بدت العاصمة التونسية يوم السبت 30 مارس (آذار)، غداة الاجتماعات التحضيرية التي عقدها وزراء الخارجية العرب في مقر الأمانة في العاصمة التونسية، خلية نحل ضخمة تمهيداً لليوم الكبير الأحد الذي سيشهد القمة العادية الـثلاثين.
ونشطت كل القوى الحية في القطاعين الرسمي والخاص، لتبدو تونس العاصمة في أبهى حللها، ففُرشت الحدائق العامة بالزهور الملونة ونُظِفت الشوارع، وطُليت الأرصفة بالألوان المناسبة، وتزينت بأعلام الدول العربية الشقيقة.
وشهدت العاصمة التونسية، صيانة الطرقات والممرات وغرس زهور وأشجار، فضلاً عن رصف بعض الشوارع، واصلاح الأرصفة، إضافة إلى تنظيم حملة تنظيف، في الحدائق والمنتجعات السياحية، إلى جانب نصب أعلام الدول العربية وتعليق لافتات ترحيب عملاقة، تمهيداً للحدث الكبير.
تدابير أمنية
كما سعت الدولة التونسية إلى إشعار ضيوفها العرب والأجانب بالاستقرار والأمان، فأمكن للمتجول في شوارع العاصمة خلال الأيام التي شهدت انعقاد الاجتماعات التحضيرية للقمة، أن يلاحظ بسهولة الانتشار الكثيف لعناصر الشرطة التونسية بالزي الرسمي ورجال الأمن بالزي المدني على الطرقات الرئيسية ومداخل الشوارع الفرعية، لا سيما في محيط قصر المؤتمرات ومقرات الاجتماعات ومراكز إقامة الضيوف والمطارات، فضلاً عن المواقع التي سيزورها الضيوف.
ونشرت وزارة الداخلية التونسية بياناً أعلنت فيه اتخاذ الإجراءات المرورية الاستثنائية التالية، بداية من يوم الجمعة 29 مارس، ولغاية يوم الإثنين 1 إبريل (نيسان)، من الساعة 6 صباحاً إلى غاية الساعة 11 ليلاً، يُمنع خلالها تجول جميع أنواع الشاحنات والعربات الثقيلة والعربات المقلّة للمواد الخطرة، في كل من الطرقات والشريط المحاذي لمحيط الطرق على امتداد قصر المؤتمرات، وفنادق الإقامة بالمنطقة السياحية في الضاحية الشمالية للعاصمة.
الاهتمام بالإعلام
كذلك حرص القيمون على تنظيم القمة على تسهيل عمل الصحافيين العرب والأجانب، الذين سيتولون نقل الصورة الحقيقية للأحداث من تونس إلى دولهم والجمهور العالمي، فخصصوا مركزاً إعلامياً لهم في "مدينة الثقافة" في وسط العاصمة، احتضنهم إلى جانب زملائهم من الصحافيين المحليين.
وتضمن المركز الإعلامي للقمة العربية في "مدينة الثقافة"، أحدث التجهيزات والتقنيات وخدمات الاتصال السريع بشبكة الانترنت، التي ساعدت كل الصحافيين، الذين قدّرت مصادر رسمية عددهم بأكثر من ألف.
كما أبدت تونس اهتماماً بالغاً، ليس فقط بالوفود الدبلوماسية ومرافقي القادة والوزراء العرب، بل إيضاً بالطواقم الإعلامية والصحافيين، إذ خصصت مكتب استقبال خاص عند نقطة الوصول إلى مطار قرطاج الدولي، حيث تولى فريق خاص من الشبان والشابات تسهيل معاملات دخول الزوار الرسمية إلى تونس، مع الحرص على القيام بواجبات حسن الضيافة عبر تقديم أكواب القهوة والمياه والعصائر التي من شأنها أن تنسي المسافر تعب الرحلة.
كما أفادت مصادر محلية، بأن الحجوزات الفندقية بلغت نسبة 100 في المئة في العاصمة التونسية التي عجّت بالوفود الدبلوماسية الإعلامية العربية خلال هذا الأسبوع.
نشاطات مواكبة
من جهة أخرى، حرصت الرئاسة التونسية على مواكبة نشاطات القمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بنشاطات فنية وثقافية، ترحيباً بالزوار العرب. ونُظمت حفلات غنائية على مسارح استُحدثت في الهواء الطلق، خصيصاً للقمة في شوارع عدة، أبرزها شارع الحبيب بورقيبة في وسط العاصمة التونسية الذي شهد أبرز أحداث الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي. كما استضافت مدينة الثقافة مساء الخميس 28 مارس، حفلاً غنائياً أحياه الفنان التونسي صابر الرباعي على شرف وزراء الخارحية العرب.