أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ندّد بتدخّل جماعات مسلحة في النزاع في منطقة ناغورنو قره باغ، أنّه سيتّصل بنظيره التركي رجب طيب أردوغان ليُطالبه بـ"تفسيرات"، داعياً حلف شمال الأطلسي إلى مواجهة تصرّفات أنقرة العضو في الحلف.
وبحسب ماكرون فإنّ "300 مقاتل" غادروا سوريا للتوجّه إلى تلك المنطقة الانفصاليّة من خلال العبور بالأراضي التركيّة. وقال ماكرون للصحافة خلال قمة الاتّحاد الأوروبي في بروكسل "لقد تم تجاوز خط أحمر. أقول إنّ هذا غير مقبول، وأدعو جميع الشركاء في الناتو" إلى أن يُواجهوا سلوك دولة عضو في الحلف.
وفي وقت سابق، أكّد ماكرون، مشاركة عناصر سوريين متشدّدين بالقتال في ناغورنو قره باغ إلى جانب الجيش الأذربيجاني بمواجهة القوات الأرمنية، واصفاً الأمر بأنه "خطير للغاية"، في حين دعت واشنطن وموسكو وباريس إلى وقف إطلاق النار فوراً.
وقال ماكرون لدى وصوله للمشاركة في قمة قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، "لدينا معلومات اليوم تشير بشكل مؤكّد إلى أن مقاتلين سوريين من مجموعات متشدّدة انتقلوا عبر غازي عنتاب (في تركيا) للوصول إلى مسرح العمليات في ناغورنو قره باغ. هذا واقع جديد خطير للغاية يغيّر الوضع".
وكانت موسكو ذكرت الأربعاء، أن مقاتلين من سوريا وليبيا انتشروا في منطقة الصراع في قره باغ الانفصالية، التي تشهد قتالاً دامياً منذ الأحد. وذكرت وكالة الإعلام الروسية، نقلاً عن وزارة الخارجية الروسية اليوم الخميس، أن موسكو تعلم بوجود مرتزقة سوريين في قره باغ بشكل مستقل من تقارير إعلامية.
وقال ماكرون، "سأكون واضحاً للغاية، الأحد، إن الضربات التي انطلقت من أذربيجان، على حدّ علمنا، لم يكن لها أي مبرّر".
وأضاف الرئيس الفرنسي، الذي تشكّل بلاده إلى جانب روسيا والولايات المتحدة "مجموعة مينسك"، المسؤولة عن التوسّط في هذا النزاع، "اتفقنا مع الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب والرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، على تبادل كل المعلومات المتوفرة لدينا حول هذا الوضع والقدرة على استخلاص كل العواقب".
"مجموعة مينسك" تدعو لوقف إطلاق النار
ودعا الرؤساء الثلاثة، في بيان مشترك الخميس، "إلى وقف تامّ لإطلاق النار" في ناغورنو قره باغ، و"قادة أرمينيا وأذربيجان إلى الانخراط الفوري في استئناف مفاوضات جوهرية". ومجموعة مينسك، التي تشكّلت قبل 18 عاماً داخل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من أجل التوسّط في هذا الصراع، لم تنجح أبداً في إنهاء المعارك على طول خط الجبهة.
ويسكن إقليم قره باغ غالبيةً من الأرمن، وأثار إعلان استقلاله عن أذربيجان حرباً في أوائل التسعينيات أودت بحياة 30 ألف شخص، لكن لم تعترف أي جهة بعد ولا حتى أرمينيا، باستقلال الإقليم.
أرمينيا تعلن إسقاط أربع طائرات مسيرة
وقال رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، الخميس، إن بلاده أسقطت أربع طائرات مسيرة في إقليمين قرب العاصمة يريفان، بينما رأى شاهد من وكالة "رويترز" في المدينة جسماً متوهجاً في السماء وسط اشتباكات مع أذربيجان.
وأضاف باشينيان، على مواقع التواصل الاجتماعي، إن أربع طائرات مسيرة ظهرت في الأجواء الأرمينية في إقليمي كوتايك وجغاركونيك، ودمرتها قوات الدفاع الجوي الأرمينية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع في أرمينيا، في وقت سابق، إن الوضع لا يزال متوتراً وإن قوات أذربيجان حاولت إعادة تنظيم صفوفها لكنها مُنعت من ذلك.
وأعلنت أرمينيا أن فرنسييْن يعملان لصالح صحيفة "لوموند" الفرنسية، أصيبا خلال قصف أذربيجاني لبلدة مارتوني الأرمينية، ونُقلا إلى المستشفى. وقال مصدر بحكومة أرمينيا إنهما في حال حرجة.
في المقابل، أفاد مكتب المدعي العام في أذربيجان، بأن القصف الأرميني أودى بحياة مدني في بلدة تارتار صباح الخميس وألحق أضراراً بالغة بمحطة القطارات هناك. وكانت أنباء وردت عن مقتل العشرات وإصابة المئات منذ يوم الأحد في القتال الذي اندلع بسبب جيب ناغورنو قره باغ الذي يديره الأرمن واتسع نطاقه منذ ذلك الحين خارج الجيب.
تنسيق روسي تركي
وأعلنت موسكو، الخميس، أنّ وزير خارجيتها سيرغي لافروف ونظيره التركي مولود تشاوش أوغلو أكدا في اتصال هاتفي الاستعداد لإقامة "تنسيق وثيق" من أجل إعادة الاستقرار إلى ناغورنو قره باغ. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استبق بيان مجموعة مينسك، بالقول إن وقف إطلاق النار في ناغورنو قره باغ لن يكون ممكناً ما لم تنسحب القوات الأرمينية من المنطقة الانفصالية وغيرها من الأراضي الأذربيجانية.
وأضاف "لأن أميركا وروسيا وفرنسا، أي ما يعرف بمجموعة مينسك، أهملت هذه المشكلة على مدى نحو 30 عاماً، فإن طلبها الآن بوقف إطلاق النار غير مقبول". وكرّر أردوغان، في خطاب أمام البرلمان التركي، أن على أرمينيا الانسحاب من ناغورنو قرعه باغ ليتسنى تحقيق سلام دائم في المنطقة.
اتصال بين ماكرون وبوتين
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت سابق الخميس، قال الكرملين إن بوتين وماكرون بحثا في اتصال هاتفي الأربعاء، الخطوات التي يمكن أن تتّخذها مجموعة مينسك لوقف القتال. ودعا الرئيسان إلى وقف "تامّ" للقتال في ناغورنو قره باغ، مؤكّدين استعدادهما لتكثيف الجهود الدبلوماسية للمساهمة في حل النزاع، وفق الكرملين.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان إن "فلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون دعَوا طرفي النزاع إلى وقف تامّ لإطلاق النار، وحالما يصبح ذلك ممكناً، تخفيف التوتّرات وإظهار أكبر قدر من ضبط النفس". وأضافت أن الرئيسين ناقشا "معايير ملموسة لتعاون مستقبلي، لا سيّما في إطار مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، خلال مكالمة هاتفية في وقت متأخر الأربعاء.
وأوضح قصر الإليزيه الخميس أن الرئيسين "اتفقا على ضرورة بذل مجهود مشترك من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار في إطار مجموعة مينسك" ووجها دعوة إلى "ضبط النفس للطرفين ومجمل اللاعبين". وأضاف الإليزيه أن الرئيسين "يتقاسمان المخاوف ذاتها بشأن إرسال تركيا مرتزقة سوريين إلى أعالي قره باغ".
"المشروع التاريخي"
ويندرج الدعم التركي لأذربيجان في "المشروع التاريخي" لتوحيد الشعوب الناطقة بالتركية كالأذريين الذين يدافع عنهم القوميون الأتراك، كما ذكر الخبير الفرنسي جان ردفاني لوكالة الصحافة الفرنسية، وأضاف "أنها طريقة أيضاً لإظهار أن تركيا قوة إقليمية متنامية قادرة على التدخل على ساحات عدة" كسوريا وليبيا مثلاً.
والهدف هو الحفاظ على "تعبئة وطنية" لتوحيد الناخبين الوطنيين حول شخص أردوغان، الذي يعتبر أرمينيا تهديداً إقليمياً وخصماً تاريخياً، إذ لا يزال البلدان يختلفان حول الإبادة الأرمينية في ظل السلطنة العثمانية، ويبدو أن وساطة تركيا السنية مستبعدة لانحياز أنقرة.
علاقات جيدة
ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي تقيم روسيا علاقات جيدة مع جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان السوفياتيتين السابقتين حتى أنها تمدهما بالسلاح، وبحسب غيلا فاسادزي المحلل الجورجي، تستفيد موسكو من ركود النزاع في قره باغ مع اندلاع أعمال العنف بين حين وآخر، القادرة على "الحفاظ على نفوذها فيها" كحكم.
وعلى الخط الروسي، شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ضرورة وقف إطلاق النار، لكن هذا الموقف الروسي "مهدد" بدعم أنقرة المتنامي لباكو القادر على "إطاحة توازن القوى" بحسب ردفاني.
خطاب تركي "مولع بالحرب"
فرنسياً، اعتبر ماكرون أن الخطاب التركي "المولع بالحرب" يشجع أذربيجان على إعادة غزو ناغورنو قره باغ وإن هذا غير مقبول، لكنه أضاف أنه ليس لديه دليل في المرحلة الحالية على مشاركة تركية مباشرة.
أضاف خلال مؤتمر صحافي في لاتفيا "علمت بالإعلانات التركية (المؤيدة لأذربيجان)، التي أعتقد أنها متهورة وخطيرة. لا تزال فرنسا تشعر بقلق بالغ من الرسائل المولعة بالحرب التي بعثت بها تركيا في الساعات الماضية، والتي تزيل أي عقبات أمام أذربيجان لغزو ناغورنو قرة باغ مجدداً. ونحن لن نقبل بهذا"، وأعلن أنه سيناقش القضية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الأربعاء ومع نظيره الأميركي دونالد ترمب غداً.
ورداً على ماكرون، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو "تضامن فرنسا مع أرمينيا يصل إلى حد دعم الاحتلال الأرميني في أذربيجان".
استياء باكو
ويتحدث الخبير الفرنسي عن استياء باكو من موسكو، التي تسلم أسلحة "أكثر تطوراً" لـ"يريفان"، العضو في تحالف عسكري مع روسيا، في (منظمة المعاهدة الأمنية الجماعية)، وانتقد الرئيس الأذربيجاني الهام علييف هذا "التفضيل الروسي لأرمينيا" كما يقول الخبير الفرنسي، إلا أن لموسكو "أوراقاً عديدة للمفاوضات" بفضل علاقات اقتصادية تربطها بـ"يريفان" و"باكو" وللطرفين جالية مهمة في روسيا.
لا ثقة
إيرانياً، ترغب إيران الواقعة على حدود الجانبين في أن تضطلع بدور الوساطة، لكنها بعيدة عن الحصول على هكذا دور، ولا تثق أذربيجان البلد الشيعي (كإيران لكنه علماني)، بتوجه طهران الديني وطموحاتها الإقليمية.
في المقابل تنظر طهران بريبة إلى العلاقات التي تقيمها باكو مع الأقلية الأذربيجانية المقيمة في شمال إيران، خوفاً من الحركات القومية، كما لا ترى طهران بعين الرضا التعاون العسكري بين إسرائيل وأذربيجان، لهذه الأسباب يراهن النظام الإيراني على علاقة مميزة مع الأرمينيين المسيحيين، ويشارك في تطوير البنى التحتية للطرق والغاز، للإسهام في انفتاح المنطقة الأرمينية، ويعتبر المحلل الجورجي غيلا فاسادزي أن فرص نجاح اقتراح إيران التوسط ضئيلة.
دعوات لوقف القتال
ودعت العواصم الغربية الرئيسة إلى وقف الأعمال القتالية، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل حتى الآن.
ويتأثر الرأي العام الأميركي والفرنسي بالجالية الأرمينية الكبرى التي تعيش في كل من البلدين، لكن هناك أيضاً اهتماماً يتعلق بموارد الطاقة بالنسبة إلى الغربيين الذين يحصلون جزئياً على حاجاتهم من أنابيب الغاز المرتبطة بأذربيجان الغنية بالمحروقات، أو يستكشفون حقولاً فيها، ويؤكد الخبير الفرنسي أن الغربيين منذ سنوات "لا يمارسون ضغوطاً على "يريفان وباكو" لأن نزاعهما ليس "على قمة جدول أعمالهم".
مقاتلون من سوريا وليبيا
وفي موقف روسي لافت، قالت وزارة الخارجية الروسية إن مقاتلين من سوريا وليبيا تم نشرهم في منطقة النزاع بناغورنو قره باغ، وأكدت الخارجية أن "مقاتلين من جماعات مسلحة غير شرعية، خصوصاً من سوريا وليبيا، يتم نشرهم في منطقة النزاع بناغورنو قره باغ للمشاركة في المعارك"، وأضافت أنها "تشعر بقلق شديد حيال عمليات يمكن أن تؤدي إلى تصعيد التوتر في النزاع" وفي كامل المنطقة.
اليوم الرابع
وفي اليوم الرابع من المواجهات الدامية في ناغورنو قره باغ، أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، الأربعاء، أن فكرة إجراء محادثات مع أذربيجان تحت إشراف روسيا سابقة لأوانها، وقال لوسائل إعلام روسية، كما نقلت إنترفاكس: "من غير المناسب الحديث عن قمة بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا فيما لا تزال معارك عنيفة جارية"، معتبراً أنه "من أجل إجراء مفاوضات، يجب أن تكون الأجواء والظروف مناسبة".
ونقلت وكالات أنباء روسية عن باشينيان قوله إن "بلاده لا تدرس نشر قوات حفظ سلام في إقليم ناجورنو قرة باغ".
اجتماع طارئ لمجلس الأمن
وكان مجلس الأمن الدولي طالب في بيان صدر مساء الثلاثاء بإجماع أعضائه بـ "وقف فوري للمعارك" المتواصلة في الإقليم المتنازع عليه، وقال أعضاء المجلس في البيان إنّهم يعبّرون عن "دعمهم لدعوة الأمين العام الجانبين لوقف القتال على الفور، وتهدئة التوتّرات والعودة بدون تأخير إلى مفاوضات بنّاءة"، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وصدر البيان الرئاسي في ختام اجتماع طارئ عقده المجلس تلبية لطلب الدول الأوروبية الأعضاء فيه وهي بلجيكا وإستونيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
أضاف البيان أنّ أعضاء المجلس "يدينون بشدّة استخدام القوة، ويأسفون للخسائر في الأرواح والخسائر البشرية في صفوف المدنيين". كما أعرب أعضاء مجلس الأمن "عن قلقهم إزاء التقارير بشأن أعمال عسكرية واسعة النطاق على طول خط التماس" في الإقليم.
وفي نهاية البيان "أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم الكامل للدور المركزي للرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا) التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وحثّوا الجانبين على العمل الوثيق معهم من أجل استئناف الحوار بصورة عاجلة وبدون شروط مسبقة".
ووفقاً لدبلوماسيين، فإن البيان الذي أقرّه المجلس بعد اجتماع استمر زهاء ساعة اقترحه الرؤساء المشاركون الثلاثة لمجموعة مينسك، ممّا سهّل اعتماده.
تصعيد أمني
وفي تصعيد أمني لافت، أكدت وزارة الدفاع الأرمينية الثلاثاء، أن طائرة تركية من طراز "إف-16" أسقطت إحدى طائراتها من طراز "سوخوي 25" ما أدى إلى مقتل قائدها، غير أن وزارة الدفاع في أذربيجان نفت إسقاط طائرة حربية أرمينية.
وقال طرفا النزاع إنهما نشرا مدفعيةً ثقيلةً الثلاثاء، وإن كلاً منهما كبّد الجانب الآخر خسائر فادحة.
وأعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن "القوات الأرمينية تصدّت لهجمات أذربيجانية في مختلف قطاعات الخطوط الأمامية وتكبّد العدو خسائر فادحة في الأرواح". وأضافت أن الجيش الأذربيجاني تكبّد خسائر كبيرة منذ اشتعال المواجهات، مع إسقاط نحو 50 طائرة من دون طيار وأربع مروحيات وتدمير 80 دبابة.
وكتب المتحدث باسم الوزارة، أرتسرون هوفانيسيان، على فيسبوك، أن "الجانب الأذربيجاني شنّ قصفاً مدفعياً كثيفاً على مواقع أرمينية، استعداداً لهجوم جديد".
وزارة الخارجية في أرمينيا قالت بدورها إن مدنياً قُتل الثلاثاء في بلدة واردنيس، بعدما قصفت مدفعية أذربيجان وطائرة مسيرة البلدة، وذلك في أول إعلان عن سقوط قتلى على أراضي أرمينيا منذ نشوب القتال.
المعارك ليلاً
في المقابل، قالت وزارة الدفاع بأذربيجان، في بيان، إن المعارك استمرت خلال الليل، موضحة أن القوات الأرمينية "حاولت استعادة المناطق التي خسرتها من خلال شن هجمات مضادة باتجاه مناطق فضولي وجبرائيل وآغدام وترتر".
وتابعت الوزارة أن اشتباكاً دار في ساعات مبكرة الثلاثاء حول مدينة فضولي، وأن قواتها "دمّرت أربع دبابات للعدو وآليةً مدرعة وقتلت عشرة جنود".
أضافت أن الجيش الأرميني قصف منطقة داشكسن على الحدود بين البلدين، على بعد أميال من ناغورونو قره باغ، لكن أرمينيا نفت الأمر.
ومنذ الأحد، تخوض القوات الانفصالية الأرمينية، المدعومة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من يريفان، والقوات الأذربيجانية المدعومة من أنقرة، معارك دموية هي الأعنف في المنطقة منذ عام 2016.
منطقة جنوب القوقاز
وتطالب أذربيجان، البلد الناطق بأحد فروع اللغة التركية، وذو الغالبية الشيعية، باستعادة السيطرة على ناغورنو قره باغ، الإقليم الجبلي ذي الغالبية الأرمينية، والذي لم يعترف المجتمع الدولي، ولا حتى أرمينيا، بانفصاله عن باكو عام 1991.
وأثارت الاشتباكات الأخيرة القلق من استقرار منطقة جنوب القوقاز، حيث تمرّ خطوط أنابيب تحمل النفط والغاز للأسواق العالمية.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية عن شركة "سوكار" النفطية الحكومية في أذربيجان، قولها الثلاثاء إن الجيش يحمي منشآتها النفطية.
ومع استمرار القتال، سجّلت السندات السيادية لأرمينيا وأذربيجان المقوّمة بالدولار المزيد من التراجع.
دعم تركي "مباشر" لأذربيجان
وبينما توالت الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، عزز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المخاوف من تصعيد إضافي بخطاب عالي النبرة دعم فيه باكو، قائلاً إن "الوقت قد حان لإنهاء الأزمة في إقليم ناغورنو قرة باغ".
واتهمت أرمينيا تركيا، الاثنين، بتقديم دعم عسكري مباشر لأذربيجان. وقالت وزارة الخارجية الأرمينية، في بيان، إن أنقرة لها "وجود مباشر على الأرض"، مضيفةً أن خبراء عسكريين منها "يقاتلون جنباً إلى جنب" مع باكو، التي قالت يريفان إنها تستخدم أيضاً أسلحة تركية من بينها طائرات مسيرة وحربية، لكن أذربيجان نفت هذه الاتهامات، بينما لم تصدر تركيا تعليقاً على الأمر.
كما اتهم سفير أرمينيا لدى روسيا تركيا بنقل حوالى أربعة آلاف مقاتل من شمال سوريا إلى أذربيجان للمشاركة في القتال بقره باغ، وفق ما نقلت عنه وكالة "إنترفاكس" الروسية، لكن أذربيجان نفت الأمر.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مقاتلين منتمين لجماعات سورية معارضة مدعومة من تركيا، تأكيدهما أن الأخيرة ترسل مقاتلين سوريين لدعم أذربيجان مقابل مبالغ مالية.