بينت دراسة جديدة أن الواحد في المئة الأغنى من سكان العالم ينتجون أكثر من ضعفي انبعاثات الكربون بالمقارنة مع المليارات الثلاثة الأفقر.
إذ قدم تقرير نشرته منظمة "أوكسفام" العالمية، الإثنين الماضي، تحليلاً بشأن انبعاثات الغازات التي تلوث الغلاف الجوي، استناداً إلى أنماط الاستهلاك للناس المحتسبين في شرائح مختلفة على صعيد الدخل، للفترة الممتدة بين عامي 1990 و2015 التي تضاعفت فيها انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وتأتي الاستنتاجات مع بداية "أسبوع المناخ"، الذي انطلق الإثنين، واستعداد القادة للاجتماع [افتراضياً] في الجمعية العمومية للأمم المتحدة لمناقشة التحديات العالمية، بما فيها أزمة المناخ.
وفي ذلك الصدد، أعرب الرئيس التنفيذي لـ"أوكسفام" في المملكة المتحدة، داني سريسكانداراجا عن اعتقاده بأن "الاستهلاك المفرط للأقلية الغنية يغذي أزمة المناخ ويضع الكوكب في خطر. ولا أحد محصن من تأثيرات التلوث، لكن الأفقر في العالم يدفعون الثمن الأكبر على الرغم من أن مساهمتهم في الانبعاثات هي الأقل، لكنهم يواجهون فيضانات ومجاعات وأعاصير".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي التفاصيل، أن التقرير المعنون "مواجهة التفاوت الكربوني" Confronting Carbon Inequality، سجل أن الفترة بين عامي 1990 و2015 شهدت:
- مسؤولية الـ10 في المئة الأكثر ثراءً، ما يساوي نحو 630 مليون شخص، عن أكثر من نصف (52 في المئة) من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عالمياً.
- مسؤولية الواحد في المئة الأغنى عالمياً، عن 15 في المئة من الانبعاثات، ما يزيد على ضعفي النسبة (7 في المئة) التي تصدر عن الأفقر الذين يشكلون نصف سكان العالم (سبعة في المئة).
- مسؤولية الـ10 في المئة الأغنى عن ثلث انبعاثات الكربون التي يقدر العلماء أنها سترفع درجة حرارة العالم بواقع 1.5 درجة مئوية، مما يعني أنهم يسهمون في تغير مناخي كارثي.
- مسؤولية الأفقر وهم نصف البشر، عما لا يزيد على أربعة في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
ومع معاناة العالم الآن زيادة في الاحتباس الحراري العالمي الذي يرفع حرارة الكوكب بمقدار درجة مئوية، فقد شهدت سنة 2020 أحوالاً مناخية قصوى.
إذ ضربت شبه القارة الهندية أعاصير مدمرة وأمطار موسمية غزيرة. وذكر خبير مناخي لـ"اندبندنت" أن "بصمة" أزمة المناخ تتمثل في الكوارث. وكذلك تستعر حرائق تاريخية للغابات، مدفوعة جزئياً بالظروف الناجمة عن تغير المناخ، في أنحاء الغرب الأميركي كله.
وفي سياق مشابه، بين تقرير عن المناخ العالمي صدر الأسبوع الماضي من الوكالة الفيدرالية الأميركية المعروفة باسم "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" National Oceanic and Atmospheric Administration NOAA، أن صيف هذا العام كان الأكثر سخونة منذ بدء السجلات عن حرارة الطقس في نصف الكرة الشمالي.
وكذلك تستند دراسة "أوكسفام" إلى بحوث أجريت مع "معهد ستوكهولم للبيئة".
وعلى الرغم من استقرار انبعاثات الكربون هذا العام بسبب تباطؤ حركة السفر والصناعة خلال جائحة فيروس كورونا، بدأت مستويات تلك الانبعاثات في الارتفاع فعلياً مع محاولة البلدان إعادة إطلاق اقتصاداتها.
واستطراداً، يحذر العلماء من أن العالم بحاجة إلى خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى النصف مع حلول 2030 للبقاء ضمن زيادة في حرارة الكوكب بات تحقيقها أشد صعوبة، تساوي 1.5 درجة مئوية، وفق ما حدده "اتفاق باريس للمناخ 2016".
وفي منحىً متصل، أشارت "أوكسفام" إلى أن التفاوت الكربوني صارخ إلى درجة أن انبعاثات الـ10 في المئة الأغنى من شأنها أن تؤدي وحدها إلى تغير مناخي كارثي مع حلول 2033، حتى لو جرى خفض الانبعاثات الأخرى كلها إلى الصفر.
واستطراداً، تدعو المؤسسة الخيرية إلى زيادة الضرائب على الثروة، وفرض رسوم كربونية جديدة على سلع فاخرة تشمل الطائرات الخاصة واليخوت الفخمة ومركبات الدفع الرباعي ذات الانبعاثات الكربونية المكثفة، إضافة إلى السفر جواً بوتيرة عالية.
وكذلك لاحظت "أوكسفام" أنه ينبغي استثمار الإيرادات المتأتية من الوظائف المنخفضة الكربون والنقل العام الأخضر، إضافة إلى مساعدة المجتمعات المحلية الفقيرة في التخفيف من مخاطر تغير المناخ.
© The Independent