عندما بدأ الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي في تقديم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ليلقي كلمته في اجتماعات القمة العربية الثلاثين في تونس، ذكر بيتاً لشاعر النيل حافظ إبراهيم جاء فيه:
كم ذا يكابد عاشق ويلاقي
في حب مصر كثيرة العشاقِ
هذه "المقدمة الغزلية" إن جاز التعبير يشير إليها مراقبون على ضوء تضارب الأنباء حول حضور الرئيس المصري قمة تونس من عدمه، قبل أن يقطع السيسي الشك باليقين بوصوله إلى تونس صبيحة انعقاد القمة ، حيث كان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي.
لم يكن بيت حافظ إبراهيم الذي قرأه السبسي في مضمامينه بعيداً عن تكهنات بوجود أسباب أدت إلى تصريح مصادر تونسية أن الرئيس المصري لن يحضر إلى قمة تونس لـ"أسباب أمنية".
وذكر نور الدين بن تيشة المستشار السياسي للرئيس التونسي في وقت سابق، أن اعتذار الرئيس المصري عن حضور القمة العربية بتونس جاء لظروف خارجة عن تونس.
وقال بن تيشة في حديث إذاعي صباح أمس السبت إن "السيسي اعتذر لمسائل تخصه وتخص الأشقاء في مصر وبعيدة كل البعد عن مسؤوليتنا".
وأشار إلى أن تونس وفرت كل الظروف لاستقبال الزعماء العرب.
ولم يصدر من القاهرة أي بيان رسمي بشأن اعتذار السيسي عن حضور القمة من عدمه، رغم حديث مصادر عن زيارة ربما يقوم بها السيسي إلى الأردن.
ومع أن شيئاً لم يرشح عن أي من البلدين حول سبب التصريحات المتضاربة حول حضور أو عدم حضور السيسي إلى تونس، قبل أن يحسم تلك التكهنات بهبوط طائرته في العاصمة، مع أن شيئاً من ذلك لم يرشح، إلا أن رواية السبسي لبيت حافظ إبراهيم في تقديمه للسيسي لإلقاء كلمته ربما عُدّت مؤشراً على وجود شيء من سوء التفاهم تم التغلب عليه في اللحظات الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى حضور الرئيس المصري قمة تونس، منهياً التكهنات والجدل الذي سرى في أروقة القمة مساء السبت حول حضوره من عدمه.