مادورو.
في هذا السياق، شدّد الملحق العسكري في سفارة فنزويلا في روسيا، جوزيه رافايل توريالبا بيريز، على أنّ "الأمر ينحصر في مجال التعاون العسكري والتقني، والوجود العسكري الروسي لا علاقة له بتاتاً باحتمال تنفيذ عمليات عسكرية". وأكّد أنّه من المقرّر أن يزور وزير الدفاع الفنزويلي موسكو في أواخر أبريل (نيسان) المقبل.
وتبادلت روسيا والولايات المتحدة الاتهامات بشأن التدخل في فنزويلا، إذ اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن بالسعي إلى تدبير "انقلاب" في كاراكاس، في حين حذّر نظيره الأميركي مايك بومبيو من أنّ بلاده لن تقف "مكتوفة اليدين" إذا استمرّت روسيا في "مفاقمة التوتر".
انقطاع التيار الكهربائي
تتواصل حالة الشلل في فنزويلا لليوم الرابع على التوالي، بسبب انقطاع التيار الكهربائي في البلاد. وقرّرت الحكومة تمديد التوقّف عن العمل وإغلاق المدارس إلى الخميس، بعدما طرأ عطل جديد على الشبكة الكهربائية.
وكان التيار الكهربائي يعمل بشكل متقطع في كاراكاس ومناطق أخرى، إلّا أنّ عطلاً طرأ صباح الأربعاء ألغى الجهود التي سمحت باستعادته بنسبة 85 في المئة في الليلة السابقة، وفق بيان للحكومة.
وأكّد البيان أنّ سبب العطل اندلاع حريق في محطة غوري في الجنوب، توفّر 80 في المئة من إمدادات الكهرباء، متهمّاً المعارضة بتنفيذ هذا "الهجوم" الذي وصفه بـ "أخطر اعتداء إرهابي في تاريخ فنزويلا".
كذلك دعا غوايدو مؤيديه إلى التظاهر من جديد يوم السبت المقبل، في أنحاء البلاد كافة، للاحتجاج على تدهور الخدمات العامة.
يشار إلى أنّ هذا الانقطاع للتيار الكهربائي هو الثاني خلال ثلاثة أسابيع، بعد الانقطاع الكبير الذي استمرّ من 7 مارس إلى 14 منه.
المكسيك تنفي منحها لجوءاً سياسياً لمادورو
نفت المكسيك عرضها منح لجوء سياسي للرئيس الفنزويلي مادورو، خلال محادثات مع الولايات المتحدة لإيجاد حلّ للأزمة الفنزويلية.
وأكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية المكسيكية روبرتو فيلاسكو، في بيان، إجراء محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وفريقه "لمحاولة تسهيل إقامة حوار في فنزويلا"، لكنّه شدّد في المقابل على أنّه "حتى اليوم، لم تتطرّق تلك المحادثات إلى أي احتمال بأن تمنح المكسيك حق اللجوء لأي عضو في الحكومة الفنزويلية".
وكان بومبيو كشف، أمام الكونغرس الأربعاء، عن بحثه مع كلّ من المكسيك والنرويج مستقبل مادورو، مشيراً إلى سعي واشنطن لإيجاد منفى للرئيس الفنزويلي.
وتبنّت المكسيك موقفاً حيادياً تجاه الأزمة الفنزويلية، إذ دعا رئيسها اليساري اندريس مانويل لوبيز أوبرادور إلى إجراء مباحثات بين طرفي النزاع، من دون أن يعترف بغوايدو رئيساً.