بعد أكثر من 13 يوماً على اعتذار مصطفى أديب عن مهمة تأليف الحكومة، حذر رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري من خطر اندلاع حرب أهلية في لبنان.
وقال الحريري في مقابلة تلفزيونية "أخشى من حرب أهلية وما يحدث من حمل السلاح وما نشهده من عروض عسكرية في الشارع يعني انهيار الدولة". وشهدت البلاد في وقت سابق من هذا العام اضطرابات وصلت في أحيان كثيرة إلى اشتباكات مسلحة في مناطق عدة.
والبلاد غارقة في أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، وهي لا تزال تعاني جراء الانفجار الهائل في ميناء بيروت في 4 أغسطس (آب) والذي أودى بأكثر من 200 شخص وأدى إلى إصابة آلاف آخرين بجروح، ودمّر أجزاء كبيرة من العاصمة.
المبادرة الفرنسية
وأشار الحريري إلى أنّ "المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة" متحدثاً عن مشروعين في لبنان "مشروع حزب الله وأمل المرتبط بالخارج ومشروع لبنان أولاً"، بحسب قوله. واتهم الحريري "حزب الله" وحركة "أمل" بتعطيل المبادرة الفرنسية، مضيفاً "حتى الآن لا أفهم لماذا أوقفاها وربما اعتبرا أن هذه لحظة لجعل الآخرين يرضخون".
وتساءل الحريري "هل موضوع وزارة المال يستحق تقويض المبادرة الفرنسية؟ فأجواء المبادرة كانت إيجابية إلى حين فرض العقوبات (الأميركية) فتغيرت كل المواقف"، مشيراً "إذا كان الأميركي يريد تطيير المبادرة الفرنسية فلماذا يساعد حزب الله وأمل الأميركي على ضرب تلك المبادرة؟".
وأعاد اعتذار أديب عن عدم تشكيل حكومة جديدة الوضع السياسي في لبنان إلى المربّع الأول. واصطدمت جهوده تحديداً بشروط وضعها "حزب الله" وحليفته حركة "أمل" بزعامة رئيس البرلمان نبيه بري، لناحية تمسكهما بتسمية الوزراء الشيعة والاحتفاظ بحقيبة المال.
وقال: "ألوم حزب الله لأنه يحمّل الشعب اللبناني مشاكله، والشعب ليس مسؤولاً عن العقوبات المفروضة عليه"، مؤكداً أن "الحزب" قوَّض علاقة لبنان مع الدول العربية والأجنبية. وتابع "يجب أن نكون واضحين المبادرة الفرنسية هي السبيل الوحيد والأسرع لإعادة إعمار بيروت. بالنسبة إليّ إعمار بيروت تحصيل حاصل ولكن يجب أن يكون هناك جوّ عام في البلد لبدء الإعمار".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي على تعهد من جميع الأطراف السياسيين في لبنان بدعم تشكيل حكومة سريعاً في إطار خريطة طريق لإخراج لبنان من الأزمة، لكن الجهود باءت بالفشل حتى الآن.
وأشار الحريري الخميس إلى أن ماكرون طلب من الفرقاء السياسيين "تجميد خلافاتهم السياسية لمدة 6 أشهر" من أجل وضع حد للانهيار الاقتصادي في لبنان. وقال "كل فريق سياسي يستطيع أن يخترع مشكلة في تشكيل الحكومة، ولكن إذا كانت الأحزاب السياسية تريد فعلاً وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، عليها أن تسير بالمبادرة الفرنسية".
مبادرة الـ 72 ساعة
ووجه الحريري خطابه للسياسيين قائلاً "إذا فعلاً تريدون وقف الانهيار وإعادة إعمار بيروت، شرفوا نفذوا هذه المبادرة (الفرنسية)". وأعطى السياسيين المتنافسين مدة 72 ساعة للتفكير.
وأعلن أنّه مرشّح محتمل لرئاسة حكومة جديدة لوقف الانهيار الاقتصادي في لبنان بعد الانفجار الهائل في ميناء بيروت.
وقال الحريري "حكماً أنا مرشح"، وتابع "سأبدأ سلسلة اتصالات هذا الأسبوع لمعرفة مدى التزام الفرقاء السياسيين بورقة صندوق النقد والإصلاحات". ومضى يقول إنه إذا وافق السياسيون فإن "سعد الحريري لن يقفل الباب على هذا الأمل الوحيد لإنقاذ لبنان".
برنامج مع صندوق النقد
وقال الحريري إن لبنان ليس لديه مخرج من الأزمة سوى برنامج مع صندوق النقد الدولي. وتوقفت محادثات صندوق النقد الدولي في وقت سابق من هذا العام بعد نشوب خلاف بين مسؤولي الحكومة اللبنانية والمصرفيين والأحزاب السياسية بشأن حجم الخسائر المالية الهائلة للبلاد.
وقال الحريري "إذا أردنا حل المشكل يجب أن نذهب إلى الأساس والذي هو كيفية إدخال الدولار إلى البلد وذلك لا يتم إلا بالحصول على برنامج من صندوق النقد الدولي".
ويشهد لبنان فراغاً حكومياً بعد اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة ما أدى إلى تدهور الأوضاع السياسية اللبنانية أكثر.
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون دعا في وقت سابق الكتل النيابية إلى استشارات نيابية لتسمية رئيس وزراء جديد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
ويواجه لبنان، الذي يرزح تحت وطأة عبء ديون ثقيل، أزمة اقتصادية شديدة وهو ما أثر في العملة المحلية وتسبب في ارتفاع الأسعار. وسقط الكثير من اللبنانيين في براثن الفقر وصاروا أكثر اعتماداً على الأغذية المدعومة.