قد تكون تجربة استنشاق تمساح لغاز الهيليوم شبيهة بتلك الخدع التي يمكن للمرء أن يتوقع مشاهدتها في بعض مواقع الجذب والترفيه في لاس فيغاس مثلاً، حيث يعقبها مباشرة هجوم من سلطات رعاية الحيوان.
لكن في واقع الأمر، ابتكر تلك التجربة علماء تمكنوا من نيل جائزة عالمية تكرم البحوث التي تحفز تفكير الأكاديميين، وتضحكهم في آن.
وقاد المتخصص في علم الحيوان السلوكي (أو المسلكي) ستيفان ريبر، فريقاً بحثياً قام بتعريض الحيوان لغاز الهيليوم غير الضار، في محاولة لفهم الطريقة التي تتواصل بها التماسيح، إذ كانت المجموعة تحاول إثبات نظرية أن الزواحف تبعث للآخرين إشارات متعلقة بحجمها من خلال استخدام طبقات صوتية مختلفة، تماماً مثلما تفعل الثدييات والطيور.
ومن خلال تعريض الحيوان الزاحف لغاز الهيليوم الممزوج بالأوكسجين، تمكن الباحثون من تحليل الترددات الصوتية المختلفة في "جُؤَار" التمساح.
وكانت النتيجة منح الفريق جائزة إيغ نوبل Ig Nobel Prize، وهي مجموعة من الجوائز السنوية التي تعطى للتحقيقات العلمية الجادة، شرط أن تتحلى بالطرافة.
وقُدمت عشر جوائز يوم الخميس من قبل مجلة حوليات البحوث غير المحتملة [المفاجئة] Annals of Improbable Research العلمية الفكاهية التي أوجدت هذه التكريمات قبل 30 عاماً للفت الانتباه إلى الأبحاث التي تتمتع بجانب من الغرابة، بينما تعالج في الوقت نفسه مشكلات واقعية في العالم الحقيقي.
ومن بين الفائزين الآخرين في دورة عام 2020، فريق ابتكر طريقة لمعرفة الأشخاص النرجسيين من خلال تفحص حواجبهم، ومجموعة ابتكرت سكاكين مصنوعة من البراز المجمد.
وقال الباحث السويدي الذي يعمل في جامعة لند Lund في السويد الدكتور ريبر، إنه تشرف بالحصول على جائزة إيغ نوبل.
وأكد لـ "بي بي سي" أنه "وبشكل عام يبدو الرنين في المجاري الصوتية لدى الكائنات أخفض إذا كان حجمها أضخم، لأنها تمتلك مساحة أكبر يستطيع الهواء أن يهتز فيها، ولم نكن نعرف ما إذا كان هناك بالفعل رنين لدى الزواحف. فعلى السبيل المثال لا يوجد مثل هذا الرنين لدى الضفادع والبرمائيات، ولذلك كنا بحاجة إلى دليل على مفهوم أن التمساحيات تمتلك رنيناً بالفعل".
يشار إلى أن توزيع جوائز إيغ نوبل عادة ما يجري ضمن حفل يقام في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، حيث يسلم الفائزون أوسمتهم من قبل حازئين على جوائز نوبل الحقيقية، لكن فعالية هذه السنة أقيمت عبر الإنترنت بسبب أزمة فيروس كورونا.
© The Independent