كشفت شركة السيارات الكهربائية تيسلا النقاب عن تصنيع سيارة ذاتية القيادة بالكامل بقيمة 25 ألف دولار في غضون ثلاث سنوات، كما دشنت خططاً لتطوير بطارية تيبليس التي يمكن أن تحسن كفاءة طاقة سياراتها الكهربائية. وستنتج الشركة بطارياتها الجديدة داخلياً.
وقال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتيسلا، "التقدم في البطارية والتصنيع الذي تعمل عليه الشركة سيؤدي قريباً إلى خفض الأسعار، وهو أمر حيوي للحصول على مزيد من السيارات الكهربائية على الطريق بعد نحو ثلاث سنوات"، وأضاف "تيسلا ستتمكن من صنع سيارة كهربائية ذاتية القيادة ومقنعة للغاية بقيمة 25000 دولار أميركي"، ومع ذلك يشتهر ماسك بأنه مفرط في التفاؤل بتنبؤاته.
وتابع، "البطارية الجديدة ستساعد بشكل كبير على خفض التكاليف، والسماح للشركة في نهاية المطاف ببيع السيارات الكهربائية بنفس سعر تلك التي تعمل بالبنزين".
وأنشأت تيسلا خط تصنيع نموذجياً لخلايا البطاريات في مختبر سكونووركس بفريمونت، كاليفورنيا، بالقرب من مصنع السيارات للشركة. وجاء إعلان تيسلا على هامش "يوم تكنولوجيا البطاريات"، في وقت شهد سهم تيسلا انخفاضاً بأكثر من ستة في المئة بعد ساعات من تغريدات ماسك، التي قال فيها إن الشركة ستعلن بطارية جديدة فائقة الكفاءة، ليغلق السهم بنسبة اثنين في المئة تقريباً عند 449.39 دولار. ويذكر أن سهم تيسلا ارتفع بأكثر من 420 في المئة هذا العام، حسب شبكة سي أن بي سي.
تصنيع منتجات تخزن الطاقة
ومنذ يناير (كانون الثاني) 2017، قامت الشركة المصنعة للمركبات الكهربائية بتصنيع خلايا بطارية لسياراتها ومنتجات تخزين الطاقة في غيغا فاكتوري بالقرب من رينو، نيفادا، مع شريكها، مورد خلايا البطارية الرئيسي، والمستثمر المشارك في المنشأة، باناسونيك.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تيسلا الحصول على خلايا من "إل جي" و"كاتل"، وصنع حزم بطاريات للنسخة المصنوعة في الصين "إم آي سي" من سيارات السيدان النموذجية (3) في مصنع جديد لتجميع السيارات في شنغهاي.
وتُباع سيارات "تيسلا إم آي سي" الآن في الصين، مع تعيين بعضها للتصدير إلى أوروبا. وفي أغسطس (آب) خططت باناسونيك لاستثمار مئة مليون دولار لإنشاء خط إنتاج خلايا جديد في نيفادا غيغا فاكتوري، حسبما ذكرت "نيكاي" للمرة الأولى.
وبشكل عام، يبحث فريق بطاريات تيسلا عن طرق لخفض تكاليف الإنتاج، وزيادة عمر بطارياتهم وسرعة شحنها، والتأكد من أن بطارياتهم آمنة للاستخدام في السيارات الكهربائية.
تيسلا وتحسين كفاءة الطاقة بأكثر من 70 في المئة
ووفقاً لأشخاص مطلعين على أهداف تيسلا الداخلية لخلايا البطارية، كانت الشركة تسعى لتحقيق أكثر من 70 في المئة تحسيناً في كثافة الطاقة في خلاياها، وتحسين كثافة الطاقة أيضاً مقابل 2170 خلية تشتريها من باناسونيك.
وأشار كونراد لايسون، محلل أبحاث أوتو فوركاست سوليوشن لمركبات الطاقة الجديدة، إلى أن كثيراً من صانعي السيارات يبحثون الآن عن طريقة لوضع أنفسهم في قمة سوق السيارات الكهربائية، التي تمثل نحو 3.5 في المئة من استهلاك السيارات الجديدة في جميع أنحاء العالم.
وأضاف، "إذا قررت تيسلا المُضي قدماً وصنع خلايا البطارية الجديدة، خلايا (رود رانر)، فعندئذ سوف يدركون استراتيجية تتعلق بالتحكم، وسيكونون قادرين على صنع بطاريات لمواصفاتهم من دون دفع أي شخص آخر، أو انتظار أي شخص آخر لتطويرها. إنهم يريدون أن يكونوا قادرين على التحكم في البطاريات داخلياً وربما ينتجونها بكميات. في الوقت الحالي سيعتمدون على موردي خلايا البطاريات".
تقلب محتمل
وغالباً ما تؤدي أحداث تيسلا، مثل إعلانها عن إطلاق البطارية الجديدة في "يوم تكنولوجيا البطاريات"، إلى تقلب أسعار الأسهم في الشركة، إذ تزداد الأسهم غالباً في موعد قريب من الحدث. لكن ما يروج له الرئيس التنفيذي إيلون ماسك في هذه الأحداث لا يظهر بالضرورة في منتجات حقيقية أو ناجحة في الجدول الزمني المعلن.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2016، عرض إليون ماسك بلاط السقف الزجاجي الشمسي لسياراتها في عرض توضيحي ساعد الشركة على إقناع المستثمرين بالموافقة على استحواذ بقيمة 2.6 مليار دولار على سولر سيتي. وحتى يومنا هذا، لم تقم تيسلا بتصنيع أو تركيب بلاط السقف الزجاجي الشمسي بكميات كبيرة.
وفي أبريل (نيسان) 2019، في عرض تقديمي لـ"يوم القيادة الذاتية"، قال ماسك إن تيسلا تتوقع أن تكون "كاملة الميزات في القيادة الذاتية هذا العام". وقال أيضاً "نتوقع أن نكون واثقين بدرجة كافية، من وجهة نظرنا، لنقول إننا نعتقد أن الناس لا يحتاجون إلى لمس عجلة القيادة بحلول الربع الثاني من العام، ويمكنهم النظر من النافذة في أثناء قيادة سيارات تيسلا مع خيار القيادة الذاتية الكاملة". لكن، هذا الصيف كشف ماسك أن نظام القيادة الآلي للشركة، الذي يطلق عليه اسم "إف إس دي"، كان يمر "بإعادة كتابة أساسية".
وعلى وجه التحديد، في الـ14 من أغسطس 2020، كتب ماسك في تغريدة "سيكون تحسين (إف إس دي) بمثابة قفزة نوعية، لأنه إعادة كتابة معمارية أساسية، وليس تعديلاً تدريجياً". وإذا اكتشفت تيسلا كيفية صنع خلايا بطارية عالية الأداء ودمجها في سياراتها، فإن شاحناتها يمكن أن تسافر أميالاً أكثر لكل شحنة، ويمكن أن تكون أخف وزناً، وقد تكلف الشركة أقل للإنتاج.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع، حسب موقع "ذا فيرج"، أن تخفض البطارية الجديدة تكلفة تيسلا لكل كيلووات/ ساعة، وهي وحدة الطاقة الأكثر استخداماً لقياس سعة حزم البطاريات في السيارات الكهربائية الحديثة، ويعتقد كثير من الخبراء أن خفض هذه التكاليف سيسمح لتيسلا بتخفيض أسعار سياراتها بشكل كبير، ما يجعلها أكثر سهولة.
وجرى إعلان أخبار البطارية الجديدة خلال حدث "باتري داي"، الذي نظمته الشركة في بالو ألتو، في كاليفورنيا. وقال ماسك، إن تيسلا حققت هذا الاختراق من خلال "إزالة علامة التبويب"، وهي جزء من البطارية تشكل اتصالاً بين الخلية وما تشغله. وهذه الخلايا الجديدة التي لا تحتوي على علامات تبويب، التي تطلق عليها تيسلا 4860 خلية، "ستمنح بطاريات الشركة الكهربائية خمسة أضعاف سعة الطاقة، وتجعلها أقوى ست مرات، وتمكن من زيادة النطاق 16 في المئة لسيارات تيسلا".
والخلايا الجديدة أكبر من خلايا تيسلا الحالية، إذ يبلغ قياسها 46 ملم في 80 ملم (بالتالي يُطلق عليها 4680). وزاد ماسك، "إضافة إلى مزيد من الطاقة، ستؤدي الخلايا الجديدة إلى انخفاض 14 في المئة في التكلفة لكل كيلووات/ ساعة على مستوى عامل شكل الخلية فقط".
وخلال الحدث، قدم درو باجلينو، نائب رئيس شركة تيسلا لمجموعة نقل الحركة والطاقة، مزيداً من التبصر في الخلايا الجديدة. وقال إن مهندسي تيسلا "قاموا بنمذجة الليزر" للرقائق الموجودة في الخلية لإنشاء "لولب متشابك" ينتج عنه مسار كهربائي أقصر بطول 50 مم، مقابل الطول الحالي البالغ 250 مم في الخلايا الحالية.
وواصل ماسك، "لديك في الواقع طول مسار أقصر لكي ينتقل الإلكترون في خلية كبيرة من دون جدولة مما لديك في الخلية الأصغر ذات علامات التبويب، ولذلك على الرغم من أن الخلية أكبر، فإنها تمتلك بالفعل طاقة أكبر".
تيسلا وبطاريات باناسونيك
ومثل معظم شركات السيارات، تحصل تيسلا على بطارياتها من كبار المنتجين حتى تتمكن من التركيز على مهمتها الأساسية تصنيع السيارات الكهربائية. وتنتج شركة باناسونيك 2170 خلية، التي تُستخدم حالياً في طرازات السيارات 3 وY، في مصنع غيغا فاكتوري التابع لشركة تيسلا في ولاية نيفادا الأميركية.
لكن، هذه الإمدادات تعرضت لضغوط. وفي عام 2018، أدى النقص في الخلايا في باناسونيك إلى مشكلات لدى تيسلا، عندما بدأت في تكثيف دفعها الكبير لصنع الطراز 3. وانتقد ماسك وتيرة إنتاج البطاريات التي تنتهجها باناسونيك، باعتبارها تقيد الطرازين 3 وY، وتوقع كازوهيرو تسوجا، الرئيس التنفيذي لشركة باناسونيك، أن بطارياتها "ستنفد" إذا واصلت تيسلا توسيع أعمالها.
وتيسلا لن تتوقف عن شراء هذه البطاريات في أي وقت قريب. وفي الفترة التي تسبق يوم البطارية، غرد ماسك بأن الشركة ستستمر في استخدام البطاريات التي توفرها باناسونيك، وكاتل الصينية، وإل جي كيم في كوريا الجنوبية، وغيرها. ليس هذا فقط، لكن تيسلا ستشتري بطاريات من مورديها أكثر من المعتاد.
ومن جانبه قال كاسبر راولز، المحلل في بينشمارك مينيرال إنتيليجنس، الذي يركز على المواد الخام التي تدخل في بطاريات الليثيوم أيون، "هذا أمر منطقي بالنظر إلى طموحات تيسلا الأوسع". وأضاف، "ليس من المنطقي أن تقطع تيسلا هذه العلاقات، فالطلب المستقبلي سيحتاج إلى القدرة، على الرغم من أن الشركة في مرحلة الآن تمكنها من معالجة التكامل الرأسي".