استخدام كبد القرش في لقاحات كورونا يلقى معارضة نشطاء

أطلقت مجموعة تُعنى بحماية البيئة حملة للحؤول دون استخدام زيت كبد سمك القرش في عملية صناعة اللقاحات المضادة لـ"كوفيد- 19".

في التفاصيل أن مجموعة "شارك آلايز" Shark Allies (تعني حرفياً "حلفاء القرش") الأميركية التي تنشط في مجال مكافحة الصيد الجائر لأسماك القرش، أصدرت الشهر الماضي عريضة نشرتها على موقع "تشينج دوت أورغ" Change.org الإلكتروني، طالبت فيها بمنع استخدام مادة "سكوالين" squalene (علماً أنها مادة عضوية زيتية يشيع استخراجها من زيت كبد سمك القرش) ضمن العناصر المكونة للقاحات المرشحة للاستعمال في مكافحة "كوفيد- 19".

في العريضة، كتبت المجموعة البيئية أن "استخدام أسماك القرش في لقاحات "كوفيد- 19" يتسم بقصر نظر ويتعذر التنبؤ بمساره وغير مستدام. ثمة بدائل أفضل. حري بقطاع صناعة اللقاحات أن يصغي إلى ذلك".

وأضافت المجموعة المناصرة للبيئة أن "مُركب الـ"سكوالين" المصنوع من زيت كبد القرش تحديداً يُستخدم بشكل أكثر شيوعاً (مقارنة بالسكوالين المُستخرج من مصادر أخرى) لأنه في الإمكان استخراجه بسعر زهيد، ومن السهل الحصول عليه، وليس لأنه أكثر فاعلية من المصادر الأخرى".

تذكيراً، إضافة إلى توافرها في زيت كبد القرش، يمكن العثور على مُركب الـ"سكوالين" في زيوت الزيتون، ونخالة الأرز، وجنين القمح، وفق "فوكس نيوز" الأميركية. ومعلوم أن مُركب الـ"سكوالين" يُعتمد في صناعة أدوية كثيرة مختلفة كعنصر مساعد، ما يرفع من مستوى فاعلية لقاح ما من طريق توليد استجابة أقوى من قِبَل جهاز المناعة في جسم المريض، على ما ذكرت "شبكة سكاي نيوز" البريطانية. مثلاً، تلجأ "غلاسكو سميث كلاين" GlaxoSmithKline، شركة الأدوية البريطانية العالمية، إلى ذلك المُركب حالياً في إنتاج لقاحات مضادة للإنفلونزا الموسمية.

وفي المقابل، وللأسف، يتطلب استخراج طن واحد من الـ"سكوالين"، قتل ثلاثة آلاف سمكة قرش، فيما يستلزم إنتاج كمية كافية من هذا المكون لصناعة جرعة واحدة من العقار المضاد لكل شخص في العالم، أن تموت 250 ألف سمكة في أقل تقدير، بحسب الموقع الإلكتروني "إيكو واتش" EcoWatch.

وكذلك زعمت "شارك آلاينز" في العريضة أن ذلك العنصر الطبيعي جارٍ استخدامه في خمسة من لقاحات "كوفيد- 19" المرشحة، وحثت المنظمة على النظر في اعتماد بدائل لا تحتوي عليه عوض ذلك.

وفي تصريح أدلت به في هذا الشأن إلى موقع "فايس الإخباري" Vice News الأميركي، أشارت ستيفاني بريندل، المديرة التنفيذية لـ"شارك آلاينز"، إلى أن استخدام الـ"سكوالين" في لقاح "كوفيد- 19" من شأنه أن يثير مشكلات بالنسبة إلى أسماك القرش والبشر في آن، لأن استخدام ذلك المورد (= أسماك القرش) ليس مستداماً في الأجل الطويل.

في هذا الصدد، ذكرت بريندل "إنه شيء نحتاج إلى أن نمضي قدماً فيه في أقرب وقت ممكن، ذلك أننا إزاء سنوات عدة من إنتاج اللقاحات لسكان العالم، وكذلك الحال بالنسبة إلى كثير من اللقاحات المقبلة المضادة لفيروس كورونا".

وأضافت، "يكمن الخطر الحقيقي في ما يمكن أن يصير إليه ذلك الأمر في المستقبل. يشكلالاعتماد على زيت سمك القرش في لقاح عالمي، خياراً جنونياً. ليست الحيوانات البرية مصدراً ثابتاً ولا تستطيع أن تحتمل الضغط التجاري المستمر. [و] الصيد الجائر لأسماك القرش على مستوى العالم وصل فعلاً إلى مستويات خطيرة".

ويضاف إلى ذلك أخيراً أن العريضة، التي أُطلقت الشهر الماضي، قد جمعت ما يربو على 58 ألف توقيع.