على عتبات الاحتفال باليوبيل الماسي للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الجاري، كان موضوع خطاب الكراهية، أحد أهم القراءات المطلوب مناقشتها ضمن القمة الافتراضية، التى ستتم بين رؤساء وزعماء العالم عبر الفضاء الإلكتروني.
والشاهد أنه ليس خافياً انتشار هذا الخطاب، الذي باتت اليوم رقعته تتسع يوماً تلو الآخر، وتتوزع ما بين خطاب أيديولوجي وآخر دوغمائي، وثالث سياسي، وبينهما رأينا والعالم من حولنا تصاعد حالة المد القومي من جديد، عطفاً على عودة التيارات الشعبوية والشوفينية إلى ساحات السياسة، ووراءها تختبئ حركات عنصرية، لا تعرف سوى لغة العنف، ما يهدد العالم بعودة من جديد إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل انفجار الحرب الكونية الثانية، فى النصف الأول من القرن العشرين... لماذا الآن هذا الحديث، وكيف للعالم أن يواجه ويجابه فائض الكراهية، ذاك الذي يبدل حال العالم من الأمن والسلام إلى المخاوف والقلاقل والخصام، وهل الأمر هو مسؤولية السياسيين فقط، أم أن الإشكال يتطلب دوراً فاعلاً من رجال الفكر والثقافة والأديان معاً؟
أميركا والكراهية العرقية
قد يصعب على المرء الإحاطة بكافة ملامح ومعالم خطاب الكراهية حول العالم في السنوات الأخيرة، غير أننا نشير إلى أحد نموذجين آنيين، تسببا في حالة من القلق المصحوب بمخاوف جمة.
الحالة الأولى، فى الداخل الأميركي، حيث عبرت المباحث الإتحادية FBI الأسبوع الماضي عن قلقها من احتمال وقوع مواجهات عنيفة بين مجموعات متطرفة مع اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي الأميركي في الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني).
لم يعد الحديث عن جماعات الكراهية العرقية في الداخل الأميركي أمراً غريباً، فقد شهدنا خلال التصادمات التي جرت منذ ثلاثة أشهر تقريباً، ملمحاً وشعرنا ملمساً يدعوان للقلق الكبير، لا سيما في ظل نداءات ودعوات انفصالية، على أسس من العرق والمذهب والطائفة.
ما يجري في الداخل الأميركي أشار إليه مدير مكتب الـ FBI، "كريستوفر راس"، خلال جلسة أمام الكونجرس، أكد فيها على أن جهازه يراقب مجموعات مسلحة اصطدمت على هامش التظاهرات المناهضة للعنصرية في بورتلاند بقوات الأمن. ما الذي يعنيه خطاب الكراهية؟
بحسب "كريستوفر راي"، وشهادته أمام نواب أميركيين، أنه بات لدى الولايات المتحدة الآن وقود إضافى لاشتعال العنف، انطلاقاً من وجود مجموعات تتبنى وجهات نظر متعارضة تزيد من خطورة الوضع، وبخاصة بعد رصد ذلك في مدن عدة... هل مخاوف الرجل حقيقية؟
الثابت أن قصة اليمين الأميركي المتطرف، والجماعات العنصرية التي تميل إلى العنف معقدة وطويلة، وقد وصل البعض منها حد المطالبة بانفصال بعض الولايات عن الاتحاد الفيدرالي.
إلا أن تظاهرات الأشهر الماضية أثبتت إمكانية تسلل مجموعة يمينية متطرفة، وناشطين مناهضين للفاشية، بين المتظاهرين المطالبين بإصلاح جهاز الشرطة وإنهاء العنصرية في الداخل الأميركي، ما أدى إلى سقوط قتلى جراء ذلك.
على أن علامة الاستفهام الأكثر خوفاً وهلعاً هي تلك المرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية في 3 نوفمبر القادم، التي يخشى العقلاء أن يكون وقودها البشر لا الحجر، فالجميع متربص بالجميع، وأنصار الرئيس ترمب بنوع خاص، لديهم يقين بأن الدولة الأميركية العميقة، لن تسمح بنجاح أو فوز ترمب بولاية ثانية، ويميلون إلى أن ذلك سيحدث من خلال التزوير، وعليه فإنهم لن يسمحوا بحدوث ذلك، حتى وإن كلف الأمر استخدام مزيد من العنف ضد القوات الاتحادية، وفي مواجهة عجز الشرطة عن متابعة المشهد، فإن القوات المسلحة الأميركية تكاد تكون هي المدعوة في الوقت الحاضر، وربما للمرة الأولى في تاريخ أميركا الحديث، لاستعلان حضورها وسطوتها، خوفاً على مستقبل الاتحاد ومآلاته.
ألمانيا وعودة النازية
مثير شأن الإنسانية، لا تتعلم كثيراً من تجارب الماضى، وكأن آفة البشر بالفعل هي النسيان، فالحديث عن فائض الكراهية في الولايات المتحدة الأميركية حديث جديد نسبياً، أما المشهد في أوروبا ليس كذلك، فقد عصر الألم الناجم من هذا الضرب من ضروب العنصرية الأوروبيين، وكلفهم ملايين من القتلى ومثلها من الجرحى، وخراباً اقتصادياً تجاوز مليارات الدولارات.
عرفت أوروبا النازية والفاشية، ومعهما حلقت فوق سماوات القارة التي عرفت بالتنوير والعقلانية، سحب الكراهية القاتلة، واليوم يعود اليمين النازي من جديد، مقنّعاً تارة تحت غطاء من أحزاب لا تواري أو تداري عنصريتها، مثل حزب "البديل من أجل ألمانيا"، الذي حاز نحو مائة مقعد في البرلمان "البوندستاج" أخيراً، وفي صورة أخرى يظهر الحقد العنصري من خلال جماعات مثل "بغيدا" وغيرها، التي وإن جرمها القانون بشكل رسمي، إلا أنها باتت واقعاً حياً معاصراً.
غير أن الكارثة الكبرى، التي بدأت تتكشف في الأشهر الماضية موصولة بتفشي فيروس الكراهية والعنصرية في بعض من قوات النخبة في الجيش الألماني، وقد اكتُشف بعضهم وأحيلوا إلى التقاعد، لكن الكارثة هي أن الأفكار لها أجنحة تطير من عقل إلى آخر وبسرعة البرق.
ولكي يزداد الأمر هولاً، اكتشفت الأجهزة الرقابية الألمانية الأسبوعين الماضيين، وجود خلايا عنصرية يمينية منتشرة في وسط قوات الشرطة الألمانية، فقد أوقفت الأجهزة المختصة، نحو 29 ضابطاً لمشاركتهم في مجموعات عبر الإنترنت تبادلت أحاديث حول الزعيم النازي أدولف هتلر، وبثهم دعاية يمينية متطرفة أخرى على هواتفهم.
المسؤولون في ولاية شمال الراين فستفاليا، أكدوا أن الضباط استخدموا أيضاً غرف الدردشة اليمينية المتطرفة، حيث تبادلوا صوراً للصليب المعقوف والرموز النازية الأخرى، ووصف وزير داخلية شمال الراين "هربرت رول"، هذه التصرفات بالعار على شرطة المنطقة...
هل كانت هذه هي المرة الأولى لاكتشاف مثل تلك الجماعات؟
بالقطع لا، فقد سبقتها عمليات توقيف مشابهة، جاءت في أعقاب عدة حوادث أخرى، قام بها شرطيون ينتمون إلى أحزاب وحركات اليمين المتطرف الألماني، وبين أجهزة الأمن الألمانية، ما تسبب في أزمة كبيرة في السياسة الألمانية".
الداخلية الألمانية تدرك عمق المخاوف، لا سيما بعد توقيف 200 ضابط شرطة جدد، فى 34 مركزاً للشرطة، واكتشاف ميول هؤلاء لإعادة عجلة العصر النازي (إن جاز التعبير)، لسماوات البلاد من خلال أدوات التواصل الاجتماعي، وما توفره من إمكانات لنشر الدعاية النازية وخطاب الكراهية.
ماهية خطاب الكراهية
هل من تعريف محدد وواضح لخطاب الكراهية، يمكن أن يكون معياراً للقياس؟
الشاهد أنه في ظل عدم وجود اتفاق على تعريف قانوني دقيق لـ"خطاب الكراهية"، فإن أقرب مفهوم أو محتوى له، هو أنه أنساق تعبيرية، مرئية، ومسموعة، ومقروءة، تنشر الكراهية أو التمييز والعداوة بين البشر، أو تحرض عليها، وربما تروج لها أو تبررها ضد شخص أو مجموعة ذات صبغة عرقية أو دينية، وعلى أساس من يكونون.
في هذا السياق يمكن للقارئ أن يتساءل، من المستفيد من خطاب الكراهية؟
الشاهد أن القائمين عليه هم أصحاب مصالح ضيقة، سياسية في غالب الأمر، وجل هدفهم، رفع سقف المزايدات على المهانين والمجروحين في إنسانيتهم، الأمر الذي يتجلى في الأقليات والمهاجرين واللاجئين، والنساء، وكل من هو آخر.
كارثة خطاب الكراهية أنه يضعف النسيج المجتمعي على صعيد الدول بداية، فالأقاليم تالياً، وصولاً إلى تحطيم العالم وتدميره بإدخاله في دوامة العنف الأممي، تلك التي تتغذى على بذور الخوف والكراهية، وتنمو في أجواء انعدام الثقة في نفوس أفرادها، وعليه يضحي حديث الحروب مقبولاً ومعقولاً على كراهيته، فالأحقاد تولد الغضب، والغضب يفجر مشاعر النقمة، التي لا تجد لها سوى النار والدمار كآلية وأداة للتعاطي، من غير دالة على فهم حكيم، أو تسامح خلاق يمكن أن يقطع الطريق على أصحاب الشر المجاني.
اليونسكو وكراهية الإنترنت
في أوائل شهر يوليو (تموز) الماضي، كانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" تحذر من انتشار خطاب الكراهية على الإنترنت، وتداعيات هذا الأمر على مستقبل الشباب حول العالم، وقد غرد الحساب الرسمي للمنظمة على "تويتر"، "ينتشر خطاب الكراهية على الإنترنت كالنار في الهشيم، وهنا يجب علينا تعزيز قدرة الشباب على الصمود في وجه الكراهية، أكثر من أي وقت مضى، من أجل منع تصاعد التطرف العنيف" ... فهل باتت شبكة الإنترنت اليوم بكافة تجلياتها أداة سيئة السمعة تعزز انتشار خطاب الكراهية حول العالم؟
دعونا نتذكر ما كان قد أشار إليه الكاتب والسيميائي الإيطالي "أمبرتو إيكو" ذات يوم عن الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا المعاصر، لاسيما "فيسبوك " و"تويتر"، التي جعلت الجميع يتحدث كمن يحمل جائزة نوبل في الأدب والسياسة والفن والعلوم وكل شيء.
في حوار له قبل رحيله مع صحيفة "لاستامبا" الإيطالية يقول إيكو، "إن وسائل التواصل الاجتماعي هذه باتت تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانو إذا تكلموا في البارات في الماضي بعد تناول كأس من النبيذ، ومن دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، كان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فقد بات لهم الحق في الكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل ... إنه غزو البلهاء".
الأديان هدف لأصوات الكراهية
بين عامي 2007 و2019 أبلغ مركز بيو للأبحاث في واشنطن عن زيادة كبيرة في الأعمال العدائية الاجتماعية، التي تنطوي على الأديان، بما في ذلك العنف والمضايقات من جانب الأفراد أو المنظمات أو الجماعات الخاصة. تجلت هذه الزيادة على نحو خاص في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
كان من الواضح أن فيروس الكراهية قد انتشر بشكل عام حول العالم مع بدايات العقد الجديد من الألفية الثالثة، وتحديداً في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.
في هذا السياق، وثق مركز بيو عام 2007 تقارير من ست دول في أوروبا، تعرضت لحوادث الاعتداء على الأفراد بسبب التعبير الديني الذي اعتبر شكلاً من أشكال العنف أو التهديد.
بعد عشر سنوات، ارتفع ذلك العدد إلى 25 دولة من أصل 45 دولة في أوروبا، تضمنت الحوادث المبلغ عنها هجمات وشتائم ضد المجتمعات الدينية المختلفة... هل السبب هو الإغراق في العلمانية الغربية كما يدعي البعض، أم أن مرد الأمر يرجع إلى حالة العداء التي نشأت أخيراً من جراء المقارعات الدوغمائية، وانتشار الأصوليات الضارة، ما جعل الميدان واسعاً، فسيحاً، لا يمكن تحديده عبر اللوائح والقوانين الوضعية فقط؟
المؤكد أن بعض ملامح الكراهية الموجهة للأديان ورجالاتها تفتح أمامنا باباً واسعاً للتفكير.
الكراهية... تشويه وقتل وحرق
الناظر إلى حال بيوت العبادة في الأعوام القليلة الماضية، يدرك كيف أن خطاب الكراهية بات يجد له داعمين، قادرين على إلحاق أكبر الأذى بالمؤمنين من اليهود والمسيحيين والمسلمين على حد سواء.
في 14 فبراير (شباط) الماضي، وقبل أن يدخل العالم بقوة في لجة أزمة كورونا، كتب "غريغ بنسنغر"، عضو مجلس تحرير صحيفة " نيويورك تايمز"، "إن الوقت قد حان لكي يستمع رئيس شركة "فيسبوك" العملاقة للنقد الموجه لشركته وطريقة تعاملها مع خطاب الكراهية". حمل الخطاب نبرة خاصة تشير إلى أن "فيسبوك" بنوع خاص، قد فشل في مواجهة خطاب الكراهية والعداء للمسلمين على نحو خاص.
والثابت أن كثيراً من المدققين والمحققين في شأن "فيسبوك"، قد وجدوا انتشاراً واسعاً للخطاب المعادي للإسلام والمسلمين، وأن "فيسبوك" وجه المستخدمين إلى منشورات خطيرة، بل ومتزايدة تؤيد القومية البيضاء، وقد كتب بعضهم يقول، "لم يدرس "فيسبوك" أو يعبر بشكل علني عن الطرق والآليات التي تتمظهر فيها أشكال التعصب ضد المسلمين على المنصة"، وهو الأمر الذي يجعل من المسلمين أهدافاً سهلة، ما رأيناه ومن أسف شديد، في أبشع صورة، من خلال الاعتداء على المصلين في مسجد "كريست تشيرش" في نيوزيلندا العام الماضي.
والشاهد أن الكراهية عينها هي التي جعلت عدداً من المعابد اليهودية في الولايات المتحدة تتعرض لإطلاق رصاص حي، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى كثر على مدى زمني متواصل، الأمر الذي جعل هواجس عودة معاداة السامية تخيم على الأجواء الأميركية، وبدا وكأن كارثة القتل على الهوية تعود من جديد، بعد أن خيل للناظر أنها قد ولت من غير رجعة.
على الجانب المسيحي، كان لأوروبا حظ سيئ مع حدثين متشابهين يستدعيان استنفار جهود علماء الاجتماع، قبل رجال الأمن، الأول ذاك الذي حدث في 26 يوليو (تموز) 2016، حيث قتل الكاهن الفرنسي الكاثوليكي المسن "جاك هاميل" فيما كان يحتفل بالقداس في منطقة "سانت إيتين" على أطراف باريس، وذلك ذبحاً على يدي شابين من مناصري تنظيم "داعش"، الأمر الذي أدى إلى صدمة كبيرة في صفوف الأوروبيين، ومن جديد طرح التساؤل لماذا يكرهوننا.
ولعله من أسف شديد أن يتكرر المشهد صباح الخميس 17 سبتمبر الجاري حين تعرض القس "روبيرتو ماجيزيني" للطعن من لاجئ تونسي، في حين كان القس يحمل طعام الفطور لمعسكر لاجئين، ولاحقاً سلم القاتل نفسه للشرطة...
كيف يمكن للعالم وقف تسونامي الكراهية هذا؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مجابهة خطاب الكراهية
هذا هو السؤال الختامي والمصيري عن الكراهية سيئة الذكر، وكيفية الخلاص منها مرة وإلى الأبد إن قدر ذلك للبشرية.
يمكن بداية التأكيد على تعزيز الحق في حرية الضمير والدين والمعتقد، وهذا أمر يحتاج إلى سعي وجهود حثيثة للخلاص من إرث الماضي المتكلس المتحجر، والخروج من شرنقة الانسداد التاريخي التقليدية، التي عرفتها شعوب كثيرة حول الكرة الأرضية. والمؤكد كذلك أنه لن يمكن مجابهة خطاب الكراهية من غير إجماع كافة الزعماء والسياسيين والاجتماعيين والدينيين على إدانة استخدام الدين كأداة للتحريض على الكراهية والعنف، والتأكيد أيضاً على أن الأديان لم تكن يوماً ما، هي السبب في ما يجري حول الكرة الأرضية، ولهذا لا ينبغي إلقاء اللوم عليها في ذاتها، بل يتوجب إلقاء اللوم على أولئك الذين يسيئون تفسير المعتقد الديني أو يتلاعبون به لارتكاب الشر، على أساس أنه من عند الله، وذلك لتحقيق أغراض سياسية أو أيديولوجية.
ولعل إحدى الجزئيات التي يتوجب التوقف عندها في طريق مواجهة خطاب الكراهية، ومحاولة القضاء عليه، تتمثل في التفريق بين قضية حرية الرأي والمعتقد، وبين الأنماط التي تؤول إلى الكراهية عند نقطة زمنية ما.
كانت حرية الرأي وستبقى محمية بموجب القانون الدولي، من خلال حقوق واضحة منصوص عليها في المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
ومع ذلك فقد وافق المجتمع الدولي أيضاً على بعض القيود التي يتوجب أن تفرض على الخطاب الذي يدعو إلى "الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية" و"يشكل تحريضاً على التمييز أو العداوة أو العنف".
في هذا الإطار ينبغي أن يؤطَر مجالان اثنان بأطر قانونية حاسمة وحازمة، "التعليم والإعلام".
أما الأول فهو من يجذر لعقلية المواطنة، أو يرسخ لمفاهيم التمييز والكراهية، بحسب المعطيات والمفاهيم التي تقدم للأطفال في سنوات النشء الأولى. أما الإعلام فهو قادر على أن يصنع صيفاً أو شتاءً، مودات متصلة أو كراهيات وعداوات متصلة.
حكماً ستكون قضية خطاب الكراهية، من أهم القضايا التي سيتعرض لها رؤساء وزعماء العالم في قمة "حوار الناس" كما أطلق عليها الأمين العام للأمم المتحدة "انطونيو غوتيريش"، لاسيما بعد أن تكشف للإنسانية برمتها مدى هشاشتها أمام فيروس غير مرئي، بدل الأوضاع وغير الطباع، وبات سبيل التعاون للحياة والنجاة، أنفع وأرفع من الكيد والعدوان والكراهية التي لا تفيد.