النباتات العطرية في السعودية أضحت استثماراً مهماً ورافداً اقتصادياً مؤثّراً، يسهم في تحقيق عائدات مادية ضخمة، فضلاً عن تنشيط حركة السياحة. من هذا المنطلق، توجهت المؤسسات المعنية إلى احتضان النباتات العطرية ودعم زارعيها والمهتمين بها، من خلال إقامة مهرجانات سنوية تهدف إلى تسويقها وتحفيز حركتها الشرائية. في منطقة جازان، جنوب غربي السعودية، التي تشتهر بزراعة نبتة الفلّ، أُقيم العام الماضي مهرجان الفل والنباتات العطرية الأول، فحقق نجاحاً بارزاً في جذب أهالي المنطقة للاحتفاء بهذه النبتة العطرية التي تحتل مكانة متميزة، أتاحت لها الاستحواذ على مساحة كبيرة من احتفالات المنطقة. فلا يفرح الجازاني إلا إذا توشّح عنقه بالفل. لذا شكّل الفل ملمحاً بارزاً من ملامح جازان، وثيمة أساسها الفرح والمودة والإجلال.
العبق يتجول في الطرق
لا يكاد فصل الصيف يطل على الأبواب إلا ينتشر باعة الفل المتجولون، وتتأهب البسطات التقليدية لتكثف من معروضاتها، مواكبةً بداية موسم الأفراح ومحققة عائدات مالية كبيرة، وناشرة البسمة على شفاه المستهلكين، بضيفٍ خفيفٍ يحتلُّ بلطف ملمسه ومنظره الفاتن ورائحته الطيبة كل الطرق وقصور الأفراح والبيوت الجازانية. ولا بد للصاعد إلى جبال جازان أن يُفاجأ بهامات الرجال التي يزيّنها الفل والخطور، المتشكلة في صورة عصائب محْكمة تحيط بها الروائح الزكية. هكذا، يحتفل الفل بالأرض والإنسان، راسماً متلازمةً ملؤها الفرح والحياة.
لؤلؤة البحر الأحمر
للعطر في محافظة ينبع، التي تقع على ساحل البحر الأحمر، حكاية يرويها مهرجان الزهور الذي تقيمه الهيئة الملكية في احتفال سنوي يستنفر كل الإمكانات المتاحة لتقديم جرعة ترفيهية ملهمة للسياح، عبر مجموعة من الفعاليات المتنوعة التي تهدف إلى التعريف بالزهور وأنواعها، وتوعية الزوار بآليات تنسيق الحدائق من خلال برنامج "بستنة". ويحتوي المهرجان على أركان مختلفة لبيع الزهور وتنسيق الحدائق والمنتجات المتعلقة بالأزهار.
في العام 2017، حقق مهرجان الزهور في ينبع رقماً قياسياً عالمياً يتمثل في صناعة أكبر سجادة زهور في العالم. وقد أصبح المهرجان قبلة الأهالي والسياح والباحثين عن البهجة والمهتمين باستكشاف عوالم الأزهار وعبقها وسحرها الأخاذ. إذ يصحبهم المهرجان في جولة ممتعة ملأى بالشغف والألوان، مروراً بأصناف مختلفة من الزهور وتشكيلاتها ومناظرها برفقة مجموعة من الفعاليات والأنشطة المختلفة. ويواصل المهرجان استقبال مرتاديه حتى 5 أبريل (نيسان) المقبل.
مهرجان آخر للورد!
الطائف، "عروس المصائف" كما يطلق عليها، محافظة سعودية تتبع لإمارة منطقة مكة المكرمة، وتعد مدينة سياحية فريدة. إذ يشكّل طقسها الربيعي وتنوع جبالها الشامخة وكثرة مهرجاناتها مكاناً مغرياً للزوار لقضاء وقت مميز. تشتهر الطائف بالورد، وتضم حوالي 860 مزرعة غالبيتها في منطقتي الهدا والشفا، بالإضافة إلى 36 معملاً.
يقام للورد الطائفي مهرجان سنوي يجذب الزوار الراغبين في مشاهدة الورد الطبيعي، والتعرف إلى طريقة صناعة منتجاته كماء الورد ودهنه، والعطور التي تستخرجها المصانع والشركات المتخصصة. وينتظر أهالي محافظة الطائف بشغف بدء مهرجان الورد في 4 أبريل المقبل، ويستمر 10 أيام متواصلة.