بعد أشهر من تبادل الاتهامات دقت ساعة المواجهة المباشرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخصمه المرشح جو بايدن اللذين يلتقيان الثلاثاء 29 سبتمبر (أيلول)، في أول مناظرة متلفزة قبل 35 يوماً من موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وتتجه أنظار عشرات ملايين الأميركيين إلى شاشاتهم لمتابعة هذه المناظرة الرئاسية الأولى بين الرئيس الجمهوري البالغ 74 عاماً، ونائب الرئيس الأميركي السابق الديمقراطي بايدن، البالغ 77 عاماً.
وعلى الرغم من أن أثرها في الانتخابات يبقى محدوداً، فإن هذه اللقاءات غالباً ما تنال أهميةً كبرى في الحملة الانتخابية، منذ المناظرة الأولى التي جرت قبل 60 سنة في شيكاغو بين جون إف كينيدي وريتشارد نيكسون.
لا مصافحة بسبب كورونا
في كليفلاند بأوهايو، الولاية المهمة التي قد تنقلب نتائجها من معسكر إلى آخر، سيتواجه المرشحان على مدى 90 دقيقة في مناظرة يديرها الصحافي في "فوكس نيوز" كريس والاس، الشخصية المحترمة من الحزبين.
وبسبب انتشار وباء "كوفيد-19"، لن يتصافح المرشحان في مستهل المناظرة، التي ستبدأ عند الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي (1:00 بتوقيت غرينتش فجر الأربعاء) أمام جمهور محدود.
ويأمل ترمب الذي يتقدم عليه بادين منذ أسابيع في استطلاعات الرأي، في أمسية جيدة، أو في زلة كبرى من منافسه الديمقراطي، لتحسين موقعه.
ومع اقتراب انتخابات الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، يتخوف أن يصبح ترمب أول رئيس للولايات المتحدة لا يُعاد انتخابه منذ أكثر من ربع قرن، منذ هزيمة جورج دبليو بوش أمام بيل كلينتون عام 1992.
مواضيع المناظرة
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من المواضيع المطروحة في المناظرة "كوفيد-19"، والمحكمة العليا، والاقتصاد، والقضايا العرقية، وأداء المرشحين، وكذلك "نزاهة الانتخابات"، وبعد المعلومات المدوية التي كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز"، سيحتل إرث ترمب ووضعه الضريبي موقعاً مهماً أيضاً في النقاشات التي قد تكون متفجرة.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد أفادت بأن الرئيس الملياردير دفع 750 دولاراً فحسب كضرائب على الدخل عام 2016، أي العام ذاته الذي فاز فيه بالانتخابات الرئاسية، ولهذا الكشف أهمية بالغة، كون قضية إقرارات ترمب الضريبية كانت في صلب معركة حامية، بعد تخلي الرئيس الجمهوري عن التقاليد الرئاسية المعتمدة منذ السبعينيات برفضه نشر عائداته الضريبية عكس كل أسلافه.
لغة الجسد
ستكون كذلك عبارات كل من المرشحين ولغة الجسد موضع متابعة عن كثب.
ومنذ أسابيع، يهزأ الرئيس الأميركي من القدرات الجسدية والعقلية لبايدن، ويطلق عليه اسم "جو النعسان"، ويصفه بأنه دُمية في يد "اليسار الراديكالي".
المرشحان يختلفان في كل شيء تقريباً، فترمب ترشح مرة واحدة للانتخابات عام 2016 وحقق أكبر مفاجأة في التاريخ السياسي الحديث بفوزه، بينما بايدن الذي شغل منصب سيناتور ونائب رئيس يأمل في نجاح محاولته الثالثة للوصول إلى البيت الأبيض، بعدما ترشح في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين في عامي 1998 و2008 من دون التمكن من الفوز بها.
نقاط القوة
من نقاط قوة الملياردير الجمهوري قُدرته على إحداث مفاجآت وكسر المعايير وفرض قواعده الخاصة وأسلوبه الخاص.
ويقول آرون كال، الأستاذ في جامعة ميتشيغان ومؤلف كتاب بعنوان "ديبايتينغ ذي دونالد"، لوكالة الصحافة الفرنسية "إنه يخوض النقاش على طريقته، ليس هناك من وصفة لمواجهته".
ومن جانب بايدن، يتركز الرهان على خبرته السياسية وتعاطفه مع الآخرين، وأكدت زوجته جيل بايدن "سيرى الأميركيون ما يكون عليه رئيس ما"، مضيفةً "هادئ ورصين وقوي"، لكن الوقوع في زلة لسان تثير مخاوف شديدة لدى الديمقراطيين، خصوصاً أن بايدن له سوابق في هذا الأمر.
فحص المنشطات
مع اقتراب موعد المناظرة، طلب ترمب فحص منشطات لمنافسه الديمقراطي الذي رفض الإدلاء بأي تعليق الأحد.
ومن المرتقب تنظيم مناظرتين أخريين في 15 و22 أكتوبر (تشرين الأول) على التوالي، في ميامي بفلوريدا، وناشفيل بتينيسي.
وسيتواجه نائب الرئيس الأميركي الجمهوري مايك بنس مع المرشحة لمنصب نائب الرئيس من جانب الديمقراطيين كامالا هاريس، في السابع من أكتوبر في سولت لايك سيتي في ولاية يوتا.