أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي كتاب: "مادة الهواء: علم وفن ما هو أثيري" للكاتب البريطاني ستيفن كونور، أستاذ الأدب الحديث في جامعة لندن، نقلته إلى العربية الكاتبة المصرية فاطمة غنيم، وراجع الترجمة عمر سعيد الأيوبي.
من دون الهواء، تتوقّف الحياة على الأرض. وهو غير مرئي ومع ذلك حاضر أبداً بطريقة أو بأخرى، وطالما ربط الناس بينه وبين الطيران، والروح، والتسامي، والتفاؤل. ولكن تغيّر مفهوم الهواء مع تزايد سيطرة البشر عليه، عبر الاتصالات، والحرب، والسفر، والاستكشاف العلمي. فلم يعد الهواء جزءاً موثوقاً من حياتنا اليومية، وإنما قسما آخر من البيئة يجب أن تخضع جودته ونقاوته لمراقبة وثيقة.
يبحث كتاب "مادة الهواء" معاني الهواء على مدار القرون الثلاثة الماضية، بما في ذلك مخاوفنا في العصر الحديث النابعة من الانبعاثات وتغير المناخ. ويستكشف الكتاب علاقة البشر بالهواء، الإيجابي منها والسلبي. ومن الأمور التي يسبر غورها، التشويش على الاتصالات اللاسلكية والغاز السام والضباب إضافة إلى ولعنا الذي لا ينقطع بالفوران والمتفجرات.
يخط كتاب "مادة الهواء" تاريخًا شاملًا لتاريخ البشر الخاص بمنظورهم تجاه الهواء، وذلك بالاستعانة بالأفكار المستوحاة من الدين والعلم والفن والأدب والفلسفة. غير أن النقطة التي يوليها الكتاب جل اهتمامه هي تلك التي تتعلق باللحظات التي يلتحم فيها العلم بالثقافة العامة والعلم المزيف.
يعرّج الكتاب كذلك على مسائل تتعلق بالإنارة بالغاز والخوف غير المبرر من التيارات الهوائية والجدال الذي ثار في العصر الفيكتوري فيما يتعلق بحرق الموتى. غير أن تلك الخواطر الجانبية لا تبعد الكتاب عن وصفه المتماسك لعلم الهواء.
المؤلف ستيفن كونور أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة كمبردج وزميل بيترهاوس، كمبردج. وكان قبل ذلك المدير الأكاديمي لكونسورتيوم لندن وأستاذ الأدب الحديث في كلية بيركبك بجامعة لندن.
المترجمة فاطمة غنيم، حاصلة على ليسانس الآداب - قسم اللغة الإنجليزية من جامعة عين شمس في القاهرة.