شهدت مدينة جنيف السويسرية، استئناف المحادثات اليمنية الخاصة بملف الأسرى والمعتقلين والمخفيين قسراً، الذي أجل خلال الأشهر الماضية جراء تفشي فيروس كورونا، رغم تزايد الدعوات المحلية والدولية المتكررة لإطلاق المحتجزين.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، انطلاق اجتماع لجنة أسرى ومختطفي اليمن، معبراً عن شكره لسويسرا للاستضافة واللجنة الدولية للصليب الأحمر للمشاركة بترؤس الاجتماع، داعياً "لجنة الأسرى والمختطفين لاستكمال النقاشات ليطلق سراح المحتجزين بسلاسة، وإدخال الراحة إلى قلوب آلاف العائلات اليمنية".
يأتي استئناف المحادثات في هذا الملف الذي ترعاه الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق تشهده المناطق الجنوبية والشمالية الغربية لمحافظة مأرب النفطية (شرقي البلاد) التي تستميت جماعة الحوثي في سبيل اقتحامها والاستيلاء عليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال غريفيث، خلال تغريدة له على حسابه في تويتر، "بدأ اليوم اجتماع لجنة السجناء والمعتقلين في اليمن، أنا ممتن لسويسرا لاستضافتها (الاجتماع) وللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشارك في رئاسته".
وأضاف "رسالتي للطرفين هي انتهيا من المناقشات وأطلقا سراح المعتقلين سريعاً وخففا من معاناة آلاف الأسر اليمنية".
وأعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، عن أمله أن تسفر المحادثات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، عن إطلاق سراح المعتقلين على وجه السرعة، وهو أحد الملفات الرئيسة لاتفاق استوكهولم الموقع بين الجانبين، أواخر عام 2018
تبادل كشوفات الأسرى
من جانبه أكد ماجد فضائل، وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية، ورئيس اللجنة أن الاجتماع يمضي في مراحله الأولى من خلال استكمال عملية تبادل الكشوف (الأسرى والمحتجزين) والاتفاق على بقية الأسماء الخاصة بالمرحلة الأولى التي اتفق عليها في الأردن.
وبالسؤال عن شرط الحكومة اليمنية المتمثل بمبادرة إطلاق سراح (الكل مقابل الكل) الذي سبق وطرحته كمبدأ لاستكمال عملية التفاوض لإنجاز هذا الملف الإنساني الذي طال أمده، قال فضائل "نحن نمضي قدماً نحو ذلك، ولكن بشكل مرحلي وحالياً نناقش المرحلة الأولى المتعلقة بالكشوفات".
من العسكري إلى المدني
وكانت مجموعة الأزمات الدولية، قد دعت في بيان مشترك مع ثماني مجموعات حقوقية يمنية ودولية، أمس، طرفي المحادثات إلى عدم التركيز فقط على لائحة المعتقلين العسكريين، بل أن تتطرق إلى ملف المدنيين المعتقلين عشوائياً والمخفيين قسرياً، بمن فيهم الصحافيون والنشطاء.
فئات منسية
وشدد بيان المجموعات الحقوقية على أهمية إطلاق مئات المدنيين والكشف عن مصيرهم وأماكنهم، مشيرة إلى أن هؤلاء إما اعتقلوا، أو اختطفوا أو تعرضوا للإخفاء القسري بسبب مواقفهم السياسية أو مهنهم أو لكونهم نشطاء أو لانتمائهم الديني.
عالقون في الوسط
ولم تخف مخاوفها من أن يؤدي أي تأخير إضافي في تطبيق اتفاق تبادل الأسرى إلى زيادة تعقيد مسارات وجهود أخرى قد يكون لها وقع إيجابي على الضحايا المدنيين وأسرهم. وأشار البيان إلى أنه بينما أعطت الأطراف الأولوية لإطلاق المقاتلين، فإن الضحايا المدنيين، بما فيهم الصحافيون والنشطاء، ظلوا عالقين في الوسط بينما أسرهم تركت لحالها.
وتسعى الأمم المتحدة التي عجزت عن إحداث اختراق جوهري في جدار الأزمة التي تشهدها البلاد إلى تحقيق خطوات متقدمة في ملف الأسرى والمحتجزين كملف إنساني على أمل الوصول لبناء الثقة بين الأطراف اليمنية، والدخول في تفاهمات جديدة ابتداء من الشق العسكري أو الاقتصادي، وصولاً إلى الحل الشامل.