الوفاة المفاجئة لديانا أميرة ويلز في أغسطس (آب) 1997، تركت ابنيْها الأميرين ويليام وهاري في حال صدمة وألم وذهول، يعيشها أي طفل يفقد والدته. لكن تلك لم تكن التجربة الأولى للأميرين البريطانيين بخسارة "أمهما" بشكل مفاجئ، إذ خاضا تجربة مماثلة في صغرهما، عندما طردت الأميرة ديانا مربّيتهما باربارا بارنز على حين غرة، بسبب غيرتها منها وفق ما يروي روبرت لاسي في كتابه المرتقب بعنوان "معركة الإخوة: ويليام وهاري والقصة الداخلية لعائلة مضطربة" (Battle Of Brothers: William, Harry And The Inside Story Of A Family In Tumult).
في كتابه الذي ستصدره دار النشر "ويليام كولنز" في 15 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، يحكي لاسي عما عاناه الأميران داخل عائلتهما والآثار النفسية عليهما، ويتناول قصة باربارا وكيف تخلصت الأميرة ديانا منها من دون أن تسمح لها حتى بتوديع الطفلين، وفق ما ذكر في مقال بصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
دخول باربارا إلى حياة العائلة
بعد إنجاب بكرها ويليام، في يونيو (حزيران) 1982، استعانت ديانا بالمربية الملكية باربارا بارنز، التي كانت تبلغ حينها 42 سنة. لكن سرعان ما اكتشفت الأخيرة أنها ستكون "مربية لمُشغِّلتها البالغة 21 سنة، بقدر تربيتها طفليها"، على حدّ قول لاسي، الذي أشار إلى أن باربارا وجدت نفسها تضمد جراح الأميرة التي كانت تعاني مرحلة متقدمة من البوليميا (الشره المرضي العصبي)، وهو اضطراب خطير في الأكل وصل بديانا إلى حد شطب ذراعيها ومعصميها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بذلك، توّلت باربارا زمام أمور ويليام وهاري بشكل تام. عند استيقاظهما مع بزوغ الفجر، تأخذهما "بابا" كما كانا يناديانها، إلى سريرها ليلعبا معاً، قبل أن يتناولا الفطور وتحيلهما على والديهما عندما يستفيقان.
"أم بديلة"
مع ازدحام جدول أنشطة الأميرة ديانا بالأعمال الخيرية والملكية، باتت باربارا تمضي المزيد من الوقت مع الصبيّيْن، وأصبحت بمثابة "أم بديلة" لهما، لاسيما لويليام الذي يكبر أخيه بعامين، على حدّ تعبير لاسي.
علّمتهما السير والكلام والقراءة، استيقظت على بكائهما ليلاً، حتى أنها تولّت رعايتهما بالكامل خلال "العطل العائلية" في أسكتلندا وجزر سيلي، حيث أعدّت جدول أنشطتهما اليومية، كما تفعل أيّ أم.
بذلك، بدأت الأميرة ديانا وبعض محيطها، بالشعور بأن باربارا باتت شديدة التملّك إزاء "صبيّيْها".
التخلص من باربارا
وصلت الأمور إلى ذروتها، في نهاية عام 1986، حين ذهبت المربية في عطلة لتحضر حفل عيد ميلاد مشغّلها السابق، اللورد غلينكونر، في جزيرة موستيك في بحر الكاريبي، حيث التقطت الصور مع المشاهير، ما أغاظ الأميرة ديانا، بحسب رواية لاسي.
وبعدما عادت باربارا إلى أداء مهامها بشكل طبيعي، ووجهت ببرودة من الأميرة ديانا، التي أبعدتها عن العائلة خلال إجازة عيد الميلاد في ديسمبر (كانون الأول). وعند عودة الأسرة الملكية إلى منزل هايغروف، أبلغت ديانا باربارا بأنه "سيكون من الأفضل" إذا غادرت، على حدّ تعبير الأميرة.
وأعطت ديانا أوامر بتوضيب أغراض المربية وإزالة أي أثر لها، وفق ما نقل لاسي عن وندي بري، مدّبرة منزل هايغروف، التي قالت إن أحداً لم يرَ باربارا منذ ذلك الحين.
"أم تبخّرت في الهواء"
ويروي الكاتب أن المربية التي أمضت أكثر من أربعة أعوام مع الأمير ويليام وعاميْن مع الأمير هاري، لم تُعطَ أدنى فرصة لوداع الصبيّيْن، ومُنعت حتى من توجيه الرسائل إليهما.
بذلك، تكون باربارا، "الأم البديلة"، "تبخّرت في الهواء" من حياة الأميرين، تماماً كما حصل عند وفاة الأميرة ديانا بعد نحو 10 أعوام، وفق لاسي، ما يفتح الباب أمام البحث في الصحة النفسية لويليام وهاري، اللذين عاشا في أسرة ملكية مزّقها زواج فاشل انتهى بالطلاق، علماً أنهما من أشدّ المروّجين لضرورة الاهتمام بالصحة النفسية للإنسان.